|
رغم أن الأنصار لم ينفردوا بالسلطة، ويتحمل الشريك جزءاً من الأخطاء والإخفاقات ومن أي فشل وفساد، ورغم أنهم مخترقون، فالكثير انتموا إلى هذه المسيرة الطاهرة بغرض تشويهها وإفشالها باعتبار ذلك هدفاً أمريكياً بريطانياً صهيونياً وهؤلاء هم عتاولة الشر وممثلو الشيطان في الأرض، ولا يمكن أن يتركوا مسيرة الأحرار دون أن يتخذوا كل الطرق الممكنة لتدميرها كما فعلوا عند نشأتها من خلال توجيه عملائهم بشقيهم العفاشي والإخواني بشن الحروب الست...
ورغم انحراف البعض ممن استسلموا لملذات وشهوات الدنيا، ورغم وجود المتسلقين والانتهازيين والمتلونين والمنافقين وراكبي الموجة وذوي المصالح الشخصية والمتهورين المندفعين والمتسرعين والمتعصبين و... و... و... إلخ، إلا أن الجوانب المشرقة أكثر بكثير جداً من الجوانب المظلمة، وبشكل تقديري تصل نسبة النجاح إلى 90% والإخفاق إلى 10%، ولهذا مازلنا نرى الدولة قائمة والوضع مستتباً ولا يوجد أي انهيار. طبعا هذا في الجانب الإداري، أما العسكري والأمني والاقتصادي والمالي فهم في سباق مع الزمن ولا غبار عليهم.
سيقول قائل: كيف يمكن أن تكون النسبة 10% ونحن نرى كل هذه الضجة الإعلامية والسخط الشعبي؟!
وبهذا الشأن لا بد من توضيح بعض النقاط، وهي كالتالي:
1 - ضجيجنا وسخطنا وعتابنا واعتراضنا نابع من حسن ظننا بالأنصار، ولو كنا لا نأمل فيهم خيرا لما طلبنا التصحيح والتصويب ويبدو كثيرا وكبيرا، لأننا نرى أي خطأ أو غلطة بشكل مكبر ومضخم، فنحن نعيش أسوأ كارثة إنسانية في المنطقة بسبب العدوان، وبالتالي لا طاقة لنا باحتمال الأخطاء ومهما كان حجمها ستثير غضبنا، لأن المفترض أن يتولى إدارة وشؤون الدولة في أصعب وأحلك مرحلة يمر بها اليمن نخبة من المتمكنين والقادرين بفضل الله عز وجل على مواجهة الصعاب والتحديات، وليس شلة الخانعين لفلان وعلان أو مجموعة من المنتفعين أو العاجزين أو الخونة والمطبلين.
2 - كل ما يحدث للشعب اليمني تسبب به العدوان بشكل أو بآخر، ويتم برعاية وتمويل وتخطيط العدوان، سواءً بشكل مباشر عبر الحصار والحرب الاقتصادية وسياسة تجفيف الموارد المالية وكل الإجراءات الرامية إلى تجويع الشعب وإنهاكه بغية إركاعه، أم بشكل غير مباشر عبر أيادي العدوان في الداخل في إطار نخر مؤسسات الدولة وتفسخ المجتمع ونشر الفوضى وانهيار المنظومة وإفشال المرحلة لخلق عجز إداري مؤسساتي وسخط مجتمعي بعد أن عجز العدو عن تحقيق أي نصر عسكري، وذلك باستثناء بعض الأخطاء والتجاوزات الفردية والتي لا تنم عن التوجه العام للمسيرة القرآنية، ولذلك نراها أحداثاً محصورة في منطقة أو أشخاص معينين، بمعنى أنها تصرفات فردية وليست توجهاً عاماً.
3ـ كل ما يحدث لا يساوي شيئا أمام الفوضى العارمة والانفلات الأمني وانعدام الخدمات وكافة الآفات التي يعاني منها إخواننا في المحافظات المسماة "المحررة" والمدعومة دوليا،ً والتي تصب إليها المعونات والهبات والمساعدات وتستحوذ على أكثر من 85% من إيرادات الدولة. وهذا لا يفرحنا، بل يحزننا جدا ويجعلنا نتمنى لهم الخلاص من هذا المحتل القبيح، وكل ما عليهم أن يفعلوه هو أن يبدؤوا بالتحرك في إطار مقاومة المحتل، وسيجدون قائد المسيرة يوجه بنجدتهم وتحرير ما تبقى من أرض اليمن. والله الموفق والمستعان.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 03 أغسطس-آب 2021 07:12:39 م