|
عندما كنا نخوض نقاشات مع بعضنا في الجنوب، منذ ما قبل 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وحتى نزوحي إلى صنعاء منتصف 2017 مع بدء الاغتيالات، كان مأخذ البعض على الأنصار أنهم تحالفوا مع علي صالح، ولهذا ذهبوا إلى قتالهم، مع أننا كنا ندرك أن علي صالح كعادته ما أراد من تحالفه مع الأنصار سوى وسيلة لتصفية حسابه مع خصومه (حلفاءه السابقين)، وكعادته ظن أنه سيستخدمهم أداة ثم سينقض عليهم.
وهؤلاء الذين خضنا نقاشات معهم في منتديات عدن وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تذرعوا بتحالف الأنصار مع علي صالح، وأتذكر حين اتصل بي الأستاذ محمد ناصر البخيتي في يناير 2015، قبل اندلاع الحرب العدوانية بأشهر، وقال لي: أنا في مطار صنعاء نازل عدن... وطلب مني أن أرتب له لقاءات مع النخب المثقفة في عدن، ورتبت له لقاء مع أدباء ومثقفين في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن حضره عدد منهم، وكان سؤال أحدهم حول طبيعة التحالف مع علي صالح، وبدا واضحاً أن هذا التحالف هو ما يقلق الكثيرين، فكان رد البخيتي سياسياً بامتياز، ومع ذلك ظل هذا التحالف هو "كعب آخيل" في الأسطورة اليونانية، الذي وقف حائلاً أمام عقد تحالفات أوسع. لقد كانت خصومة الجميع مع علي صالح أكبر من أن تستوعب من قبل فرقاء، وبدلاً من الذهاب في تحالف مع الأنصار وجدوا أنفسهم في تحالف مع أعدائهم التاريخيين، ولهذا يجنون اليوم ثمن سوء التقدير.
وهؤلاء الذين كانوا يتحججون بتحالف الأنصار وجدوا أنفسهم في 4 مايو 2017 يشكلون مجلساً مع كثير من عناصر عملت مع نظام علي صالح، وإثر أحداث 2-4 ديسمبر 2017، صارت كل القوات التي فرت مع طارق مرحباً بها من قبل هؤلاء الممانعين وفتحت الأذرع لها، ونسوا أنها قوات علي صالح!
سوء التقديرات في السياسة، خصوصاً عندما تحكمها النزعة الثأرية الانتقامية، تقود صاحبها إلى التخبط والفشل. إنكم تجنون ثمن هذا التخبط، فلقد استطاع علي صالح أن يخرجكم من مربع السياسة إلى مربعات الثأر، ولذا ضللتم الطريق!
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 04 أغسطس-آب 2021 08:17:21 م