|
أُمَّتُنا اليومَ بأفرادها ومجتمعاتها بحاجةٍ إلى هجرة حقيقية وسليمة إلى الله، هجرة تجعلُ من العودة الواعية إلى القرآن منهاجَ حياة، ومن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم خيرَ قُدوة في مسيرة الحياة، فهي بين الأصالةِ والمعاصَرة تتنقّلُ، متمسكةً بثوابتها، محافظةً على هُــوِيَّتها، وراءَ رموزها الأفذاذ تلتفُّ، نحوَ كُـلِّ خيار يعزز من تواجدها كأمة عزيزة كريمة، قوية مهابة، أُمَّـة لا تقبل بالدونية، بل تعملُ على تشخيص واقعها، وتسعى للتغيير من واقعها إلى الأفضل، وعلاقاتها مع من حولها على أَسَاس الندية، ومن موقع السيادة والاستقلال.
وأمةٌ لا تجعلُ من القرآن منهاجَ حياة لها، ولا من الرسول عليه الصلاة والسلام قائداً لها، ولا من المصلحين الأخيار رموزاً وأعلاماً، فهي أُمَّـةٌ تائهةٌ متأخرة، وهذا ما نرجو أن نتجاوزَه، بتجديدِ الهجرة اليومَ على أَسَاس التقوى والتخطيط والعمل بالأسباب، وإصلاح ذات البين، والالتفاف حول ما يجمعُنا من قواسمَ رئيسية، وُصُـولاً، إلى أن نكونَ خيرَ أُمَّـة حقيقةً لا ادِّعاءً.. (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
هجرةٌ حقيقيةٌ إلى الله بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي بكل أنواعها في واقعنا كأفراد ومسؤولين وعموم مجتمع، وإلى تطهير القلوب من الضغائن والأحقاد وترسيخ دعائم الأُخوّة والتصالح والتسامح، وإلى استشعار نِعم الله علينا، ومنها الانتصاراتُ الكبيرة والأمن والاستقرار، ونعمة الغيث التي أنعم الله بها على عموم البلاد، وأن هذا يكونَ بالشكر المُستمرِّ لله عليها، بالقيام بالعديد من المسؤوليات، ومنها التعاون وتظافر الجهود فيما يحقّق الخير للمجتمع في الجانب العسكري والأمني والزراعي والاقتصادي، وإدراك أنه لا خيار لنا كيمنيين إلا عودتنا لبعضنا البعض، وتحمل مسؤولية تحرير بلادنا من الاحتلال الأجنبي، ومن لا يزال يعوّل على الخارج فهو مخطئٌ وواهمٌ، وخَاصَّةً بعد تكشُّفِ الحقائق فيما يجري من أحداث.
* كاتب سلفي
في الأربعاء 11 أغسطس-آب 2021 08:46:32 م