إلى الصم البكم..
إبراهيم الوشلي
إبراهيم الوشلي
يا جماعة الخير نريد أن نخترع لقاحاً لأصحاب العمارات، فقد لاحظت أن أي شخص بمجرد امتلاكه عمارة وتأجيرها، يصاب بفيروس الطمع والجشع، وهذا الفيروس الوبائي الذي تفشى بين أصحاب البيوت هو السبب الرئيسي لأزمة السكن في صنعاء.
إنه فيروس يضرب العقل ويسبب الجنون، يجعلك تطلب 100 ألف إيجاراً لشقة من ثلاث غرف وحمام ومطبخ، وتطرد المستأجر إلى الشارع إذا تأخر عن دفع الإيجار.. وتقوم بالكثير من التصرفات الوضيعة جداً.
حدثتكم في مقال سابق عن الرجل الشهم «جميل النعومي»، الذي يعتبر تجسيداً حياً للمؤجر عندما يكون (إنساناً)، وكنت آمل أن يتأثر المؤجرون بمكارم أخلاقه لتلين قلوبهم ولو قليلاً، لكن بلا جدوى.
لا جدوى من توعية المؤجرين، ولا جدوى من مطالبة تحالف الشر بصرف رواتب الموظفين.
هنا تقع المسؤولية على عاتق حكومة الإنقاذ، التي تسد آذانها أمام أنين المستأجر المسكين، دون أن تبذل أبسط جهد في سبيل إنقاذه.
هذه رسالة عاجلة إلى (الصم البكم) وزراء ومسؤولي (حكومة الإنقاذ)..
أقول لهم إن إحدى المعلمات اللاتي يواظبن على الدوام والتدريس دون مرتب، قد تلقت إشعاراً من المؤجر بإخلاء الشقة، التي تؤويها وأطفالها، في أسرع وقت، وذلك بسبب عجزها عن دفع الإيجار كل شهر.
إن رؤية امرأة مشردة في الشوارع بعد أن كانت مستورة مكرمة أمر يحرق القلب..!
المؤجر أناني مسلوخ المروءة والنخوة، وتحالف العدوان والمرتزقة أولاد ستين كلب.. إذن أنقذينا يا (حكومة الإنقاذ).
نحن في ظل عدوان وحصار وانقطاع للمرتبات، والغالبية العظمى من المستأجرين هم موظفو الدولة، وهؤلاء هم الذين عجزوا عن دفع الإيجارات بسبب انقطاع مرتباتهم، أما موظفو القطاع الخاص فمازالوا قادرين على دفع الإيجار.
مادامت الحكومة عاجزة عن دفع المرتبات، فأقل واجب تقوم به هو مخاطبة المؤجرين بعدم التعرض للمستأجر إذا كان موظفاً حكومياً ملتزماً بدوامه الرسمي، وطمأنتهم بأنهم سيقبضون إيجاراتهم كاملة عند صرف المرتبات.
يا مؤجر هذا موظف لدينا ومنضبط في أداء عمله، ويمنع منعاً باتاً مضايقته أو إخراجه من البيت إذا عجز عن دفع الإيجار، وتضمن لك الحكومة استلام إيجاراتك المتأخرة كاملة عندما تُصرف المرتبات التي قطعها تحالف العدوان، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقك في حالة مخالفة ذلك.
الموضوع بسيط ولا يتطلب جهداً كبيراً يا مسؤولينا الموقرين.. نحن لا نطلب منكم أن تخترعوا لقاحاً ذا تركيبة معقدة، فبالتأكيد لن تأخذوا حديثي في مقدمة هذا المقال على محمل الجد، فقط تخاطبوا مع المؤجرين.
وبعد أن تحلوا مشكلة الموظفين الذين يتم طردهم من قبل المؤجرين، نتمنى أن تضعوا حلاً لمشكلة الإيجارات الخيالية التي يطلبونها.
لا تسدوا آذانكم وتغلقوا أفواهكم أمام معاناة الناس، لا تكونوا صُمّاً بُكماً، ولا تنسوا أنكم سميتم أنفسكم (حكومة الإنقاذ)، أنقذوا الناس بأي طريقة كانت.
* نقلا عن : لا ميديا

في الإثنين 16 أغسطس-آب 2021 07:49:29 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4116