“ميزان العدالة والضمير الإنساني المختل..!”
مجيب حفظ الله
مجيب حفظ الله

عالمٌ منافقٌ لا يرى بكلتا عينيه بل جعل من أذنه طبق استقبالٍ لكل ما تبثه وسائل إعلام العدوان من أكاذيب وأراجيف وعطّل كل حواسه الأخرى بما في ذلك ضميره الذي وضعه في ثلاجة الموتى..

حينما تقصف العديد من المدن اليمنية بعشرات الصواريخ التي طالت المنازل والأسواق وأماكن تجمع الناس ثم يدين العالم كله ردنا على هذا الجرائم التي لم تبرد دماء ضحاياها بعد فإن ذاك يشير إلى خللٍ حقيقي في منظومة الضمير الإنساني..

يقف العالم منذ سبع سنوات متفرجاً على أكبر جريمة حربٍ ضد شعبٍ بـأسره وحينما نُفعِّل سلاح الردع يرتفع عويل هؤلاء وصراخهم وخشيتهم على المدنيين وتتحرك فيهم هواجس الانسانية

جولةٌ سريعةٌ على وسائل الإعلام العربية والدولية ستجعلك تعرف حقيقة انسانية هؤلاء المبرمجة التي يحركونها ويوقفونها بذات الزر..

تزامن جرائم قصف طيران العدوان المكثف لمحيط مدينة مأرب وصعدة وعدد من المدن مع عملية توازن الردع السابعة التي أطلقها الجيش اليمني داخل العمق السعودي يجعل المرء مدركاً تماماً لحقيقة الضمير الانساني المغيب..

تنقل وكالات الأنباء والقنوات والإذاعات ووسائل الإعلام المختلفة ردود أفعال العديد من الدول والحكومات على ما أسموه الاستهداف غير المقبول للمدن السعودية..

لا يخجل هؤلاء حينما يتجاهلون خبر تعرض مدنٍ يمنية لقصفٍ لم يتوقف طوال الليل ولم يشيروا اليه ولو بصورةٍ عرضية وكأن ما يجري في بلادنا هو عملٌ روتيني تقوم به طائرات العدوان في مهمة إنسانية غير منتهية..

يخلف هذا القصف اليومي عشرات الجرحى والقتلى في كل يوم ناهيك عن الدمار الذي ينشره بين أوساط المدنيين وفي المنشآت العامة والخاصة..

انتقادكم رد فعلنا البسيط على جرائم العدوان المستمرة منذ سبع سنوات يؤكد بـأن ميزان العدالة مختلٌ لديكم أيّما اختلال وضميركم الذي استيقظ من غيبوبته فجأة استيقظ في التوقيت والمكان غير الملائمين..

تقول وسائل الإعلام السعودية أن القصف الناتج عن عملية توازن الردع السابعة أدى لإصابة طفلين وتضرر أربعة عشر منزلاً..

سرعان ما تفاعل وقع هذا الخبر في وسائل الإعلام ودهاليز الدبلوماسية العربية والغربية والشرقية وسارع الكل معصوب العينين لإدانة ما قالوا أنه استهداف للمدنيين في مدن عمق المملكة..

لن نتساءل عن انسانيتكم المفقودة وضمائركم المجمدة ولكن أين عقولكم هذه التي تدينون بها قصفاً رمزياً لم يستهدف التجمعات المدنية على الإطلاق وعلى الجانب الآخر تشدون على أيدي المجرمين القتلة الذين يقصفوننا منذ سبعة أعوام ولم تدينوا حتى جريمة واحدة من جرائم الحرب التي طالت كل محافظات الجمهورية رغم بشاعتها..

لقد قصفوا المنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والطرقات والمساجد ولم نسمع لكم حسّاً فأين هي إنسانيتكم طيلة سبعة أعوام..

هل حقاً لا تؤثر فيكم مشاهد الأطفال وهم يستخرجون جثثاً هامدةً من تحت انقاض المنازل التي دمرها طيران العدوان فوق رؤوس ساكنيها..

ان تجاهلنا نحن لا انسانيتكم هذه فهل تعتقدون أن الله سيسامحكم عليها..

في احاطته قبل أيام أمام مجلس الأمن قال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة أن من حق المملكة الدفاع عن نفسها وأنها ستستخدم في سبيل ذلك كل السبل..

بعد ذلك أدان وزير الخارجية الأمريكي قصفنا لمطار أبها الدولي وقال أن هجمات الحوثيين تهدد الشعب السعودي و70 ألف أمريكي متواجدٍ في المملكة..

رد هؤلاء على عملياتنا في داخل العمق السعودي اعتبر من حق المملكة الدفاع عن نفسها وكأننا لا يحق لنا الدفاع عن أنفسنا على الرغم من أنهم هم المعتدين علينا لا العكس..

افراط المجتمع الدولي في تغييب ضميره الإنساني سيجعل العالم عمّا قريب غابةٌ لا تخشى فيها الحكومات ومراكز القوى سوى سيف القوة العادل أما الضمير فقد تم تجميده فيما وضعه البعض في تابوتٍ ودفنه مع جرائم هؤلاء.

 

* نقلا عن : السياسية 


في الأربعاء 08 سبتمبر-أيلول 2021 07:55:29 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4210