|
بالأمس كان النظام السعودي وأزلامه يتحدثون عن دخول صنعاء عقب الخيانة التي جرت في نهم. وبحسب اعتقاده فقد كان هذا كفيلاً بسحق أنصار الله نهائيا، وبالتالي نهاية تدخله في اليمن، كما قال، لكن الحقيقة أنه حتى لو حقق ذلك بدخوله صنعاء فإن رصيد الحقد الذي يحمله لليمنيين مايزال مليئا بالنوايا الشريرة، وكل ما يفعله في الساحة اليوم يدل على ذلك!
الحصار لم ينفك ولن ينفك عن تلك المناطق التي احتلوها، وما يسمونه "شرعية" ماتزال رهينة فنادق الرياض، وما أنشؤوه ليكون "حكومة" ما هو إلا واجهة لتمرير ما يقررونه هم بحق شعب كامل. فرئيس لا يتعدى دوره إلا أن صار "بغلا" يأكل ويشرب ويعربد في غرفته، وأتباعه يشكون للسعودية ما يواجهونه من اعتداءات على أيدي من تدعمهم السعودية أيضاً، وهم مذعنون لها، بمقابل أو بدون مقابل، وعلى مذبح الغباء قدموا آلاف القتلى والجرحى لإرضاء سيدهم السعودي!!
أما الشعب في الجنوب فقد أحاط نفسه بالكثير من علامات الاستفهام والاستغراب، وقرر أن يطأطئ رأسه ويتفرج على ما يحدث له بصمت. منعوا عنه الرزق وأعطوه الوعود وأقسموا إنهم له من الناصحين، وكثرت الاختلالات والاغتيالات والبطش، وانتشر الإرهاب في ظل رعاية سعودية، وانتشر الفساد والعبث. وفي الحقيقة، لا نعرف ماذا سيفعل الأعداء أكثر لو كان هؤلاء هم الأصدقاء؟!
هذا النموذج يؤكد أن الحل يكمن في خيار المقاومة. وكم أكدنا أن الحل يكمن في البداية بالاعتراف بالأشياء كما هي عليه حقا، فهذا (الاحتلال) لا يمكن أن يحرر أرضاً ويحميها، وهؤلاء (السعوديين) لا يمكن أن يحملوا خيرا لليمنيين، وهؤلاء (العملاء) لا يصح أن يكونوا زعماء وطنيين، وهؤلاء (الإرهابيين) لا يمكن أن يحققوا أمنا وسلاما، وما يتم هو اغتصاب ولا يمكن أن نسميه نكاحا شرعيا، وقد قالها مسؤول سعودي في لحظة تجلٍّ: "وكأنكم تسألونني: لماذا تضرب زوجتك؟!".
أما الخطوة التالية فتكمن في مواجهة مخاوفنا التي زرعها الاحتلال في قلوبنا. فلو قال العدو بأن فلان سيئ فبإمكاننا أن نتيقن من ذلك بأنفسنا، وحتى لو تيقنا بأنه سيئ فعلا فهذا ليس مبررا أن نقبل بأن يعاملنا الآخرون معاملة العبيد، فلنتحرك كالأحرار الذين واجهوا عدوا أشد من هؤلاء السفلة الأقزام وانتصروا، فكلما تأجل تحركنا واجهنا المزيد من المآسي على يد هذا العدو الحقود الجبان، والذي لولا الخونة والعملاء ما كان ليتجرأ على بلد الحضارة (اليمن).
اليوم، السعودية بصدد قتل اليمنيين جميعا، وهي التي تطبع العملة بكثرة، وهي التي توزعها على عملائها، وهي التي تشدد الحصار، وهي التي تعتزم أن تسبب أزمة خانقة بقرارها طرد العمال اليمنيين دون وجه حق، وهي التي تنهب النفط والغاز والآثار، وهي التي تبني القواعد وتحشد المرتزقة من كل بقاع الأرض، وهي التي تشعل الفتن، وهي التي تمنع الغذاء والدواء على المواطن المسكين وأسرته، وهي التي تنشر الأوبئة وتغتال المرضى وتنشر الفساد... فبعد هذا كله وأكثر، من الغباء أن لايزال البعض يظنون أن بني سعود أصدقاء لليمنيين!
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 15 سبتمبر-أيلول 2021 09:05:32 م