|
يومٌ بعد آخر يعيشه البلد في سنوات الحصار والعدوان ، وحادثةٌ عقب أخرى ، وجرائمٌ للمعتدين ومرتزقتهم تتوالى وأخرى تتوارى عن الذكر وتضيع في زحمة النسيان بين محطات الحسابات والانتماءات السياسية والعقائدية الخانقة للوطن بسبب حالة اللاوعي التي يتحلى بها أولئك السياسيون من أصحاب المصالح أو العقائديون من أصحاب الأفكار المستوحاة من رحم المشاريع التدميرية والتآمرية على الإسلام والبلدان .
– كثيرةٌ هي الجرائم والأحداث والقضايا والأكثر منها تلك الشواهد الماثلة للعيان وأخرى يدركها العميان ، في مجملها تمثل أدلة وبراهين قطعية لكل ذي عقلٍ وضمير حيٍ حتى وإن كان يغط في سباتٍ نومٍ عميق ، بمدى خطورة المشروع الذي جاء به تحالف الشر على هذا البلد كل البلد حاضره ومستقبله ، لا يغرنكم المسميات والمناصب والملابس والهبات التي يمنحها أمراء العدوان لأولئك الاراجوزات ممن يحملون بطائق يمنية في فنادق سعودية ..
– المغترب اليمني عبدالملك السنباني ، العائد من الاغتراب بلهفة ومشاعر ، ظلت ولسنوات وهاجةٌ وضاءةٌ تشعر بالحنين وتترقب اللقاء وإطفاء حرارة البعاد بالوصل والعناق للأهل والوطن ، وما تلك الابتسامة التي سجلها السنباني في طريق العودة و رسمها على وجهه الوضاء ، و القادمة من أعماق القلب المتيم ، إلا دليل للسعادة وحجم الاشتياق الذي سيطفئ اللقاء لهيبه المشتعل لتأتي كلماته في أحد مطارات العودة دليلا إضافيا لاشتياقه وعشقه للشعب والبلد مخاطبا كل يمني بأنه عائد إلى الوطن وعلى أهل بلده اليمن تجهيز «الزوة» ( مكان جلوسه عنده أهله شعب اليمن بأكمله ) ..
– الجريمة البشعة بحق السنباني تجاوز فاعلوها القيم الإنسانية وتجردوا فيها من المعايير الأخلاقية والصفات الآدمية ، بحق هذا المغترب السنباني ، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، لأنها عنوان ونتيجة لمشروع تدميري يستهدف هذا الشعب بأكمله شماله وجنوبه شرقه وغربه ، قطعان من الذئاب والوحوش البشرية التي باعت ظمائرها بأثمانٍ بخسة حفنة من الدراهم الإماراتية أو الريالات السعودية، ولهذا زادت وحشيتهم بحق السنباني عندما وجدوا في رحاله دولارات أمريكية..
– ما يدلل على انه مشروع ممنهج، وليس أشخاص شواذ إن وسائل إعلامهم التي تمثل هذا المشروع ولسان حاله . سارعت كعادتها في تناقل الأكاذيب والتبريرات ونشرت عواجلها بخبر اعتقال هذا المغترب ومنحه لقب ( قيادي حوثي ) حتى تمادى المجرمون فيما بعد ليقتلوه بدمٍ بارد وإعلامهم قد وفر لهم الغطاء مسبقا .
– الأصوات النشاز والمنتمية لذات المشروع الذي ينتمي له قتلة السنباني ومغتصبو فتاة الخوخة وفتيات عدن وقاتلو الأسرى والخطباء وأئمة المساجد وغيرها من الجرائم التي تتوالى وتتواصل منذ سنوات سبع ، تتعالى صرخاتهم ويحاولون بكتباتهم صرف انتباه الرأي العام عن هذه الجريمة التي نتمنى أن تكون عنوانا لصحوة الضمائر النائمة التي أضر سباتها بالوطن ، ولعل هذه الجريمة وغيرها أبرز نتائجها ، ولا نتحدث عن تلك الضمائر الميتة ممن تماهت مع مشروع الإمارات والسعودية التدميري ، الذين يحاولون تشتيت واتهام الرأي العام بأنه يستغل هذه القضية لتبييض وجه الحكومة والسلطة بصنعاء ..
– نقول لهم من حقنا ومن المنطقي ومن المفروض أن نقارن دوما بين حكومة صنعاء التي تحترم أبناء شعبها واستطاعت أن تكون أنموذجاً راقيا يشار إليه بالإيجابية في مختلف المجالات ، برغم أنف أولئك المرتزقة من الإعلاميين والناشطين الذين يضخ لهم بنو سعود ونهيان مبالغ طائلة لتخريب بلدهم وتسويق مشروع التآمر والدمار وتجميله ..
– ندرك جيدا ويعلم الكثير من المنصفين أن هذه الجريمة لو ارتكبت في مناطق سيطرة ما يسمونهم مليشيا وهم عنوان تتجسد فيه معاني الدولة برغم الحصار وشحة الموارد ،، لو قُتل السنباني في مناطق حكومة الدولة بصنعاء لتحرك الرأي العالمي ولعاد بوش الأب والابن وكلنتون وكارتر وأوباما وترامب إلى الواجهة من جديد بالشجب والتنديد وخرجت المظاهرات في مختلف الولايات بل والأمصار، وعقدت اللقاءات الطارئة لمجلس الأمن والأمم والجامعة العربية ومجالس منظمات الحقوق ومنابر الإعلام العالمي وهددت امريكا وتوعدت بالانتقام للمواطن الأمريكي عبدالملك السنباني وربما يستصدر الكونجرس قرارا بإنشاء تمثال للسنباني جوار تمثال الحرية أو تهيئة أو استحداث شارع في واشنطن وتسميته باسم السنباني ، وبالطبع مصدر التمويل لكل تلك الأعمال والحملات والاجتماعات ستتكفل به السعودية والإمارات مهما بلغت كلفتها ..
– ولكن نقول إن السنباني ودمه الطاهر سيظل حاضرا في قلب كل حر من أبناء هذا البلد ، ودافعا للتحرك الفاعل في مناهضة المشروع الذي قتل السنباني ويقتل الكثير من أبناء هذا الوطن ومنهم المغتربون ، وحافزا نحو الحرية والحق في أن نعيش في بلدنا بكرامة وعزة وشموخ ،، كما أن هذه الحادثة زادت الشعب اليمني يقينا حتى في المناطق والمحافظات المحتلة أن صنعاء مدينة السلام والتعايش والقلب الذي يتسع بمحبة لكل أبناء الوطن ، و لهذا فاستمرار إغلاق مطار صنعاء حرب لا أخلاقية وجريمة لا إنسانية ووصمة عارٍ في جبين الدول والمنظمات الحقوقية ، ودليلٌ على حقارة و إرهاب دول التحالف العدوانية .
في الخميس 16 سبتمبر-أيلول 2021 07:13:03 م