|
في عاصمة "الروافض" ومناطق سيطرتهم تجد مدارس كبرى تحمل أسماء أبي بكرٍ الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأسماء بنت أبي بكر وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً، ولا مشكلة.
كذلك المساجد تجد الكثير منها يحمل الأسماء ذاتها، ولا مشكلة أيضاً.
في عاصمة "الروافض" ومناطق سيطرتهم يعتلي المؤذن منصة الأذان ويؤذن للصلاة بالطريقة التي يعتقد أنها صحيحة ولا مشكلة، سواء قال "حي على خير العمل" أو لم يقلها، وسواءً كان جموع المصلين زيوداً أو شوافع أو خليطاً بينهم أو غير ذلك، وكذلك يفعل مقيمو الصلاة أيضاً.
في عاصمة "الروافض" ومناطق نفوذهم إن أدركت أحدهم الصلاة فإنه يقصد أقرب مسجد ويؤدي صلاته فيه بالطريقة التي يعتقد أنها صحيحة ولا تجد أحداً يسأله أو يستنكر عليه ضمه في الصلاة أو عدم ضمه، تأمينه أو عدم تأمينه.
في عاصمة "الروافض" ومناطق حكمهم لا يجد جموع المصليين أيَّاً كانوا أو كانت توجهاتهم المذهبية مشكلةً أو حرجاً في أن يؤمهم زيدي أو شافعي أو سلفي أو أزهري أو أي مسلمٍ كان.
في عاصمة "الروافض" ومناطق دولتهم إن أراد أحدهم الفتوى في مسألةٍ ما فإنه يقصد أقرب مفتٍ ويأخذ فتواه ويمضي يعمل بها بدون أن يسأل عن توجه ذلك المفتي أو مذهبه أو أي شيء من هذا القبيل، وكذلك عقود الزواج والبيع والشراء والإجارات و... و... و... كلٌّ يقصد أقرب أمينٍ شرعي ولا مشكلة.
في عاصمة "الروافض" ومناطق سلطتهم لا تجد أي انفصامٍ مذهبيٍ على الإطلاق بين سائر أفراد المجتمع.
كل ما هنالك فقط هو اختلافٌ سياسي سلبيٍ وغير مثمر، بدليل أن رفاق الأمس هم أعداء اليوم، وأعداء الأمس هم رفاق اليوم، وهكذا هي السياسة، لولا أنها وظفت هنا توظيفاً سلبياً ليس إلا!
فهل وجدتم تعايشاً وتسامحاً وتناغماً مذهبياً في مجتمع ما كهذا الذي هو قائمٌ في مناطق سيطرة وحكم "الروافض"؟!
فقط تأملوا في عواصم "غير الروافض" من دول الجوار (السعودية أنموذجاً) وانظروا أي حالةٍ يعيشها المجتمع هناك من استبداد المذهب المتطرف الواحد وفرض سطوته على مختلف الأطياف والمشارب الفكرية والأيديولوجية في مناطق الاختلاف، ستعرفون عندها فقط من هم الروافض الحقيقيون!
هل هم من اتسعت صدورهم لكل المشارب والفروع المذهبية، أم أنهم من ضاقت صدورهم وعقولهم وأخلاقهم بها؟!
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 18 سبتمبر-أيلول 2021 09:32:24 م