|
بدأت الجماهيرُ تصحو في المحافظات المحتلّة، وتحَرَّك الشارع، وعبَّرَ عن غضبه من ممارسات المرتزِقة، ولم يجد رئيسُ حكومة المرتزِقة إلا الهوانَ والذلَ وهو يحاول عبثاً التجوالَ في شوارع حضرموت دون أن يشعُرَ بأثرٍ لوجوده في وجدان الناس وفي مشاعرهم التي كانت أكثرَ غضباً من ذي قبل.
اليومَ صرخ الناسُ من ألمٍ في تعز، وفي كُـلِّ الجنوب، وكادت الأرض أن تتحَرّكَ من تحت أقدام المرتزِقة، وارتفعت عقائرُ وحناجرُ أهلنا في المحافظات المحتلّة بزوامل: “أسألك بالله يا حوثي تجيني”.
الموضوعُ لم يكن سوى تضليل مارسه التحالُفُ؛ لبلوغِ أهدافِه، وقد بلغها في الجُزُرِ، والمنافذ البحرية، وفي باب المندب، ولم يكن هادي وزُمرته سوى مطايا عبَروا عليها إلى الغايات والأهداف، وسوف تجد تلك المطايا نفسَها وقد عصفت بها رياحُ الحقيقة، وأصبحت شظايا تتناثرُ على تراب وطن كان وما يزالُ يعشقُ الحريةَ والاستقلال، ويأبى الذلَّ والهوان، وإن خدعه سرابُ الأيّام لكنه بمُجَـرّد أن يصلَ إلى الحقيقة ويعرفَ سوف يشعلُ بركانُ غضبِه حتى تتساقطَ حِمَمًا تحرِقُ بُغاةَ الأرض والمستكبرين والطغاة والغزاة فيها.
اللعنات تتوالى اليومَ من أفواه المخدوعين في تعز الحالمة التي ظلت تحلُمُ برغيف الخبز، لم تصحُ اليوم إلا وقد عزّ منالُه، وظلت تحلم بالأمن فخانها الخوفُ الذي خافته ذات انتفاضة فهزم فيها إرادتها وقتل أطفالها وسحل رجالها، ومات الناسُ في الشوارع والطرقات، وفر الأمنُ من أزقتها وحواريها، ومن حضرها ومن مدرها فكان القتل هدفاً وغايةً، ولم تجد الدولة المدَنية التي كانت تحلم بها بل وجدت عصابات وقطاع طرق، ومجموعةً من القتلة يمارسون لُعبةَ الغواية على بشرٍ مسالمين لا ذنبَ لهم سوى الحلم الذي كان سراباً.
كما أن الحنينَ يجتاحُ عدنَ ويتفجَّر براكينَ وحِمَماً في شوارع عدن التي حلمت بالمساواة وبالمدَنية وباستعادة الدولة، فلم يكن حَظُّها من كُـلّ ذلك الغضب سوى شيوع ثقافة القرية، وتسلُّط القرية وطغيان القرية وقمع القرية، اليوم تتظاهر عدنُ فلا تجد سوى الرصاص الحي، وتطالبُ بالماء والكهرباء والتعليم والصحة فلا تجد إلَّا كلماتِ الأنين تعبر في مدى الأحلام التي كانت ترسم في أزقة المدينة فكرة استعادة الدولة.
وفي حضرموت العلم والفقه والشعر والأدب والتاريخ، خرج الناس هناك يقذفون موكب الرجل المشلول والتابع الذليل، معين عبدالملك، بنعال الكرامة، فغادرها ذليلاً مدحوراً.
أما المهرة التي حاولت السعوديّة أن تذل أهلَها فكانت عصيةً عليها، ثم بدأت بريطانيا تضَعُ أقدامَها على بحرِها وشواطئِها وموانئِها، لكنها أشهرت في وجه المعتدي حراكاً ثورياً يرفُضُ حركة الإذلال التي يمارسها، ويقظة شعب المهرة لن يجعلَها لقمةً سائغةً للمستعمر بل ستظل عصيةً، فتاريخها يأبى الهوان.
انتفض الجنوبُ المحتلُّ ضد المرتزِقة وضد تحالف العدوان وعرف أخيرًا أن الشرعيةَ لم تكن إلا مطية، وأن المرتزِقةَ ليسوا أكثرَ من أدوات، ولا قيمة لهم، فرئيسٌ مغترِبٌ لا يصحو إلَّا إذَا أردوا منه أمراً، وحكومةٌ مغترِبةٌ لا يمكن أن تديرَ بلداً ولا حرباً من البارات والملاهي الليلية.
على مدى 7 أعوام أنفق العدوان الكثيرَ من الأموال على العلاقاتِ الدوليةِ والشركات الإعلامية وعلى مراكز الدراسات وعلى الخطط والاستراتيجيات التي تعملُ على تفكيك المجتمع، وتحاول أن تُحدِثَ شرخاً في جِدارِ الوَحدة الوطنية وفي جدار الصمود الأُسطوري لصنعاء ففشلوا، حاولوا استقطابَ قيادات وكوادر ورموز من صنعاء ففشلوا، بل حدث العكسُ عاد الكثيرُ من الذين شعروا بيقظة ضميرٍ إلى صنعاء، وظلت صنعاءُ صامدةً عصيةً تعزِفُ على وَتَرِ العزة والحرية والكرامة والاستقلال دون أن يبلغَ العدوّ منها إِرْبَه.
فشل العدوان وأدواته، وفشلت كُـلّ الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف اليمن بفضل وعي القيادة الثورية الشابة، وقدرتها على التعاطي مع الأحداث بحنكة وذكاء وصبر وثبات، وها نحن على مشارف النصر الكبير، والعاقبة للمتقين.
في السبت 02 أكتوبر-تشرين الأول 2021 06:25:13 م