أنوار المولد الأعظم
جميل الكامل
جميل الكامل
 
الشعر في حرم النبوة ساجدُ 
وصدى المشاعرِ في السماءِ قصائدُ
من موطن الأنصار، من يمن الهدى
نحو السماء سنا النبوة صاعد
هذا احتفاءُ محمدٍ بمحمدٍ
ما بيننا وهداه –قط- تباعد
ما غاب إلا شخصه عنا هنا
لكنه روحٌ يَكادُ يشاهدُ
ونكاد نبصره، ونسمع صوته
إن لاح يمنحنا هداه القائدُ
اليوم نُثبت للوجود بأننا
من أحمدٍ، ولأحمدٍ نتوالد
أنَّا هنا من قبل بعثته إلى
يوم القيامة سيفه والساعد
الله عززه بنا، وبعزهِ
ثرنا، فما للغرب مِنَّا عَابِد
الأرض ترسف في قيود ضلالها
ذلاً وموطننا العزيز يجاهد
هذا هو اليمن الذي سمعت به الـ
دنيا وها هي ذي ترى وتشاهد  
لا شبرَ فوق ثرى البلاد ولم تقم
للنور فيه ملاحمٌ وموالد
لا جبهةً إلا ومنها جاء نصر
الله، جاء الفاتحون، توافدوا
مددُ النبي رجال أعلام الهدى
الصادقون عهودهم إن عاهدوا
ليس ادعاءً حبنا يا سيدي 
هذي الحشودُ على المحبة شاهد  
من كل فجٍّ كالسيول تدفقت
نحو الهدى لما دعاها القائد
حُبّاً بخير العالمين وطاعةً
جئنا كما يَرِد الظَّمِيُّ الوارد
وجلال قدرك قط ما نال العدى
منا ولا صدَّ المسيرة حاسد
ما أوغلوا في البغض إلا أشرق الـ
شعب اليمانيُّ، الأبيُّ، الصامد 
كلا ولا يبسوا قِلىً إلا جرى
كالنهر يسقينا هواك الخالد
هذي غيوثك فجرتنا أعيناً
أمواهها التجري عليك شواهد
فاخضر في كل القلوب ولاؤنا
واخضرت الرايات وهي تناشد
وسيوفنا اخضرت وهن سواطع
وأكفنا اخضرت وهُنَّ تُعاهِد
واخضرت الساحاتُ تحت حشودنا
واخضرت الطرقاتُ وهي تُساند
واخضرت الجبهات تفرحُ بهجةً
بالنصر حيث جيوشنا تتواجدُ
وبيوتُنا اخضرَّت وهُنَّ حرائقٌ
من قصفهم، والصخر وهو جلامدُ
حتى دمانا سيدي، ودموعُنا
خضراءُ فوق سنا الصدور سواجدُ
والدهر قال وقد رأى شعب الهدى
كالقبَّةِ الخضراءِ: شعبٌ ماجد
هذا هو اليمن الذي ما صده
عما يؤملُ مبغضٌ أو حاسدُ
هذا هو اليمن الذي أسْنا الدُّنا 
لولاه ما صلى وسبَّح ساجد
من هاهنا الإيمانُ لاح، ومن هنا
سيعيدُه للأرضِ جيلٌ صاعد
جيلٌ بحبِّ نبيهِ متسلِّحٌ 
وبحبِّ أعلامِ الهدايةِ رائد
يا خيرَ خلق الله حولك لم نزل
نغزوا، وأرْتالُ النفاقِ قواعدُ
مازلتَ فينا حاضراً في قائدٍ
كالبدر يغمرنا هداه الواعد
في يوم مولدك اتقدنا فرحة
والعالم المغبونُ ساهٍ شارد
والشعب من كل الجبال تَحَدَّرُوا
كالسيل نحوك وابلٌ أو رافدُ
شعبٌ لذكراك العظيمة واقفٌ
يتلو هواك وليس فيهم قاعد
يَبدُون من شُرَفِ الفضاءِ منائرا
عظمى، وساحات الحشود مساجد
قسماً بنورك لن نحيد عن الهدى
أن لن تحركنا سواك مقاصد
شعب هواك طعامُه وشرابُه
فرحا يطير إليك وهو يُكابد
شعبٌ يقاومُ كلَّ أشرارِ الدُّنا
كم حاربته لكي يَضِل عقائد
كم حاربوه، وحاصروه، وقام من
نيرانهم كالطود شعب مارد
وكأنما قد قربوه بحربهم
من حلمه؛ بعض الحروب فوائد
كم حاولت من «نَجْد» طمسَ هداك والـ
 آلُ الكرام كنائسٌ، ومعاهد
وضع اليهودُ بني سعودَ بها يدا
طولى تؤازر كفرهم وتساعدُ
طبعوا عليهم كل ما شاؤوا كما
في النقد يطبع ما يشاء الناقد
كم حاولوا إطفاءَ نورك سيدي
عبثاً، وكم كفروا الصباح وعاندوا
كم منبرٍ نصبوه واهتزت على
أخشابهِ الأخشامُ وهي تجالد
ولِحًى، سدىً حُمْرا، كما لو أنها
لهبٌ، وكاذبةُ الوجوهِ مواقد 
قَرْناً وقرنُ الشر يبذر زوره
فينا وكم قلبَ الحقيقة جاحد
زرعوا الضلال هنا لنحصده وها
هو ذا الضلال لزارعيه الحاصد
 قرنا وأنتم تنفخون لتطفِئُوا
أنوارنا، فلتبصروا وتشاهدوا
ها قد تهاوت تحت أقدام الإبا
أفكاركم وهوى الضلال البائد
أترون يا مَن لا ترون لأنكم
عُمْيُ البصائر، والتدين فاسد؟!
الأرض كل الأرض تحسدنا على
حب النبي، فكابروا أو عاندوا
فلقد أتم الله فينا نوره
نهجٌ، وشعب قد أضاء، وقائدُ
شعبٌ يسطر عهده بدمائه
لسناه مد يد الولاء يعاهد
أن لن يُفَرِّق بين منهاج الهدى
والآل –ما عشنا- مضلٌّ حاقدُ
عهداً سيبقى القدس نصب عيوننا
هدفاً إلى أن يستعادَ نجاهدُ
ويُطِل من أفق الصمود مكبرا
يمن عظيم، مستنير، واحد
ما غادر الدنيا عليه مجاهدٌ
إلا وأشرقَ من خُطاه مجاهدُ
اليمــن/إب
1 ربيـع أول 1443هـ
* نقلا عن : لا ميديا

في الأربعاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2021 09:12:58 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4399