|
في خضم ما تشهده الساحة من تحركات متسارعة مع اقتراب حسم القضية اليمنية، حسم عسكري في الداخل له أثره في الخارج، يأتي خطاب السيد القائد في ذكرى المولد النبوي الشريف كخطاب مرحلي يضع النقاط على الحروف للصراع في المنطقة أيضا، ليس في الشأن اليمني فقط، بل بما يحدث في الجزيرة العربية والمنطقة بشكل عام.
فالخطاب كان باليستيا بامتياز، فقد حسم السيد القائد الملف السياسي والذي تترأسه أمريكا من خلف عباءة الأمم المتحدة، حين عبر عن الهدف والغاية بقوله : (العمل على تحقيق الحرية والاستقلال جهاد مقدس في سبيل الله ولن يخضع للمساومة ابدا).
كانت المناسبة جديرة بأن توصل رسالة واضحة للعدو بمدى الوعي القرآني الذي اكتسبه الشعب اليمني خلال فترة سنوات الحرب، والذي قلب معادلات الصراع من معادلة التآمر العدواني الظالم غير المبرر، إلى معركة مفهومة الأبعاد، فقد لاقى ابناء الشمال مشروع الاحتلال بالرفض والمقاومة، واخير ما يحدث اليوم في تلك المحافظات الجنوبية المحتلة من رفض للمشروع ذاته، بل واقامة الاحتفالات المقدسة بمناسبة المولد النبوي في المناطق التي تم تحريرها مؤخرا من دنس الاحتلال.
فرغم مغالطات دول العدوان وتواطئ الأمم المتحدة وتماهي مجلس الأمن الدولي مع جرائم العدوان، اكتملت اللوحة الفنية للوعي اليمني والذي لم يعد يعطي كل ما سبق أي نوع من الاهتمام، واصبح التعويل على انتزاع الحقوق وتجاهل قرارات العدوان الظالم هو الخيار الانسب، وجميع الرسائل التي وجهها السيد القائد لدول العدون هي تدور حول ذات الموقف الشعبي المقدس باتجاه تحرير كل شبر من الاراضي اليمنية ولجميع المقدسات الإسلامية وحقوق الأمة.
فاحياء مناسبة المولد النبوي الشريف بالنسبة لليمنيين ليس حدثا عابرا يتبعه نسيان الموقف، بل أن هناك أمة يمنية عظيمة أحيت المبادئ القرآنية العظيمة من جديد، أخلاقيات تفرعت في جميع مجالات في مواجهة العدوان وإقامة الحياة بالشكل المناسب للإنسان، والذي يحفظ للإنسانية كرامتها وحقها في الحياة، ويكسر شوكة النفاق ويحرق مخططات العدو الشيطانية ورقة تلو الأخرى، وليراجع العدو موقفه حيال قرار تواجده في الاراضي اليمنية قبل يوم الزحف الاكبر للجنود والباليستيات والمسيرات اليمنية باتجاه المحتل اينما كان، فهذا كان مبدأ الرسول محمد (ص) حين واجه الروم، الذين كانوا في حينها أعظم قوة في العالم، وهاهو التاريخ يعيد نفسه.
ختاما :
عندما قال السيد القائد موجها القول للشعب اليمني: (نفسي لكم الفداء)، فقد عرف الشعب العريق عظمة وتواضع ومصداقية القائد، وعندما لبى الشعب اليمني العظيم دعوة السيد القائد بالخروح المليوني لساحات الاحتفال بمولد رسول الله (ص)، فقد عرف القائد عظمة الشعب وقوة إيمانه وشدة بأسه وعزمه وتصديقه بما أنزل على نبيه.
ـ فالشعب اليمني اصبح يستلهم من سيرة رسول الله (ص) ويستنير بهديه في واقع الوعي لما يعنيه الإيمان به في إطار التوجه العملي للتحرر من هيمنة الاستكبار، واصبح يقتدي برسول الله في المبادئ الكبرى والالتزامات العملية في كبير الأمور وصغيرها.
وبإنتظار تحقق الوعد الإلهي بسورة الإسراء بنهاية الظالمين وما هم فيه من علو واستكبار (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) وإن غد لناظره قريب.
في الجمعة 22 أكتوبر-تشرين الأول 2021 06:37:14 م