اجتماع «الفشنك»!
عبدالملك سام
عبدالملك سام
مجلس الأمن اجتمع وأعلن عن قرارات جديدة، ظنا منه -وبعض الظن إثم- أن هذه القرارات يمكن أن تخيفنا أو تثنينا عن حسم معركة مأرب. بالعكس، نحن بفضل هذه القرارات بتنا نعرف أننا نتحرك بشكل صحيح، وأدركنا موضع الوجع الحقيقي لقوى العدوان الأمريكي السعودي.
بفضل تجبر وظلم قوى الاستكبار ما عادت هذه القرارات تؤثر فينا، بل على العكس، أصبحنا نعرف أنهم متى لجؤوا لهذه القرارات فهذا يعني أنهم عاجزون تماما على أرض المعركة، وهذا ما جعلنا، بعد سنوات من المفاوضات، ندرك أنه لا فائدة ترجى من التنديد والوعيد، وأن التفاوض مع هذه الأنظمة لا يمكن أن يتم إلا بطريقة واحدة ألا وهي: فوهات البنادق.
"عاصمة مقابل عاصمة". بحسب هذه المعادلة تم قصف شرق الرياض بعد ساعات من قصف صنعاء. وطبعا الضربة الأخيرة، التي أدت لمقتل قيادات عسكرية سعودية، لا بد أن تمر دون رد، وسيبتلع بنو سعود الإهانة شاؤوا أم أبوا. وطالما قرروا أن يتمادوا في عدوانهم على الشعب اليمني، فليذوقوا وبال أمرهم!
مأرب لنا، والمبادرة القطرية لا تهدف لحماية قادة حزب الإصلاح بقدر ما تحاول الحفاظ على أذرعها سليمة لتستخدمها مستقبلا، وهذا ليس في صالح اليمن ولا اليمنيين ولا حتى قادة حزب الإصلاح، ولقادة حزب الإصلاح أقول ناصحا: لن يكون الأجنبي أحرص عليكم وعلى عائلاتكم ومستقبلكم من أبناء بلدكم، فقط جربوا أن تتجهوا نحو صنعاء بقلوب صادقة تبحث عن مصلحة بلدكم وأبناء شعبكم، ويكفيكم ما قد سلف.
خلال الفترة القادمة علينا جميعا أن ندعم أي مساعٍ لتحرير مأرب، مهما كانت التصريحات. أما أصحاب القلوب الضعيفة فأنصحهم أن يكفوا عن متابعة الأخبار لفترة، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. لا تراجع عن الهدف، وليجتمع من يجتمع، وليبكِ من يبكي. ما يهمنا الآن هو: ماذا بعد مأرب؟! أما اجتماع مجلس الأمن أو حتى مجلس الكون فلا يمكن أن يثنينا عن حقنا الذي منحنا إياه الله بالعيش بكرامة، وهذه الاجتماعات لا تقدم ولا تؤخر.
الإخوة في سلطنة عمان الشقيقة مطالبون بأن يكونوا على استعداد خلال الفترة القادمة لإجراء اتصالات تخص الشأن اليمني، وعليهم أن يتأكدوا أكثر من الضمانات المطروحة قبل الخوض في أي نقاش؛ فجميعنا شاهدنا مدى الاستهتار الذي أبداه النظامان الأمريكي والسعودي مؤخرا بما تم عرضه والموافقة عليه من قبل جميع الأطراف، ولكن لم يلتزم طرف العدوان بما تم الاتفاق عليه، والنتيجة هي هذا التخبط والسقوط لموقفهم.
كما تعودنا، في كل عام مع مرور ذكرى المولد النبوي الشريف يأتي بعدها فرج من الله ومواساة للشعب اليمني الصامد. وهذا العام لاحت تباشير النصر، وبإذن الله لن تأتي هذه الذكرى العام القادم إلا ونحن نحتفل بهذه المناسبة مع المسلمين جميعا، والعاقبة للمتقين.
* نقلا عن : لا ميديا

في الثلاثاء 26 أكتوبر-تشرين الأول 2021 07:32:47 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4423