|
لا تتوقف أبواق العدوان ومعها -للأسف الشديد- كثير من المأزومين وأصحاب العُقد النفسية عن إطلاق التهم والتخرصات التي تتهم الهيئة العامة للزكاة بتسخير أموال الأغنياء لخدمة أفراد أو جماعات، في تعارض واضح مع حقيقة ما باتت تقوم به هذه المؤسسة الوطنية الحيوية من دور هام ومشهود في حياة المجتمع اليمني.
-فيما مضى لم نكن نعلم عن أموال الزكاة شيئا بعد أن تم تهميش وتغييب هذه الفريضة الإسلامية العظيمة وجرى بجهل أو بسوء نية إقصاؤها عن المشهد العام وإفراغها من مضامينها وأهدافها ومصارفها الشرعية، ولم نكن نسمع حينها ولو شيئا يسيرا مما تلوكه ألسنة بعض المرضى اليوم في تناقض واضح -يبين إلى حد كبير- المرامي الخبيثة لمطلقي هذه الشائعات والأكاذيب.
– لن نستعرض هنا مهام ونجاحات وإنجازات هيئة الزكاة خلال الفترة الماضية وحضورها المؤثر في الحياة العامة وفقا للمصارف الشرعية المعروفة، وسنكتفي بتناول القليل عن مشروع التمكين المهني وتأهيل الشباب والذي دشن مرحلته الأولى قبل أسابيع لعدد 650 شابا في أمانة العاصمة الذي يتواصل حاليا بالتعاون مع وزارة التعليم الفني والمهني في 20تخصصا فنيا ومهنيا.
-هذا المشروع الواعد الذي تبنته الهيئة وقامت بتوفير الحوافز المادية للمتدربين منذ بدايته يعتبر -بحسب كثير من المختصين -من أهم المشاريع الاقتصادية التي من شأنها أن تضع الأسس الصحيحة للقضاء على الفقر والبطالة في المجتمع وهو ينطلق من حقيقة أن التعليم الفني والمهني هو مفتاح التنمية والمعني بتزويد العملية الإنتاجية بالأيدي العاملة المؤهلة في مختلف المجالات، ومن الرائع حقا أن تواصل هيئة الزكاة الاهتمام بالشباب وتعمل على تبنيهم وتوفير ما يحتاجون إليه من أدوات ومعدات تعينهم على الانطلاق إلى سوق العمل بثقة واقتدار، وأن لا يتوقف الأمر عند جانب التأهيل فقط فغالبية هؤلاء الشباب من أسر وعائلات فقيرة قد تعجز عن توفير أدنى المتطلبات على صعيد تلك الأدوات والوسائل اللازمة لأعمالهم وكذلك التنسيق مع أرباب العمل والشركات للاستفادة من المهارات التي اكتسبها المتدربون بما يرتقي بمستوى الأداء في تلك المؤسسات الإنتاجية.
-مشروع التمكين الاقتصادي للشباب -الذي يؤكد مسؤولو الهيئة أن مرحلته الثانية ستشمل 2000 شاب في عدد من المحافظات- يعد نموذجا حيا للتغلب على التحديات وتحويل الصعوبات إلى فرص ووضع المداميك الحقيقية لإحداث النهضة التنموية وتحريك عجلة التنمية وخوض المعركة الاقتصادية على نطاق واسع وصولا إلى ثورة تنموية شاملة ومستدامة في مختلف المجالات.
-مثل هذه التوجهات الموفقة هي بدون شك أساس التطور والنهوض والتحول من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج وفاعل، ولنا في تجارب بلدان كثيرة أعطت جانب التعليم الفني والمهني الاهتمام الكبير خير مثال على نجاح التوجه وصوابية المنطلق، ونذكر هنا التجربة الماليزية الرائدة وكيف أنها حققت نقلات نوعية في التطور والنهوض الحضاري خلال فترة وجيزة من الزمن.. وصدق الشاعر حين قال:
لا يرتقي شعب إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبنائه
-على مسؤولي هيئة الزكاة المضي قدما في تنفيذ مثل هذه المشاريع الناجحة دون الالتفات إلى الأقاويل والتقيؤات التي تصدر من هنا وهناك، فالشجرة المثمرة -كما يقول المثل العربي- هي الأكثر عرضة للرمي بالحجارة.
في الإثنين 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 08:42:08 م