محمد الجنيد:ابتكرت كهرباء مجانية باردة ولاسلكية
لا ميديا
لا ميديا

 
مستشار قانوني منذ 15 سنة والهندسة هواية منذ الطفولة
لم أتلق أي دعم من الحكومة ومشاريعي محاربة من أصحاب المصالح والعمولات
حاوره: مارش الحسام / لا ميديا -
الكهرباء نعمة فقط لأصحاب المصالح ونقمة مزمنة يعاني منها المواطنون منذ بداية ظهورها وحتى اليوم.
وعلى مدى عقود هناك إجماع بأن الكهرباء تمثل مشكلة مزمنة لا حلول لها، ومع ذلك هناك من خالف هذا الإجماع وابتكر الكثير من الحلول لمشاكل الطاقة في بلادنا، ومن هذه الحلول الابتكارية «الكهرباء الباردة المجانية اللاسلكية» الكفيلة بحل مشاكل الطاقة في بلادنا وتوفيرها كخدمة مجانية، ولاسلكية، ومع ذلك تمت محاربة فكرة هذا المشروع، ربما بسبب مصطلح «مجانية» الذي يعني أن إنتاجها لن يكون ذا مردود مادي، وهو ما يهدد مصالح الكثيرين.
صحيفة «لا» التقت المبتكر والمحامي محمد الجنيد الذي في جعبته عدد من المشاريع الابتكارية، وبالذات في ما يخص إنتاج الكهرباء المجانية.. وأجرت معه  الحوار التالي.
 في البداية ممكن تعرف القراء بنفسك؟
محمد عبدالله سعيد سيف الجنيد، محافظة تعز، مديرية جبل صبر، منطقة الصراري، خريج كلية الحقوق جامعة تعز، وأعمل محامياً ومستشاراً قانونياً منذ 15 سنة تقريباً، كما أعمل مهندساً في مجالات توليد الطاقة الكهربائية والميكانيكية وبعض الدوائر الإلكترونية والبرمجية والتحكم اللاسلكي، ولدي عدد من الابتكارات في هذا المجال.
خبرة شخصية بحتة
 باعتبارك خريج كلية الحقوق.. كيف اقتحمت مجال الهندسة؟ وكيف توصلت لهذه الابتكارات؟
توصلت إليها عن طريق الخبرة الشخصية، لأن الهندسة هواية شخصية عندي من الطفولة برغم أني درست كلية الحقوق، إلا أني كنت دائم الاهتمام والبحث في مجال الهندسة. وعن طريق قراءة العديد من كتب الهندسة الكهربائية والميكانيكية وكتب توليد الطاقة وكتب عن قصة حياة بعض علماء توليد الطاقة الكهربائية، فتعلمت الكثير في مجال توليد الطاقة الكهربائية السلكية واللاسلكية والمولدات المغناطيسية والكهرومغناطيسية والكهروستاتية والطاقة الشمسية، وغير ذلك.
ومن خلال الاطلاع وما لدي من خلفية في هذا المجال توصلت إلى ابتكار الكهرباء الباردة المجانية اللاسلكية لتوفير الكهرباء مجاناً، وهذا الابتكار قادني إلى ابتكار محرك مروحي، وحاليا أعمل على كثير من المشاريع الابتكارية الخاصة بإنتاج الكهرباء المجانية.
العائق المادي
 ما سبب التحاقك بكلية الحقوق وليس الهندسة؟
حاولت الالتحاق بكلية الهندسة، ولكن لم تسمح لي ظروفي الاقتصادية والمادية الصعبة للالتحاق بها، فحينها لم يكن باستطاعتي التوفيق بين توفير مصاريفي الشخصية ومصاريف أسرتي المعيشية وكذا مصاريف دراستي في كلية الهندسة التي تتطلب جهداً ووقتاً ومالاً وتفرغاً، وهذا سبب التحاقي بكلية الحقوق، لأني كنت يتيما أتحمل أعباء مسؤوليتي تجاه أسرتي الأيتام منذ الطفولة، فكنت صباحاً أحضر دوام المدرسة أو الكلية يوميا، ومن بعد الظهر إلى الليل أشتغل في سواقة (قيادة) وهندسة الدراجات النارية، وأعود إلى المنزل ليلاً للمذاكرة وقراءة كتبي وملازمي الدراسية.
كهرباء لاسلكية مجانية
 ممكن تطلعنا على أبرز مشاريعك الابتكارية؟
قمت بابتكار مشروع الكهرباء الباردة المجانية اللاسلكية، ومن خلالها توصلت إلى ابتكار محرك مروحي له استخدام مدني أو في الجانب العسكري، وكانا محل مشاركتي في مسابقة رواد المشاريع الإبداعية والابتكارية، ولكني توقفت عن تطوير المحرك مؤقتاً بسبب عدم القدرة المادية وقلة الإمكانات، وأيضاً بسبب انشغالي بتنفيذ نماذج صغيرة وتجارب مشاريع أخرى أهم في مجال توليد وإنتاج الطاقة المجانية، والمحرك أعتبره مشروعاً مهماً جداً بالنسبة لي، ولا بد من العودة إلى تطويره أكثر مستقبلاً عندما تحين الفرصة بإذن الله تعالى، وما توفيقي إلا بالله سبحانه وتعالى.
تعديل الطقس والمناخ
 أولا ماذا يعني مصطلح الكهرباء الباردة؟
تعني كهرباء أثيرية عالية الفولتية منخفضة الأمبير (شدة التيار)، وتكاد تكون شبه معدومة الأمبير، باردة وليست حارة، إذا قربت يدك منها من مسافة معينة (10 إلى 20 سم)، تحس ببرودة هفيف هواء الرياح على سبيل المثال، وبالتالي بإمكاننا استخدامها في تعديل الطقس والمناخ من حار إلى معتدل أو بارد. وتلك الخاصية تعتبر من ضمن فوائد واستخدامات الكهرباء الأثيرية الباردة.
سهولة التطبيق
 مشروع الكهرباء الباردة المجانية هل يمكن تطبيقه على أرض الوقع لينعم اليمنيون بالكهرباء وبشكل مجاني؟
نعم، ويمكن تطبيقه بكل سهولة، وأجريت عدداً من التجارب، وكانت النتائج مبشرة، وفي البداية قمت بتنفيذ مشروع دائرة توليد وإرسال الكهرباء الأثيرية الباردة اللاسلكية وقمت بتشغيل لمبات الإضاءة البيضاء منها لاسلكيا، من على بعد متر ونصف إلى مترين تقريبا ونجحت الفكرة، ومن خلالها توصلت إلى فكرة أخرى، وهي صناعة المحرك المروحي، لأنه يعمل على نفس دائرة توليد وإرسال الكهرباء اللاسلكية السابقة.
لاقط كهرباء
 كيف ستتم الاستفادة من الكهرباء المجانية اللاسلكية بالنسبة للأجهزة التي تحتاج إلى تيار قوي، أم أنها خاصة بلمبات الإضاءة فقط؟
أولاً، بالنسبة للمبات الإضاءة فهي تستقبل الكهرباء لاسلكيا بدون أسلاك، أما بالنسبة للأجهزة المنزلية كشاشة التلفاز العادية مثلا فهي بحاجة إلى لاقط أو برج لالتقاط الكهرباء اللاسلكية كما هو الحال مع الهواتف المحمولة التي تلتقط الإشارة لاسلكيا، لأن هناك برج إرسال وبرج استقبال، ويمكن لشاشة التلفاز أن تلتقط الكهرباء اللاسلكية عبر صحن معدني يعتبر القطب الموجب، أما القطب السالب «الأرت» يتم توصيله بالأرض، وفوراً يشتغل التلفاز.
أما بخصوص الأجهزة العالية التي تحتاج إلى شدة تيار، كالمكائن مثلاً، تتم العملية بنفس الطريقة السابقة وتوصيل دائرة لخفض الجهد؛ كلما انخفض الجهد انخفضت الفولتية ليرتفع الأمبير.
منفصلان ومرتبطان
 قلت إن مشرع الكهرباء المجانية الباردة قادك لابتكار المحرك المروحي، هل هما اختراعان منفصلان؟ وما العلاقة بينهما؟
طبعاً، مشروع الكهرباء الباردة اللاسلكية والمحرك المروحي هما مشروعان منفصلان مستقلان، ولكنهما مرتبطان ويوجد بينهما ارتباط وثيق غير قابل للتجزئة كونهما يعملان على نفس الدائرة الكهربائية والإلكترونية التي هي كهرباء عالية الفولتية منخفضة الأمبير وتكاد تكون شبه معدومة الأمبير، فالمحرك يدحض نظرية أن الكهرباء الأثيرية أو الاستاتيكية عديمة الفائدة، ويثبت أنها ذات فائدة كبيرة جداً، لأن بإمكاننا استغلالها في تشغيل كافة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ولكنها تتطلب صناعة أجهزة خاصة غير التي نستخدمها اليوم، ومتى ما سنحت الظروف سأعمل على تطويره.
محرك بلا توقف ولا أعطال
 في حديثك نجدك تركز على مشروع المحرك المروحي كما لو أنه أهم من مشرعك الخاص بالكهرباء المجانية اللاسلكية.. فما طبيعة أو فكرة هذا المحرك؟
المحرك تم صنعه من مواد بسيطة جداً، ولا يحوي في مكوناته أي ملفات نحاسية (أسلاك نحاس)، ولا أي قوالب حديدية إطلاقا، ولا يحتوي على أي فحمات داخلية أو فرش داخلية، مما يجعله يعمل لفترات طويلة جداً دون توقف ودون أي حرارة أو أعطال نهائيا، كما أنه لا يستهلك سوى 5 مللي أمبير، أي أنه يعمل على كهرباء تكاد تكون معدومة الأمبير تماما، بحيث إن بإمكانه أن يعمل على كهرباء من أي مولد كهروستاتي عادي جداً، ومن ثم يتم رفع الجهد باستخدام محولات رافعة للجهد إلى 30 كيلو فولت ومعدومة الأمبير (شدة التيار تكاد تكون معدومة الأمبير)، وبإمكانه أن يعمل على الكهرباء الباردة اللاسلكية أو الملتقطة من الغلاف الجوي بواسطة هوائي بسيط.
ويمكن استخدامه في الجانب المدني لتشغيل مراوح التبريد بكافة أنواعها، لأن عدد دوراته يتراوح ابتداء من 200 إلى 1370 دورة في الدقيقة الواحدة. ولهذا يمكن تطويره بسهولة بغرض استخدامه عسكريا في مجال الطيران بحيث يصل عدد دوراته إلى أكثر من 12000 دورة في الدقيقة الواحدة، بل تصل سرعته إلى أكثر من ذلك بحيث يمكن أن يصبح محركا نفاثا.
وبإمكاننا تطويره بدائرة شحن وتشغيل ذاتي أو مولد صغير جداً، بحيث يعمل ذاتياً دون الحاجة إلى أي مصدر طاقة خارجي.
مشروع ناجح ومربح
 قلت إنك توقفت عن تطويره لأسباب مادية.. كم سيكلفك تطويره؟
هناك فرق كبير بين تكلفة صناعة المحرك كنموذج فقط ولا يكلف أكثر من 50 إلى 60 ألف ريال على سبيل المثال، وبين تكلفة صناعته كمنتج مطور لتغطية احتياجات السوق، أي كمنتج أو سلعة استهلاكية نحتاج إلى أجهزة ومكائن تصنيع دقيقة جداً، وأيضاً لابتوب أو حاسوب وطابعة بلاستيك 3G وماكينة خراطة صغيرة لصناعة بعض القطع المعدنية المستخدمة في تطويره وغير ذلك من أدوات التصنيع، وذلك على سبيل المثال، وبالتالي فإن مشروع إنتاجه سيكلف مثلا قيمة مكائن وأدوات التصنيع على أقل تقدير من مليون ونصف إلى مليوني ريال تقريبا.
لكن وبالنظر إلى أهم مميزات المحرك المروحي أنه لا يستهلك من الكهرباء، فبإمكانه أن يعمل من مولد كهروستاتي عادي أو من دائرة توليد ذاتية التشغيل بدون أي مصدر طاقة خارجي، مما يجعله مشروعاً ناجحاً ومربحاً للغاية.
نماذج من مولدات الطاقة
 ذكرت أيضاً أن السبب الآخر لتوقفك عن تطوير المحرك هو انشغالك بأعمال أخرى تتعلق بالكهرباء المجانية، ممكن تطلعنا عليها؟
نعم، حاليا أعمل على صناعة بعض النماذج الصغيرة من مولدات الطاقة الكهربائية المغناطيسية والكهرومغناطيسة عالية الأمبير، وكذا دوائر توليد الكهرباء بشحن وتشغيل ذاتي بهدف إنتاج الطاقة الكهربائية الإضافية الزائدة عن الشحن والتشغيل الذاتي بهدف تشغيل معدات أو أجهزة أخرى بالكهرباء المجانية، ومازال قيد التجارب العملية.
سيارة دون وقود
 يبدو أنك مهتم كثيراً في إنتاج الكهرباء المجانية ولك أكثر من ابتكار في هذا المجال.
نعم، لدي الكثير من المشاريع الابتكارية في ما يخص إنتاج الكهرباء المجانية، مثل هناك مشاريع دوائر توليد الكهرباء المجانية، وهي عبارة عن محرك مغناطيسي يعمل ذاتيا على توليد الكهرباء المجانية، وأيضاً محرك كهرومغناطيسي لنفس الغرض، وكذا مشروع دائرة توليد والتقاط الكهرباء المشعة المجانية التي تعمل على تشغيل محرك خاص مغناطيسي وكهرومغناطيسي مرتبط بمولد أو دينامو توليد كهرباء، والذي يمكن استخدامه في تشغيل سيارة بدون وقود أو منزل أو غير ذلك.
خدمة الشعب والوطن
 ما سر اهتمامك الكبير بإنتاج الكهرباء المجانية؟
هدفي الأول من تنفيذ كل هذه المشاريع السابقة والمستقبلية أيضاً، هو في المقام الأول إرضاء الله سبحانه وتعالى، ومن ثم خدمة الوطن والشعب اليمني ليتغلب على الظروف المادية والاقتصادية الصعبة، وعلى طريق تحقيق النصر على العدوان بإذن الله تبارك وتعالى.
حل مشكلة الكهرباء وبرسوم رمزية
 هذه المولدات التي تعمل عليها حاليا هل يمكن أن تحل مشكلة الكهرباء تماما في اليمن؟
نعم، ستحل مشكلات الكهرباء في اليمن إلى حد كبير، ولكن بعد انتهائي من تنفيذ النموذج الخاص بي الذي يحتاج إلى دعم وتوفير مواد التجارب التي أقوم بها حاليا.
 ربما من غير المقبول أن تكون الكهرباء كخدمة مجانية؟
هو أصلا ليس هناك خسارة لإنتاج الطاقة، ومن المفترض أن تكون مجانية، وبإمكاننا أيضاً أن نجعلها برسوم رمزية.
المصالح والعمولات وراء محاربة مشاريعي
 كيف وجدت اهتمام الدولة بمشاريعك وخصوصا الكهرباء المجانية السلكية أو اللاسليكية لكونها ستخدم البلد كثيرا؟
إلى حد الآن لم ألق اهتماماً أو دعماً من قبل الدولة لتنفيذ أو تطوير أي من مشاريعي.
شاركت في مسابقة رواد المشاريع الإبداعية والابتكارية بأربعة مشاريع؛ ثلاثة منها تخص إنتاج الكهرباء المجانية، وتأهلت إلى المستوي الثاني، لكني لم أتأهل إلى المستوى الثالث، مما يعني أن هذا النوع من المشاريع محارب تماماً.
 ما المانع من تبني الدولة لمشاريعك الخاصة بإنتاج الكهرباء المجانية؟
المانع من تبني مشاريع الكهرباء المجانية سواء كانت سلكية أو لاسلكية، هو أنها محاربة من قبل أصحاب المصالح والعمولات وأصحاب رؤوس الأموال، لأنها ليس في إنتاجها مقابل أو عائد مادي أو مالي، مشاريعي بدلا من دعمها وتبنيها تمت محاربتها عيني عينك.
 كلمة أخيرة..؟
نشكر صحيفة «لا» على اهتمامها الدائم بالمبتكرين اليمنيين، وعبرها نوجه رسالة إلى الحكومة، ونتوسل إليها توفير الدعم والاهتمام أكثر لكافة المبدعين والمخترعين اليمنيين لتمكينهم من تنفيذ مشاريعهم وتجاربهم وتوفير مواد التصنيع اللازمة لهم في سبيل ذلك، لنتمكن من توفير المنتجات المحلية بدلاً من استيرادها من الخارج بأبهظ الأثمان وبالعملات الصعبة، وبناء اقتصاد وطني قوي وتحقيق النصر لليمن واليمنيين والإسلام والمسلمين.

في الأربعاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 01:58:08 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4490