|
قبل ما يقارب على سبعة اعوام، حدّد السعودي، خلال عدوانه على اليمن والمسمّى، حينها، بـ «عاصفة الحزم»، بنك أهداف تضمّن بنى تحتية ومرافق حيوية ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية، وتمّ تدمير بنك الأهداف هذا كاملاً، كما يتحدث السعوديين، وقد برّر السعودي عدوانه هذا، بحجة الدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ومن جهة أخرى، وقف تقدم «أنصار الله» والجيش اليمني، باتجاه مدينة عدن، مقرّ الرئيس اليمني هادي، حينها.
حينها وصف بعض الساسة السعوديين، هذه العملية، بـ «الصفعة القوية للتمدّد الايراني في المنطقة العربية». في المحصلة وبغضّ النظر عن الأسباب المعلنة أو المخفية، وراء الكواليس للعدوان السعودي ـ الأميركي على الدولة اليمنية، يمكن القول اليوم وبعد ما يقارب على سبعة اعوام ، من الحرب على اليمن، أنّ السعودي ذهب برجليه ، إلى حرب غير محسوبة النتائج ، ستكون لها تداعيات ونتائج خطيرة، بل خطيرة جداً ، على السعودي نفسه ،ومن تابع ما يجري بمأرب واطلاق المسيرات والصواريخ اليمنية على اهداف محددة بدقة في الأراضي السعودية ،سيدرك جيداً حقيقة فشل السعودي ومن معه بحربه على اليمن .
في اليمن وداخلياً، يدرك معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين، باستثناء جماعة «الإصلاح» الإخوانية وأنصار هادي والمتحالفين مع السعودية، طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن، فمعظم صنّاع القرار اليمنيين، على اختلاف توجهاتهم، يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أنّ اليمن أصبح بحاجة إلى سياسة ردع دفاعية ، تزامناً مع تراجع اندفاعة السعودي والأمريكي للأستمرار بالحرب على اليمن ، وفرض معادلة صفرية على كل قوى الداخل اليمني المناهضة للعدوان السعودي – الأمريكي على اليمن ، فالصواريخ اليمنية المتساقطة على الاراضي السعودية ، هي رسالة يمنية واضحة للسعودي وللأمريكي ،مفادها أن المعادلة العسكرية في اليمن قد تغيرت ،خصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح، إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج، لتفجر الإقليم بكامله.
وهنا، لا يمكن، أبداً، فصل ما جرى وما زال يجري في سورية والعراق وليبيا ..وو..ألخ، عن الأحداث في اليمن، فهناك معادلة شاملة لكلّ الأحداث والحروب والصراعات التي تعصف بالمنطقة. ومن الطبيعي، أن تكون لهذه المعادلة تداعيات مستقبلية على جميع دول المنطقة.
وهنا نؤكد على ان أستمرار السعودي في حربه على اليمن، لا يمكن أن يكون الحلّ للملف اليمني، فـ محاولة اقناع الطرف الاخر بالتفاوض عبر الحرب ومحاولة إخضاع الطرف الآخر بالقوة، لإجباره على تقديم التنازلات. ربما تصلح هذه المعادلة في دول أخرى، لكن في دولة كاليمن، لا يمكن أن تصلح أبداً، لاعتبارات عدة.
وهنا، للتاريخ، نكتب ونقول، إنّ اليمنيين فاجأوا الجميع ونجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة العدوان السعودي- الأمريكي ، ونجحوا ببناء وتجهيز إطار عام للردّ على هذا العدوان، ونحن هنا، نتوقع مزيداً من المفاجأت اليمنية للعدوان السعودي. لكن طبيعة هذه المفاجأت وشكلها لا يزالان طيّ الكتمان ولم يفصح عنهما ساسة وعسكر اليمن. لكنّ الواضح أنّ السعوديين بدأوا، بدورهم، التحضير لاستيعاب واستقراء طبيعة هذه المفاجأت.
يدرك معظم السعوديون حجم الضرر والخطر اللذين قد يلحقان بالسعودية، نتيجة الأستمرار بهذا الخطأ الفادح المتمثل بأستمرار الحرب على اليمن ، بعد أن أثبتت الأعوام السبعة الماضية ، أن هذه الحرب العدوانية مصيرها الفشل ، ومع أن معظم السعوديون يدركون هذه الحقيقة ، ومع ذلك ، لازال البعض منهم يراهن على الحسم العسكري وتصفية المناهضين لهم بالداخل اليمني ؟!.
ختاماً، يبدو أنّ الأيام المقبلة، ستحمل المزيد من التطورات على الساحة العسكرية اليمنية، فالتطورات العسكرية، من المتوقع أن تكون لها تداعيات عدة، سنشهدها مع مرور الأيام. فهل يستطيع السعوديون تحمّل تداعياتها، خصوصاً أنّ لهم تجارب عدة في الصراع مع الشعب اليمني، منذ عام 1934، مروراً بأحداث عدة، ليس آخرها ولا أولها، أحداث عام 2009، بعد الاشتباك المباشر بين «أنصار الله» والسعوديين في مدينة صعدة اليمنية. ومن هنا، سننتظر المقبل من الأيام، لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح ، تزامناً مع الأوضاع المأساوية للشعب اليمني ،نتيجة العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن المستمر منذ مايزيد على سبعة أعوام .
* نقلا عن :رأي اليوم
في الأربعاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 07:47:04 م