|
اخْـلَـعْ عباءَةَ قاتلِيكَ، فما جرى
كافٍ، وما كفّوا عليك تَجبُّرا!
اخْـلَـعْ عباءَتَها فتحتَ غطائها
عبثٌ يسوقُ مع الدناءةِ مُنكَرا
اخْـلَـعْ عباءَتها فتلك خيوطُها
نَسَجَت مكائدَها لتلبسَ أحمرا
اخْـلَـعْ عباءَتها فذلك قيئُها
يُنبي، وغِلُّ صدورِها قد أزفرا
اخْـلَـعْ قيودَك من مخافة بطشِها
بالبطش أحرى من أراد تَحرّرا
* * *
اخْـلَـعْ قيودَك من فُقاعةِ دعمِها
فالحرُّ أرضى أن يجوعَ ويصبرا
ما نِيلَ بالإذلال سَاءَ نوالُهُ
يأبى العزيزُ لنفسهِ أنْ تُشتَرى
وثمارُ صبرِ المرءِ حين بلاءِهِ
أن يغتدي عُوداً أشدَّ وأقدرا
ومَن ارتضت زادَ المهانةِ نفسُهُ
هانت، وعادَ مع المذلّةِ أفقرا
تأبى الهِباتُ بأن يُعَزَّ رغيبُها
وفُتاتُها يُهديكَ جوعاً أخطرا
* * *
اخْـلَـعْ رهانَك من عبيد ذواتهم
فالغربُ في ذاتِ الممالكِ أصحرا
جَعلَ الملوكَ لفتكِهِ فينا يداً
غَرَسَت بها في كُـلِّ شعبٍ خنجرا
وكأنما الإسلام حَـلّ رباطَهُ
ودمُ العروبةِ في القرابةِ أقفرا
رَكِبَت بنو الأعرابِ في أبراجِها
وركوبُها الأخلاقَ كان الأجدرا
يا ليتَها عادت لدينِ محمدٍ
كظماً لغيظٍ، واجتنابَ الإفترا
في قولها حُسْنَاً، وكَفّ أذيّةٍ
في جودها لله كانت أثمرا
لكنها ركبت جهالةَ نفسِها
قد صَعّرَت خَدّاً وضَرَّت أعثرا
وبغت فساداً في البلادِ تخالهُ
إصلاحها، فتعودُ فيه الأخسرا
ورأت سراباً في متاهةِ غَيّها
ولو ارتأت باللهِ كانت أبصرا
من كان بالرحمن كُـلُّ رهانهِ
جَازَ الصِّعَابَ، وقد تَولّى أكبرا.
في الأربعاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 08:52:18 م