ذو الفَقار
معاذ الجنيد
معاذ الجنيد

(فراغِيَّاً) أتيتَ؟ أم (انشِطاري)؟
و(ذَرِيّاً) أدقُّ من (الحراري)!

لَعَمْري أنت تُشبِهُنا كثيراً
لأنك صُنعنا يا (ذو الفقارِ)

مَداكَ الأرضُ يابِسةً وماءً
تطيرُ من البحار إلى البحارِ

تُسافرُ في فضاءِ الله نجماً
وتُولِجُ ليلَ (نجدٍ) في النهارِ

وتجري الشمسُ داخلَ مُستَقَرٍّ
وتجري أنت حُرّاً في القرارِ
* * *
نُصَوِّرُ لحظةَ الإقلاعِ زهواً
وقبل الحِفظِ.. والتصويرُ جاري

نُفاجَأُ فيكَ من كل الزوايا
بـ(هاشتاقٍ) سريعِ الإنتشارِ

فكيف وصلتَ قبل يُردَّ طرفُ
المُصوِّرِ والمُبرمِجِ للمَسَارِ

أظنُّ من الكتابِ لديك علمٌ
عظيمٌ فاقَ عِفريتَ العَفاري...

أتأتي بالعُروشِ؟ أجلْ.. ولكنْ
وقد صارت غُباراً في غُبارِ

أطيرُ لـ(يَنْبُعٍ) بأقلِّ مِمَّن
يُسافرُ من (يريم) إلى (ذمارِ)

ألا كَرُمَتْ يمينُكَ من سلاحٍ
تألَّقنا بهِ رغم الحصارِ

فمن حيثُ انتهى الناسُ ابتدأنا
ونحن اليوم أهلُ الابتكارِ

تطوَّرَ سيفُ (حيدرةٍ) لدينا
وصار مُجنَّحَ الحدَّين ناري

بدا فوق المنصّةِ كالقِطارِ
تشبَّعَ بـ(الملازِمِ) و(الشعارِ)

وأُوتِيَ بسطةً علماً وجسماً
وحُكماً واتِّساعاً في الدمارِ

يُقالُ: بأنَّ أوَّلَ مُصرَعِيهِ
قضوا عند الإزاحةِ للستارِ

تُسمِّيهِ المدائنُ والمباني:
مُهندِسُها المُعاصِرُ والحضاري

يطيرُ بأُذنِهِ قلَمٌ رصاصٌ
وبين يديهِ مشروعٌ عَقَاري

يُفكِّرُ أن يُعيدَ بِناءَ (نجدٍ)
فمُعظمُها ضِرارٌ في ضِرارِ

يرُدُّ (الفيصلِيّةَ) بئرَ ماءٍ
وينفي المُنشئاتِ إلى الصحاري

ويمسحُ قصرَ (سلمانٍ) طريقاً
لتخفيفِ الزحامِ على الحواري

شديدُ البطشِ.. قَصرِيُّ الشظايا
تُناديهِ جهنَّمُ: مُستشاري

يقولُ لقومهِ إن أطلقوهُ:
توفَّقتُم كثيراً باختياري

وإن تسعوا لحسمٍ رشِّحوني
أُمثِّلكُم لدى وفد الحِوارِ

فلو وضعوا (الرياضَ) على يميني
ولو وضعوا (دُبَيَّ) على يساري

لِتَسلَمَ (تل أبيب) جحيمَ قصفي
لما سَلِمَتْ.. وربِّ الانفطارِ

فهيَّا بادِروا ولها ابعثوني
فقد أوشكتُ أخرجَ عن وقاري

ألا يا (عاطِفي) كُن عاطِفيّاً
معي فلقد يئستُ من انتظاري

بلغتُ لـ(تل أبيب) غِمارَ شوقي
فأطلقني فديتُكَ يا (غُماري)

ففي (الدمّام) قد جرَّبتموني
وفي (تنُّورةٍ) نجحَ اختباري

أكادُ بأن أطيرَ بدونِ إذنٍ
وأذكُرُ أنَّ تسليمي ضَمَاري

وأنَّ لشعبنا عَلَمَاً حكيماً
بنورِ الله يُبصِرُ لا بِناري

تذكّرتُ (الإمامَ عليَّ) فيهِ
فزادَ بِهِ ارتِباطي وانبِهاري

على يدهِ أذلَّ الله قوماً
تسمَّوا بالمُلوكِ وهُم جَوَاري

تقومُ حضارةُ الإسلامِ فيهِ
قياماً قد يُقابَلُ باندِثارِ
* * *
أيا سيفَ (الوصِيِّ) صدقتَ قولاً
وفعلُكَ في رِقابِ الشِركِ ضارِي

طويلاتُ المَدَى جعلتْ (أرامكو)
تُفكِّرُ أن تُتاجِرَ في الخُضارِ

ويكتُبُ نفطُهُم لِنغُضَّ عنهُ
على أُنبُوبِهِ: (ماءُ المَجَاري)

تقولُ المُنشئاتُ لجيشِ (نجدٍ):
أفِدنا من فُنونِكَ في الفِرارِ

فيزفرُ: لم يعُد يُجدي.. ولكنْ
لديَّ طريقةٌ في الانتحارِ

و(بالِستِيُّنا) إن طارَ قالَتْ
لـ(باتِرْيوتْ) أبراجُ المطارِ:

لقد عبَرَ الحدودَ.. يقولُ: دارِيْ
لقد وصَلَ المطارَ.. يقولُ: دارِيْ

أتشعُرُ باختِناقٍ؟ قال: جداً
وأسكَتَ صوتَها صوتُ انفجارِ

وكانت ضربةٌ بالقُربِ منها
فغابَتْ في الدخانِ المُستَثَارِ

وقال (دِفاعُ باتِرْيوتْ) همساً:
ألم أُخبِركِ أنِّي كنتُ دارِي!!

فقد برمجتُ راداري استباقاً
على بثِّ (المسيرةِ) و(المنارِ)

وهل في الكون ثمَّ سلاحُ ردعٍ
لقُوَّةِ سيفِ (حيدرةٍ) يُجاري؟؟

عَمَتْ أقمارُ أمريكا وصُمَّت
وما اسطاعَتْ تُشوِّشُ (ذو الفقارِ)

فلو أهدافُهُ مُتحرِّكاتٌ
يُطارِدُها كغِزلانِ البراري

كأنَّ لديهِ عقلٌ آدَمِيٌّ
وتفكيرٌ بدِيهيٌّ إشاري

يُراوِغُ، ينحني، يعلو، يُعَدِّي
ويسألُ واثِقاً: هل مِن مُبارِي؟

ويُظهِرُ نفسَهُ لمُصَوِّرِيهِ
ويُحجَبُ حين يرغبُ بالتَواري

دِفاعاتُ العدوِّ إذا رأتهُ
تغطَّت بالشراشِفِ والخِمارِ

تقولُ وقد دنا: قولوا بأنَّا
قوارِيرٌ.. فرِفقاً بالقَوارِي...

وفي رأسي اكتُبوا بدلاً عن اسمي:
حديثَ (العفوِ) أو (حُسنِ الجِوارِ)

ومَن بِدفاعِ أمريكا تغطَّى
يعيشُ مُنتَّفَ الجنبين عارِي
* * *
جزيلُ سلامنا مِنَّا علينا
حُماةَ الدين.. حُرَّاسَ الدِيارِ

مُنعِنا أن نحِجَّ؛ نعمْ.. ولكن
قضينا العامَ في رَميِ الجِمَارِ

أخذنا ثأرَ (ياسرَ) من (قُريشٍ)
وأنصفنا (أبا ذرِّ الغِفاري)

هتفنا: (لا فتىً إلا عليٌّ
ولا صاروخَ إلا ذو الفقارِ)


في الخميس 09 ديسمبر-كانون الأول 2021 08:59:13 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4597