«مواقع النجوم»..سماح إدريس
لا ميديا
لا ميديا

 

مات سماح إدريس. لن ترثيه سفارة غربيّة، ولن يموِّل طغاة الخليج مركزاً باسمه. لن يتسابق الساسة على رثائه ولن تصدر مؤسسات دولية بيانات أسف. لن تتسابق دكاكين المجتمع المدني على عقد جلسات عنه. لا، سماح لم ينتمِ إلى ذلك العالم أبداً. سيرثيه أطفال المخيّمات بحرقة، وهذا الأغلى عنده".
أستاذ العلوم السياسية أسعد أبو خليل
وكتب الأسرى الفلسطينيون في السجون "الإسرائيلية" رسالة من قلب المعتقلات: "غيابك يفتك بقدرتنا يا سماح ويسمرنا في محطات الزمن. نفتقدك، نتذكرك، فنحن مازلنا نحتاج كلماتك، مواقفك المبدئية المنحازة. مازلنا في خضم المشوار يا سماح. أوجعنا فقدانك، أنت الذي أعدت الانتماء لصوتنا وصرخاتنا نحن القابعين في سجون الاستعمار الصهيوني. كنا نودُ التحرر واللقاء بك، فكما علمتنا أن المشوار مازال طويلاً، وأن قنديلنا مازال يحتاج الكثير من الزيت، أنت عزيزنا ورفيقنا، رفيق نضال مرير، رفيق درب طويل ستبقى روحك ومواقفك نبراساً نستحضره ونحن نسير يا رفيقنا حتى نصل".
"إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسنا"، واحدة من العبارات التي حدّد فيها مسار نهجه في حياته وخاصة العملية والمهنية التي كرّسها في خدمة القضية الفلسطينية ومناصرتها ونشر الوعي بضرورة مواجهة كافة أشكال تطبيع العلاقات أو التسويات السياسية مع الكيان الصهيوني.
ولد في بيروت عام 1960.
ترأس هيئة تحرير مجلة "الآداب" التي أسسها والده الروائي والكاتب سهيل إدريس، وذلك بدءاً من العام 1992 وحتى العام 2012. وهو عضو مؤسّس في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان"، منذ العام 2002.
 كتب عشرات المقالات في السياسة، كما ألف كتباً في النقد الأدبي وإحدى عشرة قصّة مصوّرة للأطفال، وأربع روايات للناشئة، كما ترجم العديد من المقالات و4 كتب.
دافع دون هوادة عن أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيّين، وهو صديق أطفالهم الـمَحرومين من وطنهم الأم، عنيد في دفاعه عن القضيّة الفلسطينيّة كقضيّة وجود عادلة.
أدرك خطورة التطبيع، وأدرك أهمية المقاومة الفكرية التي تكمل المقاومة المسلحة، فانصرف ثائراً ومناضلاً ليكسر صنمية المثقف التقليدي، وقدم المثقف الثوري العضوي الذي يذهب إلى ساحات المعركة بالفكر، وأسس وعمل في مشروع مناهضة التطبيع، بعد الجنوح المرعب للأنظمة العربية نحو التطبيع. دخل معارك عديدة في هذا المضمار، واستطاع أن يشكل جبهة وطنية محلية تحظى بتأييد من كل عربي يؤمن بالحق العربي وتحديدا الحق الفلسطيني.
خصص للمناضل جورج عبدالله، القابع في السجون الفرنسية منذ 37 عاما، مساحات واسعة من مجلة "الآداب"، ومن نضاله اليومي، حتى أصبحا صديقين. كتب له جورج عبدالله عند مرضه: "دكتور سماح، صدى هذه الكبوة الصحية ثقيل الوطأة في زنازين الاعتقال، لكن الثقة كبيرة. دُم سالماً أيها الرفيق العنيد ومنارة لمسارات تحرير فلسطين وجماهير أمتنا العربية".
توفي في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 بعد معاناة من مرض السرطان.
* نقلا عن : لا ميديا

في الخميس 16 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:28:04 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4626