|
*تمتلئ الشبكة العنكبوتية بالفخاخ الأخلاقية، الهادفة إلى اصطياد شعوب البلدان العربية والإسلامية، في حرب ناعمة، هي أخشن في حقيقتها وفي نتائجها من الحرب العسكرية، لأنها تستهدف النفوس وتقتلها من الداخل وتحول الفرد إلى مجند رخيص يعمل لصالح أعدائه، ويقف ضد شعبه، وأمته، أو يقف موقف المتفرج أمام كل ما يتعرض له وطنه وشعبه، مستلباً عاجزاً عن إستشعار المسؤولية، ناهيك عن التحرك لفعل أو قول شيء يكون ذا نتيجة إيجابية.
*لم تؤت وسائل إعلام العدوان ثمارها في جعل أمة الإسلام مستلبة إلا بالوسائل والأدوات المساعدة، فأساليب الجذب في الفيلم الأمريكي وتنوع موضوعاته، جذب قاعدة كبيرة من الشباب العربي، فأضاف إليه المنتج الجشع الخدر الجنسي، لكنه ووجه بالمنع – مع بعض التراخي – من قبل الأنظمة العربية والإسلامية، فاكتفى بحشر ذلك في شبكة الانترنت، وجعلها متاحة ورخيصة – مادياً – للعامة في كل البلدان.
*هكذا يعمل أعداء الأمة، ليجعلوا من المواطن العربي والمسلم ومن وطنه وخيرات وطنه لقمة سائغة، بعد أن يكون قد دفع بالمجتمعات المستهدفة إلى أن تصل إلى مرحلة من الضعف، لا تستطيع معه أن تقف في مواجهته، ثم يتحرك لضربها، في الوقت الذي يعمل على إقناعها بأن هذا التحرك لصالحها، عبر وسائل إعلامه، والذين يعملون لصالحه داخل هذه المجتمعات.
*لقد عملت دول الاحتلال بعد خروجها من الوطن العربي، وما تزال تعمل على محاربة كل محاولة للنهوض في البلدان العربية، موحياً إلى عملائه الذين تربعوا مناصب قيادية فيها، بالعمل على محاربة الزراعة والصناعة وغيرهما من عناصر صناعة الاقتصاد الوطني، في الوقت الذي تلقى فيه الكوادر الوطنية الحقيقية والشريفة حرباً، تتمثل في منعهم من الوصول إلى مراكز صنع القرار، وتعيين المحتالين في المناصب الهامة، نشراً للفساد المالي والإداري..، وكل ذلك ليبقى العربي مستهلكاً لا منتجاً، فهم ينظرون إلينا باعتبارنا سوقاً لمنتجاتهم، فيما يعمل الفساد المالي والإداري على زيادة إفقار هذه الدول، مما يدفع بالعامة إلى الشارع – تلقائياً – بشكل مدروس لتأجيج الفوضى، ثم تأتي دول الاستعمار القديم والجديد كمنقذ لتتدخل تدخلاً مباشراً تحت ذريعة حل النزاعات، التي كانت هي صانعها.
*ولكي لا يتجاوب المواطن العربي – إيجابياً – مع قضاياه يعملون على تنويمه من خلال الحرب الناعمة، ولهذا يعمل محرك جوجل “google” الأمريكي على نشر وحماية المواقع القذرة، وتيسيرها للمتلقي العربي والعالمي، لأنهم يعرفون أن أنعماس الإنسان في الملذات بفقده روح المبادرة، والمسؤولية تجاه كل ما يمثل خطراً بالنسبة له ولمجتمعه ومستقبله.. إنها تحول الفرد إلى متبلد الأحاسيس، فاقد الشعور بهويته وقضيته، وتجعله كسولاً، ومفرغاً من الداخل، وليس لديه مناعة روحية، ولا قدرة على تمييز ما هو صحيح، أو تابعاً لمصالحه الشخصية الآنية، غير مبال بما يتهدد انتماءه الديني والوطني، وعرضة سهلة للعب بقناعاته واتجاهاته.
*وهنا يأتي دور وزارة الثقافة ووزارة الإعلام ووزارة الاتصالات وكذا الإرشاد في التصدي لهذه الحملة الشرسة، عبر حجب المواقع الأخلاقية، ونشر الوعي لتحصين الشباب والشابات من هذه الشراك التي تستهدف كل أسرة داخل النسيج الاجتماعي، والعمل على إيجاد آلية واضحة للتصدي للشائعات والأراجيف، بوعي حازم، وحزم واع .. إستشعاراً للمسؤولية أمام الله والأمة، وأمام أسرهم التي سيكون مستقبلها نتاجاً لعملهم اليوم أو تقصيرهم.. والله المستعان.
في السبت 08 إبريل-نيسان 2017 08:16:55 م