|
قائد القوات الخاصة. تم تكليفه بقيادة معركة "تقطيع الأوصال" في الساحل الغربي، التي تعد أكبر المعارك وأشرسها منذ بداية العدوان. لم تكن هذه المعركة هي الأولى له، فسنوات عمره غدت سنوات حرب مذ كانت البندقية أطول من قامته.
ولد أبو شهيد حسن عبدالله الجرادي أواخر ثمانينيات القرن العشرين في جمعة بني فاضل بمحافظة صعدة. استهوته الدروس التي كان السيد حسين بدر الدين الحوثي يلقيها في منطقة مران، فحرص على حضورها. شكلت هذه الدروس نقطة تحول غيرت مجرى حياته برمتها. فُصل من المدرسة لإطلاقه الصرخة، فتوجه إلى صنعاء ليطلقها في الجامع الكبير.
من تلك البدايات تفتحت الأعين على "المكبرين"، فسُجن لفترة قصيرة وأطلق لصغر سنه، ازداد عدد "المكبرين" وشعرت السلطة بعجزها فانتقلت إلى مرحلة تحريك حشودها العسكرية، للزحف على منطقة الرقة المحاذية لمران. ولصغر سنه كُلف بأعمال المدد، وانتقل إلى مران وحوصر في جرف سلمان بعد 80 يوماً من القتال، فتسلل وخرج إلى مكان آخر. جُرح وتم أسره وأرسل إلى السجن المركزي في الحديدة.
في الحرب الرابعة كُلف بالذهاب إلى منطقته جمعة بني فاضل، فتحرك قاطعاً أكثر من 200 كم سيراً على قدميه، وتمكن بسرية تامة ورفقة عشرات الأفراد من تنفيذ خطة تقطيع أوصال القوات المنتشرة في المنطقة من سنوات وإجبارها على الانسحاب، وأصبح مسؤولاً عاماً عن المنطقة.
قصفت قوات السلطة منزله واستشهد 8 من أفراد أسرته.
كُلف مشرفاً لمحافظة تعز، ونشط هناك مع فريق ثقافي للتعريف بمشروع المسيرة القرآنية، وأخذ يستمع ويحاور ويحاضر، وكسب ثقة الناس، وشكل حركة شباب العز. وسع نشاطه إلى المديريات، حيث كان يقطع مسافات طويلة سيراً على قدميه، واستطاع أن يوقظ وعي الجماهير، وتهيئة الأجواء لثورة 21 أيلول/ سبتمبر.
في 26 أذار/ مارس 2015 بدأ العدوان على البلد مسنوداً بالمرتزقة في الداخل، وهنا تصدى أبو شهيد لتفكيك مواقع المرتزقة، وظهر كقائد عسكري يمتلك خبرة وقدرات على إدارة سير المعارك، في جبل صبر واقتحام اللواء 35.
أصيب بجروح بليغة في جبهة الجحملية حدت من قدرته على الاستمرار في العمل العسكري المباشر، عندها نقلته القيادة إلى جبهة البيضاء ليعمل في مجال التحشيد حتى نهاية 2017.
في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2017، قرر العدو أن يلعب بأخطر أوراقه في صنعاء، ففوجئ الناس بكشف وجه عفاش الحقيقي. كُلف أبو شهيد بمهمة إخماد الفتنة في مربعها الأخطر، حيث يتواجد مشعلها عفاش، وتمكن بحنكة من أن يخمدها خلال 3 أيام.
تولى قيادة القوات الخاصة بعد استشهاد قائدها، فبدأ في بنائها كخيار لتغيير مسار المعركة، فاهتم ببناء الأفراد قيمياً وسلوكاً وتدريباً عالياً، وحقق نجاحاً مشهوداً في بناء قوى بشرية نوعية.
في آيار/ مايو 2018، حشد الأعداء قوات ضخمة لمعركة الساحل الغربي، مراهنين على حسم سريع للمعركة. كُلف أبو شهيد بالتعامل معها فحولت القوات الخاصة المنطقة إلى جحيم للأعداء، حينها أدركت قوى العدوان أنها غارقة لا محالة عقب مجزرة مدرعات العدو وآلياته.
أصيب بحمى شديدة وأصر على أن يذهب إلى جبهة التحيتا، فحاصرته قطعان المرتزقة وأسر، ولم يعلم المرتزقة أن أسيرهم هو قائد القوات الخاصة، وبهمجية قاموا بإعدامه وخسروا أسيراً لا يقدر بثمن.
* نقلا عن : لا ميديا
في الجمعة 24 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:48:49 م