|
في الوقت الذي أغلقت فيه السفارات أبوابها، و«عطَّف» ساكنوها من سفراء ومعاونيهم.. بقيت سفارته الوحيدة في صنعاء، مفتوحة.. تصغي لصوت مأساة العدوان والحصار وتبعاتهما القاسية على حياة اليمنيين الذين تقلدوا الصبر والجلد وصلابة الإيمان في مواجهتها على مدى سبع سنوات، وما زالوا..
وكان حسن إيرلو ابن مدرسة الثورة والمقاومة التي رفع الإمام الخميني- رحمة الله عليه- القواعد منها وأسس لها في بلد السُّجاد والفستق والهمم الحضارية المتقدة المبكرة (إيران)..في مستوى قداسة ونبل الرحم الثوري الذي خرج منه، حين اضطلع بالمهمة الصعبة والمعقدة، وهي الحضور إلى اليمن، في هذه الظروف الوعرة والاستثنائية التي يعيشها، وترؤُّس بعثة بلاده الدبلوماسية في صنعاء، غير هيَّاب لضراوة العدوان وخسته ولؤمه ودمويته، والذي لم يتوقف سُعارُه القاصف بأفتك الأسلحة لحظة واحدة على مدى هذه السنوات وحتى اليوم.. متوازياً مع حصار محكم لا شبيه له في حقده وبربريته..
نعم قبل إيرلو هذه المهمة الجهادية الدبلوماسية الجلل، رغم ما يعانيه من أمراض مزمنة في القلب والجهاز التنفسي والسكري.. لأنه رآها ترجماناً طبيعياً لواجب الانحياز إلى صف المظلوم المعتدَى عليه، وصدعا بالأمر القرآني« ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين…»، وأصدائِه المحمدية والعلوية المترددة في فضاء هذا الوجود الإنساني بامتداده «الزمكاني» الشاسع، وفي المجال الكهرومغناطيسي الفسيح هذا يشع التوجيه العلوي الخالد للحسن والحسين(ع):»كُونا للمظلوم عوناً، وللظالم خصماً»، وهذا توجيه معنيٌّ به كل مؤمن حر صادق مع ربه ومع ما يؤمن به.. وهذا عين ما رأيناه، بالفعل، في شهيد الدبلوماسية المقاومة والحصار الظالم على اليمن حسن إيرلو..
رحمة الله ورضوانه عليه.
في الجمعة 24 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:58:29 م