|
كتب /محمد محسن الفرح
سأروي لكم قصة شهيد من شهداء الحرب الأولى، بلغ من العمر 75 عاما، هو الشهيد عيظة حسن الفرح، منطقة مران- المجازين.
كان إنسانا مستضعفا وفقيرا وكادحا على أسرته منذ شبابه، وكان عظيم الولاء والارتباط بأهل البيت عليهم السلام، وعرف عنه كثرة الذكر لله لا يفارق لسانه حتى في أوقات العمل.
حضر في مجلس الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي محاضرات معدودة، ولكن الله هداه ووفقه "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" (من سورة محمد- آية 17).
بدأت الحرب الأولى ولم يكن يمتلك سلاحا، فاستعار له بندقيته قديمة تعرف بالـ"غتماء"، ورابط يوميا في جبل الحكمي منذ بداية العدوان.
استشهد ابنه الأصغر ناصر الفرح (17 عاما) في جبل الشرفة وكان شديد التعلق به.
التقيت به أثناء دخول العدو منطقة مران من الجهة الشرقية عقب استشهاد ابنه بيومين وعزيته، وسألته: كيف شورك ياعم عيظة؟
التفت إليَّ بعينين حمراوين رأيت فيهما البأس على العدو والحزن على فراق الولد وقال: "والله ما ارجع لنا بيت الا قد انتصر سيدي حسين او استشهدت".
توجهنا صوب قرية الجني، وكان يتقافز كالأسد. استمر هنالك مرابطا بجانب الشهيد عبدالله علي مصلح.
وعندما اكتملت ذخيرة بندقيته القديمة لم يجد القتال بالكلاشنكوف، ففضل البقاء في المقدمة يعبئ للمقاتلين قرون المونة.
وقبل سقوط الجني المطل على شعب سلمان أصيب بطلقة رشاش في الصدر استشهد على إثرها فلقي الله شهيدا وختم عمره بالشهادة دفاعا عن دينه وعن ابن نبيه وأوفى بما وعد وصدق ما عاهد الله عليه "مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (من سورة الأحزاب- آية 23).
وفي هذا العدوان التحق به ولده الأكبر علي عيظة الفرح شهيدا في جبهة المخا، فسلام الله عليهم جميعا، ونسأل الله أن يلحقنا بهم صالحين.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 26 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:40:35 م