الشاعر البردوني يلقي قصيدته في اجتماع أمير النفط مع “مسائخ” اليمن
إبراهيم السراجي
إبراهيم السراجي


قد لا يختلف اثنان أن هناك انقسام عميق في اليمن، وأن هناك الكثير من المشايخ والسياسيين من استفادوا ويستفيدون من السعودية، لكن ما لا يمكن الاختلاف حوله، مهما حاول الإعلام قول العكس، هو أن القيادة السعودية على مدى العقود الماضية وفي الوقت الحاضر ليس هناك من يكن احتراماً أو حباً حقيقياً للسعودية، وهذا في اليمن معروف لدى الجميع، حتى الإصلاح أكثر المكونات القادرة على إظهار عكس ما يخفيه كان قد أبان عن مشاعره الحقيقية للسعودية في الفترة الذهبية القصيرة لصعود الاخوان عقب 2011 بعدما شعر اخوان اليمن انهم بين (مرسي، أردوغان) باتوا على أبواب قيادة العالم الإسلامي.

بالمقابل يدرك كل المرتبطين بالسعودية في اليمن أن النظام السعودي لا يكن أي احترام لهم، ولعل حاثة طرد حميد الأحمر أهم دليل يشهد على هذا القول والذي جاء في وقت تشعر السعودية أنها بأمس الحاجة للأتباع فماذا كان سيحدث للأحمر لو كان وضع السعودية أفضل مما هي عليه الآن؟

بالأمس جمعت السعودية 150 شيخاً يمنياً من أكثر المشايخ يأساً على الإطلاق والسواد الأعظم منهم هرب من اليمن بعدما لم يجد من أهل قريته من يقاتل إلى جانبه، وبالتالي فهم ليس لديهم ما يقدمونه للسعودية أكثر من الاصطفاف لاستلام حقائب بداخلها (200 ألف ريال سعودي) باعتراف "الشيخ عبدالقوي سالم الحميقاني" الذي تفاخر بهذه المكرمة معلناً التبرع بنصفها للمرتزقة، والاحتفاظ بالنصف الآخر، مع العلم أنه لن يقدم للمرتزقة أي شيء.

جل المشايخ أو بالأصح "المسائخ" بالسين لأنهم مجرد "مسخ" الذين حضروا الاجتماع لا يمكن أن يجمع للنظام السعودي 20 مقاتلاً ولذلك فأقصى ما فعلوه هو أنهم خرجوا من قاعة الاجتماع بعد ان اصطفوا أمام "محمد بن سلمان" إلى استديوهات قناة "الإخبارية السعودية والعربية والحدث" لتمجيد بن سلمان بصورة تقول أن المتكلم "عبد" وليس "شيخ" في وقت كان الإعلام السعودي يريد أن يقدم هذا الاجتماع بأنه أكبر إنجازات "عاصفة الحزم".

خلال الاجتماع وتقاطر "المشايخ العبيد" للسلام على بن سلمان واستلام "المقسوم" وظهورهم في الشاشات السعودية، بدا الأمر وكأن السعودية قررت أن تكرم الشاعر العظيم الراحل "عبدالله البردوني" من خلال انتاج "فيديو كليب" حديث وواقعي يجسد قصيدة البردوني بعنوان "الغزو من الداخل" والتي يعرفها الكثيرين بعنوان "أمير النفط".

ومن خلال رصد ما نطق به "المشايخ العبيد" في الشاشات السعودية عقب اجتماعهم بـ"أمير النفط" فكرت أن أضع كل تصريح لأولئك العبيد مقابله بيت من أبيات قصيدة البردوني:

1-منصور الحنق: المشايخ الموالين لصالح نقول لهم ان مكانكم مع السعودية
البردوني: أمير النفط نحن يداك...نحن أحدَّ أنيابك .

2-عبدالقوي الحميقاني: يخصص مبلغ 100 الف ريال للمرابطين في الميادين من المكرمة الملكية التي خصصت لمشايخ اليمن والتي قدرها 200 ألف ريال عقب الاجتماع مع صاحب السمو الملكي.
البردوني: ونحن القادة العطشى....إلى فضلات أكوابك .

3-عبدالوهاب معوضة: للسعودية دور بارز واليمن موطنهم الأول ونأمل أن يكون موقفهم مساند للتخلص من الحوثيين.
البردوني: ومسؤولون في (صنعا).....وفرّاشون في بابك

4-عثمان مجلي: الاجتماع ناقش مكافحة الانقلابيين وكان امتداد لعلاقة القبائل مع جيرانهم في السعودية.
البردوني: ومن دمنا على دمنا...تُموقعُ جيش إرهابك .

5-سلطان العرادة: نحن وقيادة التحالف ندعو رجال القبائل للحفاظ على أبنائهم من اغراءات الحوثيين الذين يريدون تغيير الهوية لكن يأبى الله والتحالف، هب الملك سلمان ذلك الملك البطل.
البردوني: لقد جئنا نجر الشعب...في أعتاب أعتابك

6- عبدالواحد الدعام: عندما سمعنا خطاب ولي ولي العهد شعرنا بالسرور ونسينا المنازل التي تفجرت ونسيت أولادي الذين استشهدوا، أنا سمّيت محمد بن سلمان بـ"صقر الجزيرة". ولو إخواننا بالتحالف يضمونا "شوية" في مجلس التعاون أؤكد لك أن كل اليمنيين والذي بيطلق صاروخ سكود بايجي ويشل "الكريك" ويجي يشتغل بأي مكان.
البردوني: ونأتي كلما تهوى....نمسِّح نعل حجابك.
ونستجديك ألقابا......نتوجها بألقابك .
فمرنا كيفما شاءت....نوايا ليل سردابك .

7- حمود المخلافي: لقاء بن سلمان وتواضعه بالسلام وقوله لنا "أنتم أصلنا" جعلنا نصفق له ولولا ضيق الوقت لما توقفنا عن التصفيق.
البردوني: نعم يا سيد الأذناب....إنَّا خير أذنابك .
فظيع جهل ما يجري......وأفظع منه أن تدري


هنا أعيد نشر المقطع الخاص بـ"أمير النفط" من قصيدة "الغزاة من الداخل" للشاعر العظيم عبدالله البردوني:


أمير النفط نحن يـداك...نحن أحــدَّ أنيابــــك 
ونحن القادة العطشى...إلى فضلات أكوابك
ومسؤولون في (صنعا).....وفرّاشون في بابك
ومن دمنا عــلى دمنــا...تُموقـعُ جيش إرهابك
لقد جئنا نجر الشعب...في أعـــتاب أعتــابك
ونأتي كــلما تـــهـوى...نمسِّح نعــل حجـابـك
ونستجديك ألقابا......نتوجها بألقـــابك 
فمرنا كيفما شاءت....نوايا ليل ســـردابك
نعـــم يا سيد الأذناب....إنَّـــا خير أذنابـــك 
فظيع جهل ما يجري......وأفظع منه أن تدري

في الإثنين 10 إبريل-نيسان 2017 09:24:31 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=469