«مواقع النجوم».. عبدالفتاح الخراشي
لا ميديا
لا ميديا
 
في جبهة نهم وهي منطقة جبلية قاد المعارك أبو أحمد محضة وهو مبتور القدم. السيد عبدالملك الحوثي في كلمة ألقاها للجرحى والمعاقين. 
وقال عنه الرئيس الشهيد صالح الصمّاد: “لقد عفا الله أبا أحمد محضة عن الجهاد؛ بسَببِ إعاقته، ولكنه أبى إلَّا أن يسطِّرَ أروعَ الملاحم البطولية”.
فكيف بمبتور القدم أن يواجه عدوانا يمتلك أحدث الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميرا وفي جبال وعرة؟ ذلك ما اجترحه هذا المجاهد. لقد أصر على الاستمرار في مواجهة أعداء الله، يرتقي جبال نهم الشامخة وفي صفوف الجبهة الأمامية يذيق الأعداء مرارة الهزائم، ويقدم للمجاهدين درسا عمليا عن روحية إيمانية عالية لا تقل عن صلابة الجبال.
وُلد عبدالفتاح مطلق دليم الخراشي عام 1983م في منطقة محضة الصفراء بمحافظة صعدة. 
انضم إلى المسيرة القرآنية بعد الحرب الرابعة بعد أن شاهد جرائم النظام وعايشها على الواقع في قريته (محضة)، وكان آنذاك عددُ المجاهدين من منطقته لا يتجاوز عدد أصابع اليدين.
وانطلق بقوة المؤمن الصابر يقتحم المواقع وينكل بالعدوّ أشد تنكيل ويسطّر بطولات عظيمة في الحربين الخامسة والسادسة وحرب دماج والقطعة وعمران والفِرقة وحتى عدن. 
أصيب في الحرب السادسة بجراح بليغة أدت إلى بتر قدمه، ولم يثنه ذلك عن المضي في طريق المسيرة، فظل مثالاً صادقاً للمجاهد المثابر في جميع المهام الموكلة إليه، مقداماً في الحرب، وفي السلم رجل أمن وثقافة وإصلاح بين الناس، لا يكل ولا يمل في مشواره الجهادي. 
عُين قائداً ميدانيًّا في جبهة نهم وتحديداً في جبال يام وما حولها، وفيها جرت واحدة من أشرس المعارك التي خاضها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، فقاد المعارك وهو مبتور القدم. وهناك أكّـد للجميع أن الإعاقة الدائمة يمكن أن تتحول الى مصدر قوة لمن آمن بوعد الله الصادق بالنصر. وأن الجهاد واجب للدفاع عن الكرامة، ودحر المتكبرين ورفض الاستعباد. وأنه بالتوكل على الله وعشق الشهادة في سبيله يصبح ما دون ذلك هيناً مهما عظم.
استشهد في 16 يوليو 2016، في جبهة يام عندما كان في الصفوف الأمامية، حيث أُصيب بقذيفة هاون استشهد على إثرها. 
كتب عنه الشاعر ضيف الله سلمان قصيدة شعرية منها: 
يا (أبا أحمد) وحَسبُكَ فَضلاً
أن جَعلتَ الطاغوتَ يَلعَنُ حَظَّهْ
قِرَّ عَينَاً يا أيُّها الحَيُّ طُوبَى
لكَ حُسْنُ المَآبِ فِي الخُلْدِ رَوْضَة
ذاب قلبي من الأسى يا رفيقي
كادَ حُزني عليكَ يُوقِفُ نَبْضَهْ
فُزتَ يَا ابنَ الكِرامِ فوزاً عَظيماً
فَلتُبَاهِ طول الوجودِ وعَرْضَه
صادقَ العهدِ كنتَ قولاً وفعلاً
كلما قرّرت قُوَى الشرِّ نقضَه
يا شهيداً رقى بكلِّ شُمُوخٍ
بَعضُهُ في العُلا يُعانِقُ بَعضَه
جَسَّدَ الصَّبْرَ مَنْهَجَاً عَمَلِيَّاً
وَتَحَدَّى بِاللَّهِ حِلفَ قُرَيْضَة
في طريقِ الهُدَى تَفانى جِهَاداً
مضجعَ البغيِ والضلالِ أقَضَّه.
* نقلا عن : لا ميديا

في الأربعاء 29 ديسمبر-كانون الأول 2021 07:52:13 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4697