عام جديد من العدوان
عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي
أطل العام الجديد ليدخل العدوان السعودي على اليمن عامه الثامن في آذار/ مارس القادم. هذا العدوان الذي ظن أنه سيحسم كل شيء خلال 48 ساعة، ما زال غارقاً في مستنقع خيالاته.
لم تنفع ابن سلمان أسلحته الضخمة التي كانت في قائمة الدول الأعلى تسليحاً في العالم، ولم تنفعه الجيوش التي اشتراها واستأجرها لقتل اليمنيين، ولا الدول التي وقفت في صفه وأيدته في سفك دمائنا، ولن يفلت من قبضة الدول الكبرى التي يعمل قاتلاً مأجوراً لديها، بعد أن ورطته وزجت به في العدوان على اليمن لتمتص خزائنه ومدخراته.
«السعودية بقرة حلوب، وحين يجف لبنها سنقوم بذبحها», هكذا قال ترامب عن السعودية، وهذا ما سيكون حين يبدأ عرش بني سعود في التهاوي والسقوط. حتى وإن رحل ترامب فإن فكرة ذبح البقرة الحلوب لا تزال قائمة، لأن ما قاله ترامب لا يعبر عن رغبته وعن رأيه هو بقدر ما هي خطة أمريكية قام بإعدادها البيت الأبيض، وسيقوم بتنفيذها أي رئيس أمريكي.
اليمن سيهزم هذه البقرة، ويأخذ بثأره منها، وستدخل أمريكا إلى الرياض لذبحها وتخليص الشعب السعودي من تسلطها، وتستولي على النفط والمال والقرار، كما فعلت في العراق من قبل، وسيصفق الشعب السعودي لسقوط عرش بني سعود، وسيصفق اليمن والعراق وسورية ولبنان وليبيا والصومال وكل الدول العربية التي لم تسلم من شر السعودية وأحقادها وأذاها؛ لأن الأذى يجب أن تتم إزالته، وقد اقترب هذا الزوال.
الفاتورة التي ستدفعها السعودية ستكون باهظة، فدماء آلاف الأطفال والنساء والمدنيين لن تذهب سدىً دون عقاب. فأي عدوان هذا الذي جاء لمحاربة إيران في اليمن، كما يزعم، ويسفك دماء آلاف الأطفال اليمنيين؟! ولماذا يستهدف التجمعات المدنية والبشرية ومدارس الأطفال التي لا علاقة لها بما جاء من أجله؟!
تحدث العدوان السعودي، في بداية قصفه اليمن، عن بنك أهداف سيقوم بتنفيذها في اليمن، ومنذ ثماني سنوات لا يزال بنكه ممتلئاً بهذه الأهداف، لأنه لم ينفذ منها شيئاً، بقدر ما تراكمت خيباته وهزائمه فازداد توحشاً وحقداً.
حريٌّ بالسعودية أن تفهم طبيعة اليمن وطبيعة الشعب اليمني، بعد كل هذه السنوات من القصف غير المجدي، فاليمن تمرض لكنها لا تموت، واليمني يصبر لكنه لا ينسى ثأره، ولا ينسى من سفك دماء أطفاله وهدم بيته. وقد رأوا بأس اليمنيين ما فعل في حدود مملكتهم، وما فعل بمدرعاتهم ودباباتهم التي حولها إلى رماد وأكوام من الخردة، وما فعل بطائراته المسيرة وصواريخه التي دكت مطاراتهم ومرابض باتريوتاتهم وشركاتهم وحقولهم النفطية.
كان على السعودية أن تتوقف عن عدوانها في الأشهر الأولى حين رأت أنها لم تنجز شيئاً سوى القتل فقط، وكان بإمكانها أن تجبر الضرر وتمد يدها للصلح، لكنها اتبعت كبرياءها وتوغلت في دمائنا أكثر، عاماً بعد عام، ووصلت إلى طريق مسدود لم يعد يجدي معه أي صلح أو هدنة. ولم نعد الآن ضعافاً كما كان يظن الكيان السعودي. وها نحن نخوض المعركة ولا مجال للتراجع أو التوقف إلا بزوالنا أو زوالهم فقط، ومحالٌ أن نزول نحن، لأننا راسخون رسوخ الجبال على هذه الأرض منذ آلاف السنين، أما بنو سعود ومملكتهم التي صنعتها بريطانيا، إلى جانب الأردن و»إسرائيل»، فهم دولة طارئة لا يتجاوز عمرها مائة عام، وقد آن أن تزول، ولن تتوقف صواريخنا، ولن يعود مقاتلونا من حدود السعودية إلا رافعين راية النصر على هذا العدو الذي ملأ الأرض بأحقاده وبشاعته.
* نقلا عن : لا ميديا

في الأحد 02 يناير-كانون الثاني 2022 11:53:37 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4716