|
تضمن فعاليات وأنشطة ثقافية متنوعة:
شهد العام الماضي 2021م الكثير من الأحداث والأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة احتضنتها عدد من المحافظات اليمنية، ضمن مناسبات متعددة احتفت بها المؤسسات والهيئات الرسمية والشعبية والفعاليات الجماهيرية والثقافية في بلادنا.
لقد شهد العام 2021م عودة للأنشطة والفعاليات بعد أن حجبتها أزمة كورونا في العام 2020م، ومع هذا فقد كانت العودة نشطة وحذرة في نفس الوقت، فتم تنظيم الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية منها الفعاليات الخطابية والمسرحية وتنظيم معارض للكتاب، وأخرى للفنون التشكيلية، وشمل أيضاً إصدارات جديدة لعدد من الكتاب والمبدعين في بلادنا، وسنحاول في هذه المادة استعرض أبرز هذه الأنشطة والفعاليات وأهم الإصدارات الثقافية والأدبية والإبداعية، وغير ذلك من الأحداث:
أنشطة وفعاليات
من الفعاليات التي تعتبر باكورة العام قيام مكتب الثقافة في محافظة تعز ومنتدى تعز بتمظيم صباحية شعرية ومسابقة أدبية تحت شعار ” شهداؤنا عظماؤنا”، في إطار فعاليات ذكرى سنوية الشهيد، وفي الصباحية – التي حضرها مدير مكتب الثقافة في المحافظة الدكتور غمدان زبيبة قدّمت العديد من القصائد الشعرية والأعمال الأدبية من قبل الكثير من الشعراء والأدباء، واستعرضت لجنة التحكيم نتائج الأعمال الأدبية والقصائد الشعرية المقدمة من الشعراء والأدباء، كما تم في ختام الصباحية تكريم الفائز بالمركز الأول في المسابقة بمكافأة مالية وشهادة تقديرية، وكذا تكريم المشاركين بشهادات تقديرية.
وضمن الفعاليات التي أقيمت العام الماضي فقد أحيت الهيئة العامة للكتاب الذكرى الـ22 لوفاة الشاعر الكبير عبدالله البردوني بإقامة فعالية ثقافية أكد فيها عضو المجلس السياسي الأعلى الفريق سلطان السامعي أهمية تذكير الجيل الجديد بقامة كبيرة كالشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني، كما أكد حرص القيادة الثورية والسياسية على عمل كل ما من شأنه تخفيف معاناة الناس من خلال الاهتمام بكافة القطاعات بما فيها القطاع الثقافي والإبداعي، ونوه بعظمة التجربة الإبداعية للشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني وما كان يتمتع به من مواقف وطنية وإخلاصه لقضايا الشعب ووفائه لكل القيم النبيلة.
فيما تحدث وزير الثقافة عبدالله أحمد الكبسي عن الجهود التي بذلتها الوزارة لإخراج تراث الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني وطباعته بما في ذلك تحويل منزله إلى متحف إلاأنه انهار المنزل جراء الأمطار، مشيراً إلى ما كانت تتمتع به قصيدة الشاعر الراحل عبد الله البردوني من تميز صنع منه علما كبيرا من أعلام الشعر العربي.
ونوه بخصوصية التجربة الفكرية والنقدية للشاعر الراحل، إذ برز ناقدا ومفكرا كبيرا أضاف للمكتبة اليمنية والعربية العديد من العناوين الهامة.
وألقيت عدد من الكلمات والقصائد الشعرية عبَّرت في معظمها عن المكانة الرفيعة التي تميزت بها تجربة الشاعر الراحل عبدالله البردوني وتوقفت أمام عدد من المواقف التي أثبتت مدى إخلاص الشاعر البردوني للوطن والقضية والقيم الإنسانية الرفيعة.
وضمن الفعاليات أقامت في شهر يناير من العام الماضي – وزارة الثقافة أربعينية وكيل وزارة الثقافة الأسبق نجيبة حداد حيث تم منحها درع الوزارة تقديراً لاسهاماتها خلال توليها مهام وكيل الوزارة للفنون الشعبية والمسرح وتكريماً لدورها الرائد في كتابة أدب الطفل في اليمن.
ونوه مستشار الرئاسة عبد العزيز الترب في كلمته بما تميزت به الراحلة خلال تجربتها منذ عملها في تلفزيون عدن في الستينيات وما تمتعت به من صفات وسجايا إبداعية عززّت نجاحها في مختلف المهام التي تقلدتها على مدى مسيرتها، مشيراً إلى دورها الرائد في كتابة أدب الطفل وما تميزت به كإنسانة أسهمت بدور متميز في المجالين الاجتماعي والمدني.
تخلل الحفل إقامة معرض صور فوتوغرافية وعرض بروجكتر لأهم المحطات في حياة الفقيدة نجيبة حداد.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمبر) فقد نظمت الهيئة العامة للكتاب ومنتدى مجال ندوة ثقافية تحت عنوان “مستقبل اللغة العربية وعصر العولمة.. التحديات وتمتين الهوية” بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين.
في افتتاح الندوة أكد الدكتور عبدالعزيز الترب مستشار المجلس السياسي الأعلى أهمية الندوة في تناول موضوع أكثر أهمية متمثل في واقع اللغة العربية في عصر العولمة، موضحاً أهمية اللغة العربية كوعاء ثقافي يمثل مرتكزا لمختلف مجالات الإنتاج المعرفي والثقافي، وعلينا جميعا الحفاظ عليها من خلال تفعيل جميع المؤسسات التعليمية والثقافية..واستعرضت الندوة أربع أوراق عمل تناولت الأولى (الوعي اللغوي في العالم العربي… جدلية الثابت والمتحول) للدكتور صالح النهاري، فيما ناقشت الورقة الثانية (المستوى الحضاري المعاصر واللغة العربية) للدكتور إبراهيم طلحة، أما الورقة الثالثة فتناولت (مستقبل اللغة العربية في عصر العولمة) للباحثة أميرة شايف، فيما توقفت الورقة الرابعة أمام (العلاقة بين اللغة العربية واللغة اليمنية القديمة) للكاتب محمد الحاضري.
وضمن الفعاليات فقد نظمت مؤسسة وجوه للإعلام مهرجان التراث في الشعر اليمني في ختام مشروع رفع أصوات الشعراء الشباب، تضمن المهرجان – في ثلاثة أيام – فقرات فنية وقصائد شعرية حول التراث اليمني الزاخر بمشاركة 40 شاعراً وشاعرة شاركوا في فعاليات المشروع الذي امتد أربعة أشهر .
وفي ختام المهرجان تم تكريم العشرة الفائزين بالمراكز الأولى في مجالي الشعر الفصيح والشعر الشعبي بالجوائز والشهادات والدروع التذكارية، حيث فاز في الشعر الفصيح كل من: أحمد عطيف، زهير الظاهري وعبد ربه الشجاع وسلمان القباتلي وبديع الزمان السلطان ورهان العبسي.
فيما فاز بمراكز الشعر الشعبي الشعراء: محمد صالح دهره وسبأ العواضي وعلي السلامي وبدر الدين الغرسي.
وفي ذمار نظم نادي كتاب القصة المهرجان الثاني للقصة القصيرة خلال ثلاثة أيام تحت شعار “القصة نافذة للبوح حيث خصص اليوم الثالث للاحتفاء بالروائية القاصة نادية الكوكباني وتوقيع المجموعة القصصية “بوح” الإصدار الأول لنادي القصة في المحافظة والتي شارك فيها 20 قاصا وقاصة، وكذا تقديم قراءات قصصية ونقدية للمشاركين في المجموعة.
كما أحيت الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر حسن الشرفي من خلال فعالية بعنوان “حسن الشرفي عاشق الوطن ووطن العشق”.، وأكدت الكلمات في الفعالية أهمية الموروث الثقافي الشعري الذي تركه الفقيد لينهل منه أبناء الوطن، باعتباره مدرسة ستظل مشرعة الأبواب للأجيال انطلاقاً مما كانت تمثله من خصوصية عالية”، داعين الجهات المعنية، وكل من له القدرة على الإسهام في طباعة الأعمال الأدبية والشعرية للشاعر الفقيد حسن الشرفي، الذي صارت قصيدته عنوانًا كبيراً يمثل اليمن والأمة في الاشتغال بقضاياها من خلال انفتاحه على الهموم المحلية والعربية والانسانية في دواوينه الشعرية.
وتناولوا ملامح الفرادة الاستثنائية للشاعر الراحل في الشعر الفصيح والشعبي، منوهين بغزارة انتاجه وتنوع القضايا والتفاصيل التي تناولها شعره، مشيرًين إلى خصوصية الصوت الشعري للفقيد في مختلف مراحل تجربته الشعرية.
وفي محافظة إب أقيم حفل لتكريم الفائزين بجائزة الفنان عبدالاله البعداني في دورتها الثانية 2021م في مجالي الشعر والفن التشكيلي، فقد تم تكريم الخمسة الفائزين في مجال الشعر، والخمسة الفائزين في الفن التشكيلي وكذا تكريم لجان التحكيم والإعداد والتنظيم، وتقديم جوائز تشجيعية لعدد (20) فنانا و(30) شاعرا بقيمة مليون و900 ألف ريال.
ونظم مكتبا الثقافة والآثار في محافظة إب ندوة ثقافية حول الآثار والمعالم التاريخية وأهمية الحفاظ عليها، قدمت فيها ثلاث أوراق عمل تناولت الأولى – لمدير مكتب الثقافة عبد الحكيم مقبل – أهمية الاهتمام بالآثار والمعالم والمدن التاريخية، والإجراءات الواجب اتخاذها لمنع التجاوزات وأعمال العبث التي تطالها.
فيما تطرقت الورقة الثانية – لمدير مكتب هيئة الآثار والمتاحف خالد غالب – إلى المعوقات والتحديات التي يعاني منها فرع الهيئة، وإلى الدور المجتمعي في الحفاظ على الآثار.
واستعرضت الورقة الثالثة – للمهندس امين الحوثي – مقارنة لجوانب الاهتمام بالآثار في اليمن ودول أخرى.
أنشطة رمضانية
شهد شهر رمضان خلال العام الماضي العديد من الفعاليات والمسابقات الثقافية نظمتها عدد من الجهات الرسمية والأندية الرياضية، حيث نظم النادي الأهلي بصنعاء نشاطاً ثقافياً تضمن مسابقات في القرآن الكريم وفي الثقافة العامة، وتم في اختتامه تكريم المشاركين.
ونظم نادي الوحدة الرياضي بصنعاء فعاليات الملتقى الرمضان الرابع، وفي ذمار تم تنظيم الأنشطة الثقافية السادسة للشباب، وتم إجراء المسابقات الرياضية والثقافية المختلفة شارك فيها عدد من الفرق الرياضية بالمحافظة.
وفي الحديدة نظم مكتب الأوقاف في المحافظة بالتنسيق مع مكتب الهيئة العامة للزكاة مسابقة الشهيد القائد للقرآن الكريم وقد تضمنت المسابقة التي تقدّم لها أكثر من 100 متسابق ومتسابقة على مدى ثمانية أيام فئات المصحف كاملاً، والعشرين جزءاً، والعشرة أجزاء بهدف التحفيز على دراسة كتاب الله، وقد حصل الحافظ إبراهيم أحمد عبد الله عباس على المركز الأول، فيما حل المتسابقان رشاد أحمد سالم حسين وحماد محمد أبكر شيبة على المركزين الثاني والثالث.
وضمن الفعاليات التراثية والشعبية فقد دشنت مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث مهرجان المدرهة التراثي الخامس تحت شعار “المدرهة رمز تراثي لتاريخ شعب”.
وأكدت الكلمات التي ألقيت على أهمية ما تمثله أرجوزة الحج من دلالات تؤكد عمق التراث اليمني وأن الأُرجوزة التي نظمها الشاعر أحمد الرداعي الصنعاني في السنة المائة الهجرية الأولى تحكي في ٦٠٠ بيت شعر مسار الحجاج منذ انطلاقهم من مناطقهم في اليمن حتى عودتهم إلى ديارهم.
وأكدوا أهمية الحفاظ على هوية وتاريخ الشعب اليمني والحفاظ على معالمه التاريخية، خاصة صنعاء القديمة التي يمتد تاريخها إلى آلاف السنين.. معربين عن الشكر لكل من ساهم ودعم إقامة المهرجان وإحياء التراث اليمني العتيق.
وعلى هامش المهرجان أقيمت ندوة ثقافية تناولت معاني ودلالات المدرهة والتجهيزات وكيفية استعدادات الحجاج اليمنيين للسفر إلى الحج حتى عودتهم إلى أرض الوطن، وما يتخللها من عادات وتقاليد متوارثة من عشرات القرون، قدّمها المؤرخ اليمني الدكتور محمد يسر ومستشار وزير الثقافة علي الكوكباني والمسؤول الثقافي بالنادي الأهلي بصنعاء يحيى الشهاري.
وكان لعدد من المراكز والملتقيات والجامعات والمكتبات الدور الفعَّال في تنشيط الفعاليات الثقافية والأدبية والشعرية ونذكر منها نادي القصة اليمنية “المقه” ومكتبة البردوني ومكتبة زبيد العامة، وعدد من الجامعات والملتقيات الأخرى، استضافوا خلال هذه الفعاليات الكثير من الشخصيات الأدبية والإبداعية، ونظموا الفعاليات المتعددة التي تخدم الثقافة اليمنية وتعمل على تفعيلها وتطويرها.
شاعر الصمود
وضمن الفعاليات الهامة خلال العام الماضي مسابقة شاعر الصمود الذي ينظمه اتحاد الشعراء والمنشدين، حيث تم تدشين المسابقة في موسمها الثالث بتنافس 188 شاعراً مجازاً من قائمة تضم أكثر من 300 متقدم، تأهل منهم 48 شاعراً خاضوا المنافسة على لقب شاعر الصمود ضمن حلقات البرنامج التي بثت خلال أيام شهر رمضان على قناة المسيرة مباشر.
وأكد رئيس اتحاد الشعراء والمنشدين، ضيف الله سلمان أن البرنامج – الذي ينظمه الاتحاد- يهدف إلى تسليط الضوء على صمود وثبات الشعب اليمني في مواجهة العدوان، ودور المجتمع في التفاعل مع القضايا الوطنية.
وقد تأهل 8 شعراء إلى دور نصف نهائي المسابقة، تم توزيعهم على أربع مجموعات يتنافس في كل مجموعة شاعران، يتأهل منهم واحد إلى المرحلة النهائية.
كما تأهل أربعة شعراء إلى المرحلة النهائية هم الشعراء :عبدالجليل الموشكي، حمزة المغربي، أمين الحارثي، وجبر السعيدي، تنافسوا على المراكز الأربعة في المسابقة، وقد حصل المتسابق في المركز الأول على مبلغ أربعة ملايين ريال والثاني على ثلاثة ملايين ريال والثالث على مليوني ريال فيما حصل الرابع على مليون ريال.
وفي سياق فعاليات مهرجان الرسول الأعظم تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والندوات والمسابقات في مجالي الشعر والإنشاد في قاعة الدكتور أحمد شرف الدين في جامعة صنعاء على مدى عشرة أيام، تنافس فيها العديد من المنشدين والشعراء.
وخلال هذه المناسبة تم تنظيم العديد من الصباحيات والأمسيات الشعرية والأدبية في مختلف مديريات ومحافظات الجمهورية.
معارض يمنية للكتاب
شهد العام الماضي تنظيم العديد من المعارض المحلية للكتاب نظمتها العديد من الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية وكان أهمها معرض صنعاء للكتاب الذي نظمته الهيئة العامة للكتاب وكذلك معارض للكتاب نظمها مركز الشهداء للأعمال الثقافية والفنية في العديد من معاهد ومدارس أمانة العاصمة.
في شهر سبتمبر نظمت الهيئة العامة للكتاب معرض صنعاء للكتاب خلال الفترة (٢٠-٢٦) سبتمبر بمشاركة عدد من دور النشر المحلية والمؤسسات الثقافية والتعليمية في بلادنا، وصاحب المعرض العديد من الفقرات الثقافية المتنوعة من ندوات فكرية وثقافية وتوعوية وتوقيع إصدارات جديدة لعدد من المبدعين والمبدعات الشباب.
وقد أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد أهمية المعرض في تنشيط المشهد الثقافي خاصة في هذه المرحلة التي تعيشها بلادنا۔
من جهته أكد وزير الثقافة عبدالله الكبسي إن هذا المعرض يؤكد حرص وإصرار اليمنيين على التسلح بالعلم، ولولا العلم لما نجحوا في ثورتهم هذه الثورة التي يواجهها العالم من خلال أدواته في المنطقة كالسعودية والامارات.فيما اعتبر الأديب عبدالرحمن مراد – رئيس الهيئة العامة للكتاب، المعرض تظاهرة ثقافية تسهم في تنشيط وتحفيز المشهد الثقافي الوطني بما تصاحبه من فعاليات ثقافية.
وفي شهر مارس نظم مركز الشهداء للأعمال الثقافية والفنية وإدارة الأنشطة بمكتب التربية بالأمانة العديد من المعارض في مدارس أمانة العاصمة وقد افتتح الأستاذ عبدالله أحمد الكبسي- وزير الثقافة معرضين للكتاب بمدرستي أروى والخنساء بأمانة العاصمة، ويهدف المعرضان اللذان استمرا لمدة عشرة أيام إلى نشر ثقافة القراءة في أوساط طلاب المدارس والمجتمع بشكل عام وكذا التعريف بأهمية الكتاب في اكتساب الثقافة والمعرفة في مختلف المجالات.
وفي الافتتاح أكد وزير الثقافة أهمية تنظيم معارض للكتاب لنشر الوعي في أوساط الشباب بأهمية القراءة في حياة الإنسان وتنمية مداركه وأفكاره وثقافته الإسلامية والإيمانية والتصدي للأفكار المغلوطة، التي يحاول الأعداء نشرها في أوساط الشباب وإبعادهم عن دينهم وهويتهم.
وعبَّر عن ارتياحه لما شاهده في المعرض من كتب قيِّمة يستفيد منها روَِاد المعرض من الشباب وطلاب المدارس وأبناء المجتمع بشكل عام وتساهم في تعميق روح الانتماء في نفوسهم وتعزز من هويتهم الإيمانية.
إصدارات جديدة
لقد زخرت الساحة الثقافية خلال العام 2021م بالكثير من الإصدارات الإبداعية الجديدة والتي رفدت المكتبتين اليمنية والعربية بالمراجع والأعمال الإبداعية للشباب اليمني المتمتع بالنشاط والحيوية.
ومن الإصدارات الثقافية كتاب “ومضات من وحي الصمود.. قبسات من سيرة ومسيرة فرسان الشعر المقاوم والإنشاد الجهادي” للمؤلفة عفاف محمد الشريف، وقد نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الناشرين اليمنيين ومجموعة الجيل الجديد حفل توقيع للكتاب ،أشاد خلاله نائب وزير الثقافة محمد حيدرة بالجهد الذي قامت به مؤلفة الكتاب، منوهاً بدور الشعر والشعراء في إحياء قيم الأمة وتعزيز وعي الصمود والجهاد والمقاومة.
وأشار إلى أن ما يعانيه اليمن أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعر مازال في مقدمة الآداب والفنون وأنه قادر على استنهاض الأمة وتعزيز حضورها في مختلف الميادين، لافتاً إلى ما مثله الشعر في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية في توثيق الأحداث وحفظ الأمجاد.
وأعربت مؤلفة الكتاب عفاف محمد الشريف عن الشكر الجزيل لمن ساعدها ودعم جهودها في إنجاز هذا الكتاب، مستعرضة المراحل التي مر بها تأليف الكتاب وما اعترضتها من صعوبات وكيف تجاوزتها وصولاً إلى الخروج بالكتاب إلى حيز الوجود.
كما صدور كتاب “جحيم مارب في ظل الاحتلال” للمحَرَّر من سجون العدوان رجل الأعمال محمد سلبة والذي اعتقل في نقطة الفلج بمأرب خلال سفره إلى منفذ شحن بغرض التخليص الجمركي، وبهذه المناسبة أقيمت بالمركز الثقافي بصنعاء فعالية خطابية، سرد الكاتب معاناته في السجن لقرابة ثلاث سنوات ونصف، وأشار إلى أنه يعمل في التجارة فقط ولا ينتمي لأي مكون سياسي، حيث جرى اختطافه في نقطة الفلج المدخل الجنوبي لمدينة مارب هو وأحد مرافقيه بسبب لقبه، وتم نهب ثلاثمائة وخمسين الف ريال سعودي كانت بحوزته بالإضافة إلى جميع مقتنياته الشخصية وتغييبه خلف القضبان لأكثر من ثلاث سنوات ونصف تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب.
كما صدر كتاب “نون وما يعصفون” لمؤلفه السفير عبدالله صبري – سفير الجمهورية اليمنية بسوريا الصادر عن دار صفحات للنشر والتوزيع بالجمهورية العربية السورية، وبهذه المناسبة نظم اتحاد الكتاب العرب بدمشق ندوة وحفل توقيع للكتاب، حيث استعرض السفير صبري أهم ما تناوله الكتاب من وقائع وشواهد الإجرام الأمريكي السعودي بحق اليمنيين والحرب الإعلامية التي استهدفت الإعلام الوطني بالحجب والقصف والاستنساخ وكيف شكَّل الإعلام الوطني خط الدفاع الأول في مواجهة العدوان والتصدي للحرب التضليلية والنفسية التي رافقتها.
وصدر كتاب “21 سبتمبر…ثورة أسقطت الوصاية” للكاتب علي شرف زيد المحطوري تضمن سردا ليوميات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م، وقال المؤلف في مقدمة الكتاب إن من حق الأجيال الحالية أن تطمئن لانتقال تجربتها إلى الأجيال القادمة وهي أيضا من حقها أن تطلع على سردية مقاربة لعصر وصل إليها بأثقاله ولم تشهد شيئا من أحداثه؛ لا سيما والأحداث الظاهرة معرضة للنسيان كما الخفية أيضا مهددة بالضياع.
وتضمن الكتاب مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، تناول الفصل الأول “إرهاصات وتحولات” فيما جاء الفصل الثاني بعنوان ” الربيع العربي واليمن نصف تحول” أما الفصل الثالث فجاء عنوانه ” ثورة 21 سبتمبر التحول الكبير” فيما جاء عنوان الفصل الرابع ” انقلاب على الشراكة، الثورة في خطر” أما الفصل الخامس فحمل عنوان “سقوط، وصاية ومحاولة إعادتها بحرب”.
وصدر كتاب “الحروب اليمنية السعودية والدور البريطاني” للباحث عبدالله بن عامر، تناول فيه الصراع اليمني – السعودي منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى 1745م، وما رافقتها من طموحات توسعية، ما أدى إلى التصادم العسكري مع اليمن.
ولفت الباحث بن عامر إلى أن الكتاب يجيب عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالصراع اليمني- السعودي
كما صدر عن المؤسسة اليمنية للدراسات والتنمية، كتاب “أمريكا من الداخل” للكاتب محمد محمد الآنسي، ويتكوّن الكتاب من بابين اثنين في 69 صفحة من القطع المتوسط، تناول الباب الأول الوضع السياسي في أمريكا وانسحاباتها من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، والمشاكل الاقتصادية وحجم الديون الخارجية والتشرّد والفقر والبطالة والمخدرات في أمريكا، وكذا تشرّد النساء والأطفال، فيما تضمن الباب الثاني إحصائية الجرائم في أمريكا وعنف السلاح والانتحار، والشعور بالخوف والإقبال على شراء السلاح، وجرائم عنف الشرطة الأمريكية، وغياب العدالة الجنائية، والتمييز العنصري، إضافة إلى العديد من الإصدارات الأدبية والإبداعية لعدد من المبدعية الشباب.
معارض تشكيلية
وضمن الفعاليات التي تم تنظيمها خلال العام الماضي، فقد افتتح وزير الثقافة المعرض التشكيلي الأول للفنانة هالة الزريقي، ويتضمن المعرض الذي نظمته الهيئة العامة للكتاب 28 لوحة، وقد أشاد وزير الثقافة بخصوصية المعرض الذي يحمل رسائل كثيرة أهمها أنه يؤكد مدى تمسك اليمنيين بالحياة وإيمانهم بهويتهم الثقافية، بدليل ما حمله المعرض من أعمال تجسَّد خصوصية الهوية اليمنية، مشيراً إلى المضامين الجميلة التي عبَّرت عنها لوحات المعرض.
فيما نوه رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالرحمن مراد، بالدلالات الجمالية والثقافية التي حملها المعرض، الذي يأتي تنظيمه في ظروف يشهد البلد عدوانا وحصارا، ما يؤكد أن اليمنيين مستمرون في صناعة الحياة، على الرغم من ويلات ما يتعرضون له في هذه المرحلة الصعبة.
كما تم افتتاح معرض الفن التشكيلي والتصميم الجرافيكي لطالبات برنامج التصميم الجرافيكي والملتميديا بكلية الحاسبات بجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، تضمن المعرض أكثر من 1500 لوحة فنية تشكيلية وإبداعية من إنتاج طالبات المستويات الأول والثاني والثالث في برنامج التصميم الجرافيكي والفن التشكيلي، شملت كافة المدارس التشكيلية الحديثة والمعاصرة والتجريدية والواقعية والكلاسيكية.
كما تضمن المعرض أيضاً لوحات فنية بالألوان المائية والزيتية والرسم على القماش والاكريليك والقلم الرصاص وتصاميم وبواكت تغليف هيكلية للمنتجات الوطنية وكيفية تحويلها إلى ديكور بهدف الحفاظ على البيئة، عبَّرت في مجملها عن الحياة الطبيعية اليمنية والعربية والعالمية والتعبير عن أشكال وأنماط الحياة المختلفة.
شخصيات غادرتنا
ومن الشخصيات الثقافية والعلمية التي غادرتنا خلال العام الماضي 2021م، المؤرخ المصري اليمني الدكتور سيد مصطفى سالم، الذي توفي بعد عمر أفنى معظمه في خدمة التاريخ اليمني وأستاذاً في جامعة صنعاء.
وللفقيد أدوار استحق من خلالها منحه الجنسية اليمنية بجدارة، إزاء ما قدمه لليمن في مسيرته الأكاديمية والبحثية الطويلة، رفد خلالها المكتبة اليمنية والعربية بعددٍ كبير من العناوين التي تمثل اليوم مراجع هامه في تاريخ اليمن، وأسهم في الإشراف على مئات الرسائل العلمية المقدمة من طلاب جامعة صنعاء التي حصلوا بموجبها على درجتي (ماجستير ودكتوراه)، كما صار تلامذه اليوم من أبرز العلماء في الساحة العلمية اليمنية.
كما غادرنا في شهر مايو من العام الماضي الباحث والمؤرخ عبدالله خادم العُمري عن عمر ناهز الـ71 عاماً، الذي يتميز بخصوصية في الاشتغال على التراث الثقافي اليمني وقدرته في تحقيق عددٍ كبير من كتب المخطوطات، وتمكنه اللغوي من استنطاق ما في محتوى المخطوطات، علاوة على تفرغه البحثي المثمر الذي أنتج خلاله عدداً كبيراً من الكتب التي صدرت عن مؤسسات يمنية وأجنبية.
وكان العمري يتمتع بتجربة إبداعية كتب خلالها الشعر والقصة والمسرحية، وبرز علماً يمنياً كبيراً.
ورحلت عن عالمنا الأديبة والشاعرة فاطمة العشبي بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز الـ 63 عاماً، وتمثل العشبي إحدى شاعرات اليمن اللاتي اسهمن في خدمة القصيدة اليمنية وقضية المرأة.
وأسهمت في رفد المكتبة اليمنية بعدد من الإصدارات التي تمثل مرحلة متطورة في كتابة المرأة اليمنية للشعر.
كما غيَّب الموت المناضل عبدالرزاق أحمد راشد قطران- رئيس الهيئة العامة للكتاب، الذي انتقل إلى جوار ربه في فبراير، وكانت للفقيد بصمات في تنشيط العمل الثقافي، وله بصمات في متابعة إنشاء المكتبة الوطنية الكبرى.
كما رحل عنَّا في شهر ديسمبر الزميل الأديب عبدالكريم المقالح بعد رحلة إبداعية وصحافية متميزة، أثرى خلالها الساحة الثقافية بالكتابات المتنوعة في النقد والتشكيل، ومثَّل رحيله خسارة فادحة للوسط الثقافي والأدبي.
* نقلا عن :الثورة نت
في الجمعة 07 يناير-كانون الثاني 2022 07:08:12 م