البحث عن انتصار في قعر الهزيمة!
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح حيدرة
ما قام به ناطق تحالف العدوان والحصار السعوصهيوني من تقديم فيديو مفبرك لمجموعة من الصواريخ، اقتصه من فيلم أمريكي عن الأسلحة العراقية، محاولاً ادعاء أنه يعرف مواقع صواريخ الجيش واللجان الشعبية، ومدعياً أنها في أحد المخازن في محافظة الحديدة، يؤكد أن هذا الفيديو له قصة واحدة، وهذه القصة هي أن المخابرات اليمنية، أو أن هناك مواطناً يمنياً استطاع أن يخترق أجهزة مخابرات 17 دولة تمتلك أكبر ترسانة للمال والسلاح في العالم، وهنا الشماتة في فساد وفشل وعجز وموت وهزيمة الأعداء واجب.
بالحق كشف الجيش اليمني عن المالكي غطاءه فأصبح بصره حديداً. هنا نحمد الله ونشكره، وعلينا ألا نستسهل الفهم الباطل، ولا شك أن التحريض العسكري الذي أطلقه ناطق التحالف أمر غير عقلاني، إلا إذا كان يحاول أن يفتح للرياض باباً للمفاوضات، وصنعاء تضع قدمها خلف هذا الباب، ليس رفضاً للمفاوضات، بل رفضاً لصفقات الباطل والكذب والفبركة التي على شاكلة ما يطلقه ناعق قوات التحالف في السياسة.
صحيح أن المفاوضات هي الطريق الأمثل لأنهاء الحروب، لكن بشرط أن تكون أطرافها قوية، فالقوة هي التي تفرض الحق، وتجعله مهاباً، فلنكن أقوياء أولاً، وباعتراف المجتمع الدولي، لا بالتوجيه الإعلامي الذي يسوقه نُباح ناطق قوات التحالف، ثم نتفاوض، فالمفاوض القوي خير وأحب إلى مائدة المفاوضات من المفاوض الضعيف، والقوة هي لغة التعامل في السياسة، حتى مجلس الأمن نفسه يعمل لها ألف حساب.
بفبركة فيديو الصواريخ أكد نُباح ناطق قوات التحالف أن هز ذيله أمام أمريكا سوف يذهب به للمفاوضات، لكن هزيمة وموت وفساد الشيء وعجزه عن القيام بما وجد له، لا يعني عدم وجوده، كذلك هي دول تحالف العدوان والحصار على اليمن، بقيادة أمريكا وبريطانيا «وإسرائيل»، هي موجودة في الحرب والحصار على اليمن، لكنها أصبحت مهزومة وميتة وفاسدة وعاجزة في حربها وحصارها وكذبها وتضليلها وفبركاتها، وأصبحت تسميتها بقوى التحالف أشبه بتسمية قصير بنخلة أو قبيح بجميل أو زرافة بخنزير. إن هذه الفبركة توضح تماماً أن المرحلة السعودية والإماراتية في مستنقع الهزيمة وسحيق الانحطاط الأخلاقي والانهيار العسكري، وسوف يذكر هذه المرحلة أحفادنا بمزيد من الامتعاض والتقزز والغضب.
كما توضح هذه الفبركة أن النظام السعودي لم يعد لديه شيء يقدمه في هذه الحرب الإجرامية على اليمن غير إظهار هزيمته وموته وفساده وكذبه وعجزه وفشله، أشغل نفسه ومملكته بفساتين الفنانات وتسريحات الشواذ وخطوبة الراقصة فلانة وركلة حذاء لاعب الكرة علان، ونسي بول الناقة ونكاح الوداع ونكاح الجهاد. وعلى العكس من ذلك ورغم كل شيء، الجيش اليمني يتجدد والشعب اليمني يتجدد، كل شيء يمني جديد، كل شيء في اليمن من إبرة ضارب طلقة المسدس حتى الطيران المسير والصواريخ يستعيد روحه، ويكتشف ذاته، ويجدد قواه، كل ما هو يمني يتألق من جديد، بما لديه من كامن الإيمان والحكمة، وبما لديه من عمق الوجود، وبما يشع في أعماقه من نور فطري كاشف قادر على تبديد الظلمات مهما تكاثفت على جنبات الطريق.
* نقلا عن : لا ميديا

في الجمعة 14 يناير-كانون الثاني 2022 07:03:59 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4773