|
لا يكاد يمر يوم على محافظة الحديدة إلا ويطالها قصف طائرات العدوان الحربي أو التجسسي في خرق واضح لاتفاق السويد ، غارات شبه يومية موثقة بالصوت والصورة تشن على مرأى ومسمع البعثة الأممية التي لم أعد أفهم ما هي المهمة الموكلة إليها؟!! وما طبيعة المهام التي يجب عليها القيام بها ؟ !!! وما سر صمتها عن الخروقات والانتهاكات المستمرة من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم لاتفاق السويد ذات الصلة بوقف إطلاق النار في الحديدة ؟!!ولماذا لم نسمع أي إدانة أو بيان أو حتى تصريح تدين من خلاله البعثة الأممية احتجاز قوى العدوان السفن المحملة بالمشتقات النفطية رغم حصولها على تراخيص المرور من قبل الأمم المتحدة وفريق التفتيش التابع لها؟ !!
هل يعقل أن يظل المبعوث الأممي هانز غروندبرغ في غيابة الجب ، لا يعي ولا يدرك حتى اللحظة طبيعة المهام والمسؤوليات المنوطة به ، ليظل عاجزا عن اتخاذ أي خطوات إيجابية أو القيام بأي تحركات تقدمه للشارع اليمني كمبعوث أممي جاء من أجل الإسهام في تنفيذ اتفاق السويد وحلحلة ملفات الأزمة اليمنية الناجمة في مجملها عن العدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني ، من السخف الطريقة التي يتعامل بها هذا المسخ الأممي والتي تستوجب القيام بتحركات دبلوماسية يمنية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية التحرك الجاد لتصويب مساره وإلزامه القيام بالمهام الموكلة إليه .
لم نلمس منه الجدية في تحريك المياه الراكدة في ملف العدوان والحصار، حتى إحاطاته التي يقدمها إلى مجلس الأمن هي الأخرى مشبعة بالغموض والتناقض والمداهنة والدبلوماسية التي لا تضع المجتمع الدولي أمام حقيقة ما يجري والأطراف التي تقف حجر عثرة أمام التوصل إلى أي تفاهمات أو فرص لتحقيق السلام وإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وإنهاء معاناة أبناء شعبنا اليمني التي أوشكت على انقضاء عامها السابع ودخولها العام الثامن .
اتفاق السويد مكتوب باللغة العربية ومضامينه معلومة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا تحتاج إلى خبراء ومحللين لفك رموزها وشرح ما التبس منها ، الاتفاق واضح وعلى المبعوث الأممي الشروع في تنفيذه لتفادي انفراط عقده خصوصا في ظل الانتهاكات والخروقات المتواصلة لطيران العدوان والتي تمثل تهديدا خطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أشبعه العدوان ومرتزقته خرقا وانتهاكا منذ اللحظات الأولى التي أعقبت دخوله حيز التنفيذ ، الكرة في ملعب الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ، وعليهم التحرك الجاد من أجل تصحيح هذا المسار الأعوج والتحرك على الأرض لتنفيذ اتفاق السويد دون أي تلكؤ.
بالمختصر المفيد: الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن في ملف الحديدة يراهنون على عامل الوقت ظنا منهم أنه سيمكّن المرتزقة من التقدم وتحقيق أي إنجازات أو انتصارات في هذه الجبهة أو تلك ترفع معنوياتهم وتمنحهم بعض الأوراق التي قد يستخدمونها للضغط على القوى الوطنية ، وهو رهان خاسر لا محالة وقد جربوا ذلك مرارا وتكرارا وباءت كل رهاناتهم بالفشل الذريع ، لذا فالفرصة اليوم متاحة أمام المبعوث الأممي للتحرك بجدية والعمل على تثبيت قرار وقف إطلاق النار في الحديدة وتفعيل بعثة الرقابة الأممية في الحديدة لتقوم بمهامها ومسؤولياتها ، ما لم فعليهم أن يتحملوا أي نتائج كارثية قد تترتب على انهيار اتفاق السويد بشأن الحديدة الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في الجمعة 14 يناير-كانون الثاني 2022 07:06:00 م