|
«حرية اليمن السعيد» هو اسم العملية التي أعلن عنها تحالف العدوان على اليمن.
هذه العملية كانت ستتم فعلاً لو أن تحالف العدوان تركنا نوقع الاتفاقية الناتجة عن حوار موفنبيك بعد مئات اللقاءات وبعد حوار مستفيض لكل نقاط الخلاف الأساسية والمتفرعة.
علماً أن تحالف العدوان قام بالاعتداء على اليمن عشية توقيع الاتفاقية، وأفشل كل الجهود بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من الحل النهائي، وهذا ما أكده جمال بن عمر، المبعوث الأممي الأسبق، وكان العدوان الأول الذي يحصل على موافقة بقرار أممي بعد الاعتداء وليس قبله، لأنهم أرادوا استباق توقيع الاتفاقية، مثل هذا العدو الأزلي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون سببا في حرية وسعادة اليمنيين.
كما أن الموضوع عبارة عن محاولة لشرعنة نهب الثروات واحتلال أهم المواقع الجغرافية، وهو الهدف الأساسي من هذا العدوان، فالعدو يحاول السيطرة على ثرواتنا عبر ما سمي «إدارة موارد اليمن»، وصحيح أن عدونا ينهب ثرواتنا منذ أعوام إلا أن ذلك كان يتم بالتواطؤ والخيانة والجديد في الموضوع هو محاولة شرعنة النهب، وإطلاق عملية «حرية اليمن السعيد» هي إحدى الخطوات نحو تنفيذ الهدف لاسيما بعد أن وصفوها بـ»التنموية»، وأنها لا تشمل عمليات عسكرية.
ووصل الكذب بهم إلى أن وعدوا أن تكون اليمن جزءاً من أوروبا الجديدة، أي جزءاً من الخليج الذي في طور التحول إلى بلد أوروبي من حيث التطور والبناء والمواكبة والتنمية، حد قولهم، بينما الحقيقة تقول بأنهم ماضون نحو الحضيض بعد الاستنزاف المالي الرهيب الذي حدث لهم جراء العدوان على اليمن.
ما يريدون قوله من خلال هذه العملية هو أن اليمن بخير، لكنه كان يفتقر للإدارة، وهذه هي المهمة التي سيقومون بها «إدارة الموارد»، وهي خطة خبيثة للغاية يجب التنبه لها، فقد يقومون ببعض المشاريع التافهة والتنمية الوهمية بأموال لا تشكل حتى جزءاً بسيطاً جداً من ثرواتنا التي ينهبونها، لكن الأمر سيبدو أنه معونة ومساعدة، ومضي نحو الأفضل، وذلك ليس لأنه فعلاً أفضل، وإنما لأن العدوان جعل الشعب يعيش أسوأ كارثة إنسانية عالمياً، وأي تحسن مهما كان بسيطاً جداً سيكون بمثابة النور، وقد تعود معه عبارات الشكر والمدح لبني سعود وزايد باعتبارهم منقذين، في نظر البعض.
وهو ما يعد مغالطة تعكس صورة مغلوطة وتجعل الناس يظنون أن السعودية والإمارات منقذون، بينما هم أساس ورأس كل مصائب اليمن، والواقع يفضح أكاذيبهم، فلو كان فيهم خير لظهر منذ سبعة أعوام، بل لظهر منذ عقود، أي منذ الوهلة الأولى التي أصبح فيها نظامنا اليمني تابعاً وخانعاً لهم، وبالنظر إلى الواقع الحالي سنجد أنه لا وجه للمقارنة بين المناطق التي يسيطرون عليها ومناطق جغرافيا السيادة الوطنية.
ولاحظوا ما يحدث بعد قيام الجيش واللجان الشعبية بتحرير أي منطقة، الطريق تصبح آمنة، الدولار ينخفض، الخدمات تتوفر، الأمن والأمان يعم المنطقة... إلخ.
فمن يريد حرية وسعادة اليمنيين؟
هل هم مطلقو عملية الوهم المسماة «حرية اليمن السعيد» أم من حمل على عاتقه مواجهة أبشع عدوان كوني شهدته البشرية؟
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 15 يناير-كانون الثاني 2022 07:03:59 م