|
بكل وضوح، ظهر جلياً الجانب الأخلاقي السامي والرفيع الذي حدده الله عز وجل في كتابه الكريم، موجهاً عباده الصالحين والمؤمنين في مسألة اتخاذ قرارات ومواقف المواجهة الحاسمة ضد أعدائهم وخصومهم، وبهذا النهج القرآني السماوي الذي تتبعه القيادة الثورية اليمنية ممثلة بالسيد القائد (حفظه الله) تجسد هذا النهج القرآني اليوم في عملية «إعصار اليمن» التي نفذتها صاروخية الجيش واللجان الشعبية ضد دويلة الإمارات، وهذا ما أكدته لفظاً وكتابة أولى عبارات البيان الصادر عن القوات المسلحة اليمنية بقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: «فَمَنِ اعتَدَى عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَیهِ بِمِثلِ مَا اعتَدَى عَلَیكُم».
من هذا المنطلق وهذا النهج الأخلاقي المرتبط بأوامر وتعليمات وتوجيهات كتاب الله، انطلقت عملية «إعصار اليمن» ضد كيان العدو الإماراتي صباح الاثنين 17 كانون الثاني/ يناير 2022. وقد يتساءل البعض: لماذا التأخير؟!، أو يكيل التهم التي يروج لها الطابور الخامس لحزب الخونج، أن هناك تنسيقاً مع الإمارات وعفافيش أحمد وطارق، ومن هنا تحديداً تبدأ العملية الأخلاقية للقيادة الثورية اليمنية، وخاصة بعد أن أعلن العدو الإماراتي قبل أعوام انسحابه التام من الحرب على اليمن، وهنا تعاملت القيادة الثورية مع الإعلان الإماراتي بحذر وحيطة ـدينياً وسياسياً وعسكرياًـ التزاماً بأخلاق وتوجيهات وتعليمات كتاب الله، حتى يظهر ويبين اعتداؤها بعد ذلك علناً، والذي ظهر قبل أيام على ظهر السفن الإماراتية المعتدية على المياه الإقليمية اليمنية وهي محملة بالسلاح والعتاد العسكري لاحتلال وغزو اليمن، فكانت الضربة الأولى هي الاستيلاء على سفينة «روابي» الإماراتية والتي لا تزال محتجزة لدى الجيش واللجان في الحديدة حتى اللحظة.
إن القيادة الثورية اليمنية لم تكن «نايمة على ودانها»، ومصدقة لكيان العدو الإماراتي، وخاصة أن إعلان انسحابه من اليمن، لحقه التطبيع الفوري مع «إسرائيل»، معتقداً أن حيلة إعلانه الانسحاب قد انطلت على قيادتنا، التي كانت ترصد وتتابع كافة التحركات الإماراتية وعن كثب، باعتبارها تحركات صهيونية. كان الانتظار فقط حتى استحقاق الإذن بتوجيهات وتعليمات كتاب الله: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»، فكانت عملية «إعصار اليمن» التي دكت أركان دويلة كيان العدو الإماراتي واستهدفت مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في المصفح وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة، وتمت العملية بتوفيق الله بخمسة صواريخ باليستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة، حسب ما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية.
لم يأت استهداف دويلة الإمارات إلا بعد التحرك الإماراتي الأخير في اليمن، وخاصة في البحر وفي الساحل الغربي وفي شبوة. هذا التحرك أعادها للواجهة والمواجهة فأصبحت غير آمنه، فكان القرار الأخلاقي لقيادتنا الثورية الذي يتبع نهج وتعليمات وتوجيهات الله، وبعد ثبوت أن السفينة الإماراتية «روابي» لم تكن تحمل شحنة «تمر هندي»، بل عتاداً حربياً للاعتداء والحرب، وفي مياه اليمن وداخل أراضي اليمن، وتحريك وتمويل وتسليح إماراتي علني لقوات ما تسمى «العمالقة» في محافظة شبوة اليمنية، ونحن كشعب يمني لا نملك إلا ثقتنا بعد الله سبحانه وتعالى، بأن لدينا قيادة ثورية مرتبطة بالله وبتوجيهاته وتعليماته، قيادة تؤكد لنا وللعالم كله مراراً وتكراراً أننا أمام عدوان فاقد للأخلاق والشرعية والمشروعية، وليس أمامنا إلا أحد خيارين: إما أن ننتصر وإما أن ننتصر، بعزة ونصر وتمكين رب العالمين ووعي وأخلاق ومشروع قيادتنا.
إن مشروع التغيير الأخلاقي والعسكري الذي تنتهجه القيادة الثورية اليمنية في خارطة المواجهات في الداخل ومع الخارج لن يغير حقيقة الحرب العبثية والفاشلة لتحالف دول العدوان (الأمريكي والبريطاني والصهيوني والسعودي والإماراتي) على اليمن، لهذا لم يعد يخالط الشعب اليمني ذرة شك أن قيادته الثورية وقواته العسكرية، وبتوجيهات وتعليمات كتاب الله وبتأييد الله القوي العزيز، جاهزة أخلاقياً وسياسياً وعسكرياً في البر والبحر والجو للتعامل مع كافة تحركات وحيل وكذب وتضليل وعنجهية وصهيونية كيانات تحالف دول العدوان والحصار على اليمن.
وهنا يقول الشعب اليمني بالفم المليان لكل الإدانات لعملية «إعصار اليمن» وضرب اليمن للإمارات: نحن لا نعتدي على أحد إلا بمثل ما اعتدى علينا كما أمرنا الله «فَمَنِ اعتَدَى عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَیهِ بِمِثلِ مَا اعتَدَى عَلَیكُم»، والإمارات اعتدت علينا ونحن نرد وسنرد عليها، ونحن لا ننتظر الإذن أو التوجيه من أحد، لأن الله سبحانه وتعالى قد أذن لنا «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 26 يناير-كانون الثاني 2022 12:30:33 ص