أبناء المعاقين ..فخرٌ أم خجل من آبائِهم ؟
مياده العواضي
مياده العواضي

تمرّ المشاعر الإنسانية كالأبوة – خاصة لأولئك الأشخاص الذين لديهم إعاقة – كبقية المشاعر بفترات شدّ وجذب فترى بعض أبنائهم يمكن أن يمروا بمراحل نكران لإعاقة أباءهم.

في بداية إدراك الأولاد , تُحيّر تساؤلاتهم الكثيرة أباءهم من ذوي الإعاقة ,ويجدون صعوبة في الإجابة عنها ولكن ينصح العديد من الأخصائيون في التربية الخاصة أنه من المهم أن يصارح الآباء أبناءهم عن كل ما يخص إعاقتهم , حينها يتقبل الأبناء فكرة الإعاقة منذ البداية والتعامل معها، وبالتالي تتسهّل مهمة الأسرة وإنشائها على مبادئ سليمة.

في البدايات وخاصة عند دخول الأولاد إلى المدارس يبدأ التخوّف لدى الأشخاص ذوي الإعاقة من شعور أبناءهم بالخجل أمام زملائهم، ولكن يتفاجأ الكثير منهم بعكس ذلك .

وقد يتساءل البعض عن مرحلة إدراك الأطفال لإعاقة أباءهم ! .. إذ في  مرحلة الطفولة, يبدأ الطفل باكتشاف العالم الخارجي ويتفاعل معه، ومن هنا يبدأ بعمل مقارنات بين ما يراه في المنزل وبين ما يشاهده في الخارج ويشعر أن هناك اختلاف فيما يخص والديه.

ولهذا يجب على ذوي الإعاقة أن يُحسنوا تربية أبنائهم والتكلم معهم بكل صراحة عن إعاقاتهم، وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة يحتاج الى الاهتمام والرعاية، وبالتالي تكون حدة التناقض في شخصياتهم أقل.

المرحلة الثانية : هي الممتدة من الصف الأول الابتدائي إلى الصف السادس، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل اكتشاف شخصيته فيجب على الآباء منحهم الثقة وذلك بالشرح لهم عن مدى التعب والمعاناة التي مر بها آبائهم من ذوي الإعاقة وإدخال مفهوم وجود الفروقات في
الأشخاص منذ الصغر وذلك لتسهيل تقبّله فيما بعد لاختلاف والده عن بقية الآباء.

المرحلة الثالثة: مرحلة المراهقة وهي من أصعب المراحل للآباء والتي يمر فيها أبنائهم بمراحل نكران وجحود لتضحيات الآباء من ذوي الإعاقة طوال سنين وذلك يمكن أن يحدث مع جميع الآباء، ولكنها تكون أكثر بالنسبة للمعاقين منهم.

ومع مرور الوقت سيلاحظ الآباء ذوي الإعاقة تقبل أبنائهم لإعاقتهم واختلافهم، وسيأتي التقدير في مراحل متقدمة من العمر، وسيجد هؤلاء الآباء صعوبة في البدء في الشعور بفخر الأبناء ..ولكن مع الوقت يبدأ شعور الإمتنان من كل ما فعله أبويه على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهها الآباء.

قد يعتقد الآباء من ذوي الإعاقة أن هناك الكثير من التفاصيل التي تتعلق بالبيئة المحيطة قد تُشعر ذوي الإعاقة بالعجز، والتي قد تؤثر على أدائهم تجاه أبنائهم ,ولكن بالرغم من تلك الحواجز فإنهم يحاولون مجاراة أبناءهم في جميع أنشطتهم الحياتية المتعـدّدة ,وبإيمانهم بأن الإعاقة لا تمنع الشخص في أن يكون إيجابي في علاقته مع أسرته, فالكثير من الأشخاص استطاعوا مع أسرتهم تجاوز الكثير من المحن.

لذا يرى الكثير من الأبناء أن أباءهم من ذوي الإعاقة لم يحرموهم من أي مميزات يحصل عليها أي طفل، حين يشاطرونهم يومياتهم وأفكارهم المتجددة ويكسرون حاجز العزلة بالخروج مع أبنائهم للشارع سواء للتسوق أو المتنزهات ( حيث التوجس والريبة من ردة الفعل ) حينها يشعرون بالإندماج مع المجتمع ولا يشعرون بأي حرج مع أبنائهم الذين يستشعرون معنى حميمية العاطفة الأبوية ومدى نتائجها الإيجابية التي تنعكس على الجميع .

 

* نقلا عن :السياسية 


في السبت 29 يناير-كانون الثاني 2022 11:55:56 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=4834