|
هل يعقل، وبعد 7 سنوات من الحرب، أن نهرع لانتشال الضحايا والعالقين تحت الركام، بتلك الصورة العفوية البدائية، والارتجالية العشوائية، وبالأيدي المجردة والأفكار العارية؟!
ألم نكتف من خذلان العالم لنا، لنشاركه هذا الخذلان بحقنا؟!
ألم تكن المدة والتجربة كافية لنراكم خبراتنا وقدراتنا، تخطيطا وتنظيما وتدريبا وتجهيزا، لنمتلك دفاعنا المدني، كأولوية حياة ومسؤولية بقاء، وكما يليق بحجم استهدافنا وتكرار كوارثنا على امتداد يومنا وشهرنا وعامنا؟!
لا ملاجئ لنا ولا صفارات إنذار، لا بأس فهذا قد يصعب علينا، أما أن يكون اليوم الأول «حرب» كالأخير، في كم ونوع طواقم وتجهيزات الإنقاذ الطارئ، وسرعة تواجدها وكفاءة أدائها، وانتشارها «المفترض، خارطيا على مساحة وجودنا المدني، فذلك ما لا يمكن فهمه وتبريره!
نؤمن بالله وندعوه اللطف والسلامة، لكن علينا أن نمتلك الإرادة العاقلة والوسيلة العملية، ونعمل غاية جهدنا، لتحقيق ما ندعوه به ونرجوه منه، ما لم تحول التوكل إلى تواكل!
والمعادلة بسيطة: نطلق الصواريخ دفاعا عنا، فماذا وكيف نعمل دفاعا عنا عندما يطلقون الصواريخ علينا؟! ...
حاجتنا للدفاع المدني المأمول، ليست فقط ضرورة حرب، بل لازم سلام، وليست أحداث الغرق في» السايلة» والوديان، والحرائق وانفجار أسطوانات الغاز، في الأحياء المكتظة بالسكان، ليست عنكم ببعيد!
كم مرة علينا أن نموت لنتعلم درس الحياة؟!
والله المستعان!
هذا ودعواتكم للطفل «ريان» بالسلامة والنجاة من قعر البئر، فنحن أكثر بلاد الله شعورا بمعاناة طفل عالق في أخدود الظلام، وإحساسا بقلب أم وأب لا يكف عن ألم الخفقان!
وليس العالم منافقا لأنه يهتم لريان، بل لأنه لم يفعل مع كل طفل، عالق تحت الركام وربما للأبد، وبجرم إنسان، في دمشق.. سنبان أو حافلة ضحيان! الإنسان أولاً إنسان!
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 05 فبراير-شباط 2022 08:02:39 م