|
بعد سبع سنوات من الاستنزاف الأمريكي والدولي لخزائنها وثرواتها، هل سألت دول العدوان نفسها: ما الذي تحقق طوال هذه السنوات من العدوان على اليمن؟!
لا شيء، سواء على المستوى الاقتصادي، أو الأمني، أو المجتمعي.. لا شيء سوى أن صورة السعودية اهتزت أمام العالم، وأن سوأتها العسكرية انكشفت بكل هشاشتها، وعرف جميع المتربصين بها من أين تؤكل كتفها.
الغطرسة التي بدأت بها السعودية عدوانها لم تعد متوفرة بعد تمريغ أنفها في التراب، حتى المؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها الناطق باسم العدوان لم تعد بذلك الزهو والغرور الذي كان يملأ شاشات التلفزة وعناوين الصحف. أما الثقة التي كان يتحدث بها ناطق العدوان فلم تعد موجودة، فقد أصبح صوته مهزوزاً ومرتعشاً بعد كل ضربة، وصار هو وأمراؤه يناشدون العالم إيقاف ضرباتنا، وإدراجنا في قائمة الإرهاب.
حين تكون في الصدارة، وترى أنك تتراجع كل يوم، يجدر بك أن تفعل شيئاً لإيقاف هذا التراجع، وأن تبحث لنفسك عن أقرب منعطف لتسلك منه طريقاً أخرى كي تحافظ على المستوى الذي وصلت إليه لتتلافى نفسك من السقوط. لكن أن تظل تتراجع باستمرار وأنت تأمل أن تعود إلى القمة فهذا لن يحدث، لأنك لم تفعل شيئاً سوى السقوط، معتمداً على كبريائك وغرورك وأموالك ومناصريك الذين سيخذلونك قبل أن تصل إلى القاع. لأن من توهَّم أنه في القمة سيكون سقوطه مدوياً ومؤلماً.
هذا هو حال السعودية.. تتراجع كل يوم دون أن تبحث عن خط رجعة، لأنها تعتمد على خزائنها المكتظة في شراء كل شيء يعيدها إلى القمة. لكن هذا لن يحدث، لأنها ستجد نفسها فجأة عاجزة عن تسديد ديونها الكثيرة، فالفاتورة اليمنية باهظة، ولن تستطيع تسديدها. وحتى لو عاد كل شيء إلى سابق عهده فقد انقطع حبل الود الواهي الذي كان يربط السعودية باليمن، فقد أصبحنا نتعامل مع هذه المعركة على أنها معركة مصير.. أما الأمر الذي سيظل مستحيلاً فهو أن يعود الود بيننا وبين بني سعود الذين أصبحت نظرتنا لهم كنظرتنا للصهاينة. ولن تنفع أي مفاوضات للسلام، لأن اليمني لا يفاوض على كرامته.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 21 فبراير-شباط 2022 12:11:36 ص