|
تحرك الشهيد القائد (سلام الله عليه) بدافع المسؤولية من منظور إيماني بحت، حثته عليه تربيته الإيمانية وبيئته المفعمة بعلوم الدين والمعارف. كما أن واقع الأمة المتدهور هو الذي جعله يتخذ موقفاً شجاعاً في وقت نام فيه الضمير العربي، أو الديني بالأصح، واضمحلت فيه المبادئ والقيم، وبات الفكر الغربي مسيطراً على الشعوب، وأضحت المواقف على إثر ذلك هزيلة وخانعة وذليلة للغرب، أعداء الدين، فشكل ذلك انحرافاً عن الدين وعن المفاهيم، وهوة سحيقة لا مناص من الوقوع فيها، وجاء حسين العصر في هذا الوقت الحساس لينتشل العقول من تلك الهوة ويعزها بالإسلام.
أيقظ المفاهيم الدينية التي علاها الغبار وباتت كما يقال «دقة قديمة»، وكان لهذا التحرك الجدي والموقف الشجاع أثر كبير على الأمريكان، كون الشهيد القائد عراهم، وكشف خبايا كان الكل يجهلها أو بالأصح يتجاهلها عنهم، استفزهم هذا التحرك فأسرعوا كي يخمدوه في بدايته، شرعوا بتحريك أدواتهم، ومنها النظام السابق الذي كان موالياً لهم، وبينهم مصالح متبادلة، فهذا النظام وبكل ما أوتي حارب المشروع القرآني، لكن التأييد الإلهي كان مرافقاً لهذا الرجل العظيم الذي جعله الله بداية للنور الذي ولج أنفس الكثيرين وتسرب دون توقف إلى أن وصل إلى ما لم يكن في الحسبان.
كان تحرك أمريكا رغم ثقله ورغم حجم الوقت الذي استغرقته فيه تحركاً فاشلاً ولم يصل الأمريكان إلى مبتغاهم. حثوا خطواتهم لأجل أن يطفئوا ذاك النور، لكنه كان في كل مدى ينتشر، وكانت أدواتهم الرخيصة قد نجحت في اغتيال السيد القائد العلم، لكنهم لم يغتالوا مواقفه ولا مشروعه، حيث كانت ملازمه ومحاضراته قد انتشرت بين الناس، فعم النور وتشرب الناس من ذاك العذب الزلال، استقوا العلم والمعارف والمفاهيم العظيمة التي كانت بمثابة الدواء الشافي للأمة الإسلامية العليلة، بث الشهيد القائد بوعيه حياة جديدة جعلت روح القرآن تتنفس من جديد بعد أن كانت قد وهنت في قلوب كل المسلمين.
اليوم وبعد أن انتشرت المفاهيم القرآنية التي كانت قد غابت وغيبت عنا كمسلمين وبعد أن ساد الهدى أصبح الناس متسلحين بالإيمان، وهذا ما جعلهم يواجهون العدوان بثبات وعزم وبذلك هزموا الجمع.
أضحى الوعي والإيمان أقوى سلاح فتاك هزم أسلحتهم الحديثة، وها هو الشعب اليمني ينتصر بإيمانه بهذا المشروع الذي يحمل قيماً ومبادئ لا تخرج عن شرائع الدين ولا تحيد عنها، بل إنها منصوصة منه.
في الإثنين 21 فبراير-شباط 2022 07:37:53 م