|
حاوره/ وليد مانع / صحيفة لا -
بالنسبة له، لا فن للفن؛ وإنما الفن قضية. منذ بدء العدوان في العام 2015، حمل أحمد قضية وطنه وحلّق بها في مختلف أنحاء العالم الافتراضي، كمرآة أظهرت القضية في أنحاء العالم الموضوعي. لم تعقه الصعوبات، ولم تثنه المخاطر؛ فلا خطر أشد من العدوان على اليمن.
ارتعاشات الخوف والفزع في عيون الأطفال أثناء الغارات الجوية العدوانية تختلج في صدره ونفسه، وتلهمه إبداعاته. إبداعات صادقة كان لا بد أن تجد صداها في الضمائر الحية والنفوس النقية؛ فارتفعت لوحاته في الكثير من بلدان العالم، من بريطانيا، إسبانيا، مرورا بكندا والولايات المتحدة، وحتى تشيلي في أمريكا اللاتينية...
الجرافيكس، والصورة، سلاحه، ووسيلته التي نجح من خلالها في إيصال رسالته إلى العالم، قبل حتى أن يتمكن من إيصال رسالة أخرى إلى الداخل، وإن تغير الحال بعد ذلك.
صحيفة «لا» التقت فنان التصميم أحمد جحاف، وكان لها معه هذا الحوار.
الرسم بأسلوب أكثر تطوراً
أهلا وسهلا بك أستاذ أحمد، ونود أولاً أن تحدثنا والقارئ الكريم عن فن الجرافيك، ما هو؟
الجرافيك ديزاين (Graphic Design) هو أسلوب فني بصري يرتكز إلى الصورة الثابتة، ويهدف إلى إيصال فكرة معينة إلى الجمهور المستهدف، عبر تصميم أو مجموعة من التصاميم، وذلك باستخدام العديد من الأساليب التي تؤدي في نهاية الأمر إلى الخروج بعمل فني يخدم الرسالة المُراد إيصالها.
ويمكن اعتباره الشكل الأكثر تطوراً وحداثة من فن الرسم، الذي كان سابقاً يلجأ إليه البعض للتعبير عن أفكاره باستخدام الريشة والألوان. أما اليوم ومع التطور التكنولوجي الكبير، تحول الأمر بهذا المجال من استخدام الريشة والألوان إلى استخدام أدوات أخرى أكثر تطوراً بفضل التقدم التقني الحاصل.
أصبح الجرافيك مهماً جداً في جميع الأعمال والفعاليات، خصوصاً أن المجتمع أصبح مهتماً جداً بمواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت مصدراً لحصول الجميع على المعلومات، وأيضاً كما يعلم الجميع أن أي عمل إعلامي يتطلب مصمم جرافيك في التلفزيون أو الصحف أو حتى على الإنترنت. فقد أدرك العالم أهمية الجرافيك ديزاين في كافة المجالات والأعمال.
إظهار قبح المعتدين
كيف وجدت نفسك في هذا الفن؟ بمعنى ما الذي دفعك لاختيار هذا الفن تحديداً؟
في الـ26 من آذار/ مارس 2015، أعلن من واشنطن العدوان على بلادي، من قبل تحالف بربري بقيادة المملكة السعودية والإمارات، وبدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. لم أستطع حينها الوقوف مقيد اليدين، ولهذا قررت أن أسخر عملي وموهبتي في المقاومة، مقاومة هذا العدوان، وهذا واجب وطني وإنساني. على كل يمني أن يسخر إمكانياته في مواجهة هذا العدوان، فالحرب ليست فقط عسكرية، بل تشمل كل المجالات، عسكرية واقتصادية ونفسية وإعلامية... وغيرها.
وبسبب العدوان على اليمن وتداعياته والحصار الإعلامي الذي تسبب في تغييب الصورة الحقيقية عما يحدث في اليمن، قررت أن أترك التصاميم التجارية، مثل الشعارات واللوحات والملصقات وغيرها، وبدأت بتصميم ما يحدث حولي لنقل صورة عن حقيقة ما يرتكبه هذا التحالف الإجرامي، وإدانة السكوت الأممي والعالمي إزاء المجازر البشعة وتدمير اليمن أرضا وإنسانا وحضارة. لهذا فقد تغير مجال عملي وبدون اختياري من مصمم جرافيك إلى مراسل ميداني يتحدث عن الحرب المنسية، ودائماً ما أبلغ عن الغارات الجوية وجرائم الحرب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر.
لقد استخدمت التصاميم لمواجهة العدوان، لأني أردت أن أظهر للعالم ما يحدث في اليمن. قمت بتنفيذ ما يقارب 3000 تصميم ثابت ومتحرك وغيره. فأنا أشعر بأن الفن المرئي يوصل الرسالة للآخرين بشكل أسرع وأسهل. أصبح التصميم (الجرافيك) موهبة بالنسبة لي. قبل ذلك لم أكن أفتخر بعملي، لكني بدأت أفخر به كثيراً بعد أن وجهته لخدمة وطني العزيز والمعتدى عليه. أحاول قدر المستطاع إظهار قبح المعتدين، ونقل صورة عما يحدث في اليمن بينما يشاهدنا العالم بصمت. وهذه هي وسيلتي في المقاومة والاحتجاج على الظلم في الحرب المنسية عمداً.
الجرافيك أفضل في إيصال الرسالة
هل حصلت أعمالك على التأثير المرجو؟ بمعنى هل تمكنت من إيصال رسالتك من خلال هذا الفن؟
الفن المرئي أو الصورة هي أفضل طريقة بالنسبة لي للمقاومة، وفن ضمن العديد من الفنون المتنوعة؛ الفن في الحرب، الفن خلال الحرب، الفن بسبب الحرب، الفن ضد الحرب... أنا أحاول باستخدام هذا الفن المرئي إعطاء شكل ملموس لدور الفن في الوقوف ضد الحرب على بلدي؛ لأنه إذا لم يكن الفن موجوداً للتحدث نيابة عن الناس أثناء ظروف الحرب، فمتى يظهر إذن؟!
إن استخدام الفن المرئي والبسيط يجعل الرسالة تصل للآخرين بشكل أسرع وأسهل، ولهذا يحب الكثير من الناس في هذا العالم، وبخاصة في الغرب، رؤية الفن المرئي، مثل الجرافيك أو الرسم، أفضل من الصور الفوتوغرافية، التي قد تحتوي على مشاهد مؤلمة جداً؛ لهذا كان العديد من الناشطين في الخارج يفضلون أن يتداولوا صورة جرافيك أو رسوما كاريكاتورية عن إحدى المجازر مثلاً بدلاً من الصورة الفوتوغرافية الحقيقية والتي قد تحتاج أحياناً إلى نص لشرح محتواها وأسبابها وغير ذلك؛ لهذا وجدوا أن الفن المرئي أسهل وأفضل.
لذا باستخدام عمل فني واحد يمكنك شرح رسالة لا تستطيع مئات الكلمات شرحها. وعندما تنشر هذا العمل الفني عبر الإنترنت، فإنك تصل إلى ملايين الأشخاص في أي مكان في العالم.
وأعتقد أني استطعت إيصال الرسالة المطلوبة بهذه الطريقة، فقد استطعت عبر الفن المرئي الوصول لعدد كبير من وسائل الإعلام والصحف الغربية، وتحدثت معهم في عدة مقابلات ولقاءات عن سبب استخدامي لهذا الفن وعن الدماء التي سفكت في بلدي وعن صمت العالم المخزي وعما حدث ويحدث في اليمن، ووجهت العديد من الرسائل لحكوماتهم وطالبتهم بوقف دعم هذا التحالف الإجرامي، وشرحت لهم أننا في اليمن نعتبر حكوماتهم شريكة في المجازر البشعة في اليمن، وأنهم كشعوب أيضا مشاركون في سفك دمائنا إن صمتوا ولم يتحدثوا عن الحرب المنسية والقذرة. وفعلا تجاوب الكثير من الناشطين والمنظمات مع هذه الرسائل، والحمد لله نفذ العديد منهم وقفات احتجاجية وندوات ومعارض فنية عن الحرب والحصار والصمت المخزي إزاء العدوان على اليمن.
في 30 ثانية
هل عملت مع وسائل إعلام في هذا المجال؟
نعم، لقد عملت مع قناة «الاتحاد» ومع قناة «الساحات» في بيروت كمصمم جرافيكس عامي 2006 و2017، ومن ضمن أعمالي كنت أنفذ فقرة يومية (30 ثانية) في نشرة الأخبار بعنوان «صورة اليوم» تحكي عن أبرز حدث في النشرة باستخدام الـ»موشن جرافيك» (Motion Graphic).
تأثير سلبي وإيجابي
هل طبيعة عملك الإعلامي اليوم تؤثر في فنك الجرافيكي؟
بالتأكيد تؤثر، سلباً وإيجاباً، فالتأثير السلبي أنه كما تعلمون الأحداث هنا متسارعة، وكل يوم لدينا حدث كبير على المستويين المحلي والإقليمي، وهذه الأحداث بالتأكيد تأخذ معظم وقتك إن لم يكن كل الوقت. أما التأثير الإيجابي فمن خلال عملي الإعلامي أصبحت أقرب إلى الحدث والمعلومة، وهذا أهم المعطيات التي تساعد المصمم في تنفيذ عمل، يكون أقرب للحقيقة.
رسالتي صمود ومظلومية
هل هناك عمل جرافيكس معين وبحد ذاته تفتخر بأنه من أعمالك، أكثر من غيره؟
نعم، لديَّ عملان بسيطان أفتخر بهما أكثر من بقية الأعمال، الأول يحمل رسالة صمود، والآخر يحمل رسالة مظلومية.
الأول هو الشعار الرسمي لمناسبة ذكرى مرور 4 أعوام من الصمود في 26 آذار/ مارس. والثاني عمل بسيط جدا ولكنه يحمل رسالة مؤلمة، وهي عبارة عن خريطة اليمن وبداخلها صورة مؤلمة للأم حمدة من مأرب والألم الذي في عينيها بعد أن استهدف العدوان منزلها في صرواح وقتل معظم أولادها. هذا التصميم فاز في مسابقة لمنظمة أوكسفام عن أبرز صورة تعبر عن معاناة المرأة اليمنية خلال فترة الحرب لعام 2018.
الأطفال مصدر إلهامي
ما الذي تظن أنه أهم مصادر إلهامك الذي يلهمك الأفكار؟
الأطفال وكلامهم عن الحرب ولحظات الخوف في عيونهم أثناء الغارات، ولهذا لديّ العديد من التصاميم عن الأطفال والحرب.
فن من الحرب
هل شاركت في معارض؟ وهل توثق أعمالك؟
نعم، شاركت في العديد من المعارض الدولية، أهمها كان معرضا خاصا بالدعوة إلى وقف صفقات بيع السلاح في بريطانيا بعنوان (Art the Arms Fair) في العامين 2018 و2019.
أما بالنسبة لتوثيق أعمالي فأنا أقوم بتوثيق العمل ونشره عبر موقعي الشخصي (www.ajahaf.com). كما قمت بإعداد كتاب يضم أهم الأعمال بعنوان «فن من الحرب»؛ ولكن لم أتمكن من طباعته حتى الآن، وأتمنى أن يرى النور قريباً.
استهداف الغرب
هل واجهتك صعوبات في إيصال رسالتك؟ وهل تلقيت مساعدة أو دعماً؟
قبل أن أتحدث عن الصعوبات يجب أن أوضح لك وللقارئ الكريم أنه يجب أن نعلم أن هناك فرقاً بين الرسائل التي تكون موجهة للداخل والرسائل الموجهة للخارج، وأيضا هناك اختلاف عندما نوجه رسالة للخارج في الخليج مثلاً وعندما نوجه رسالة للخارج في أوروبا. على سبيل المثال: عندما أوجه رسالة إلى الشعب البريطاني يجب أن أتحدث عن المظلومية فقط، وأتجنب الحديث عن القوة والصمود، وكذلك يجب أن تكون رسالتي عن الدور البريطاني في العدوان، والأهم تجنب أي إشارة إلى العدو الصهيوني. لقد وصلتني رسائل كثيرة من ناشطين في بريطانيا كانوا يأسفون لأنهم لا يستطيعون نشر أو الحديث عن حدث معين نذكر فيه «إسرائيل»، لأن ذلك قد يسبب لهم مشاكل كبيرة. في المقابل عندما أوجه رسالة للداخل اليمني فلا بد أن أعزز عزيمة الصمود والمقاومة. هذا ما أقصده بوجوب تنوع رسائلنا حسب الفئة المستهدفة.
كانت معظم أعمالي تحمل رسائل بشكل أساسي عن المظلومية، لأني من خلال عملي أحاول أن أستهدف الشعوب الغربية، ولهذا كنت فقط أتحدث عن المجازر والمظلومية والحصار والفقر وأننا شعب ضعيف ونواجه أكبر دول النفط والاستكبار وأكبر ترسانة سلاح، ونحن في المقابل لا نملك شيئاً... كان هناك في الداخل من لا يعجبه هذا، ولا يناسبه إيصال صورة الضعف والعجز، فكنت أواجه العديد من رسائل السخط والانتقاد.
أما الدعم فقد حصلت على دعم معنوي كبير وتشجيع من العديد من الناشطين والحقوقيين والإعلاميين في معظم دول العالم، وبالذات من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، منذ بداية عملي في هذا المجال حتى يومنا هذا.
واسمح لي عبر صحيفة «لا» أن أتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساند ووقف مع مظلومية اليمن منذ اليوم الأول وضد العدوان حتى يومنا هذا. واسمح لي أن أخص بالذكر الناشطة الحقوقية التشيلية كوني دي ويت، والناشط البريطاني سام ولتون، والناشطة عزة روجبي في كندا، والناشطة داناكا في شيكاغو، والقائمين على الحملة ضد تجارة الأسلحة في بريطانيا (CAAT - Campaign Against Arms Trade).R36;
تعرضت للتهديد والتحريض من السعودي «الغاوي»
وهل من مخاطر تعرضت لها بسبب هذا العمل؟
نعم، ومن المخاطر التي واجهتها، وربما تكون خطرة نوعاً ما، هي رسائل التهديد ومنشورات التحريض التي استهدفتني أنا وأسرتي من صحفيين وناشطين سعوديين وأجانب يدعمون السعودية والإمارات، وآخرين مرتزقة من أبناء بلدي للأسف.
لعل آخر تلك التهديدات والتحريض كان من صحفي سعودي يدعى «الغاوي»، الذي نشر أكثر من تغريدة مع مجموعة من صوري الشخصية، وأني أعمل كرسام كاريكاتير للتمويه على عملي الحقيقي كمسؤول للإعلام الحربي، ومنسق للتواصل مع الإعلاميين الغربيين، وضمن خلية إيرانية، ومدير مكتب السفير الإيراني، وأملك أموالا طائلة وسيارات جاءت عن طريق تهريب المخدرات والسلاح... وغير ذلك من التخرصات والافتراءات. وقد نشر أحد مرتزقتهم كلاما مشابها لهذا قبل ثلاثة أعوام.
ورغم ما يمكن أن يمثله ذلك من خطورة نسبية، فإنه لا يزيدني إلا عزيمة وإصرارا على الاستمرار في عملي، وإن حملاتهم تأتي لتؤكد أن ما أقوم به يغيظ العدو، ولهذا يعمل على تشويه وتزييف الحقيقة.
أغلب الرسامين فضلوا البقاء على الحياد
هل من رسالة تود أن توجهها للفنانين والرسامين ومن يعمل في مجال عملك؟
في السنوات الأولى من العدوان، كان البعض -مع الأسف- غير مهتم بهذا الجانب من الفن المرئي، ليس فقط في مجال التصميم الجرافيكي على سبيل المثال، بل حتى في الرسوم الكاريكاتورية والرسم. وأتذكر في منتصف العام الثاني من العدوان كان هناك جهة ترغب بأن تنظم معرضاً، وتواصلوا معي، وحاولت أن أبحث عن زملاء في هذا المجال؛ ولكن للأسف لم أجد من يشارك معنا. سألت عن أسماء الرسامين، ولكن كان أغلبهم يفضلون البقاء على الحياد، كأن شيئا مما يحدث لا يعنيهم، وكان من المحزن معرفة ذلك.
لكن مع نهاية العام الثالث، بدأت وسائل الإعلام بالالتفات إلى هذا الجانب، وفعلا حينها ظهر العديد من الفنانين وقاموا بإبراز مواهبهم وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، في اتجاه إيصال رسالة تعكس ما يجري في يمننا الحبيب. يجب ألا تكون محايدا في ما يحدث أبدا. أنت كفنان أو فنانة أو صاحب موهبة لا نطلب منك الوقوف بجانب طرف معين، كل ما عليك فعله هو التحدث عن الوضع بصدق، تحدث عن المأساة والمعاناة والحصار، تحدث عن المجاعة وأكبر أزمة إنسانية في العالم، تحدث عن الغارات العدوانية التي تستهدف المدنيين، تحدث عن إغلاق مطار صنعاء ومعاناة المرضى... لا أحد يجبركم على اتخاذ موقف مساند لصنعاء وهي تدافع عن الأرض والعرض. كل ما عليكم فعله هو الوقوف مع أنفسكم، ومع مواطنيكم، للدفاع عن منطقتك مما يحدث فيها. هذا هو المطلوب منا، فنانين وإعلاميين وغيرهم.
كما قلت للتو، بدأ الناس في صنعاء يولون المزيد من الاهتمام للفن، وبدأت الجهات الرسمية تهتم بهذا المجال (وإن مايزال ضعيفا)، سواء كان الفن المرئي أو الفن المسموع أو غيره. استخدام الفن من خلال رسائله يعزز مبادئ الصمود والمقاومة في الداخل وكذلك في الخارج. ومن المهم استخدامه في إيصال رسائلنا للخارج. الفن رسالة أو لغة يفهمها الجميع حول العالم، إنه لغة موحدة يمكن للجميع فهمها.
من الألم يولد الأمل
أستاذ أحمد، هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها؟
نعم. رسالتي الأخيرة هي أنه من الألم يولد الأمل، فنتائج الأحداث التي مرت بها اليمن كانت مدمرة، بيوت عديدة تهدمت وعائلات شردت، تأثير اقتصادي واسع النطاق وعقوبات خانقة وأزمات متتالية... والهدف هو قتل اليمن خنقاً، سواء انتهت الأزمة أم لم تنته.
ولكن لو نظرنا إلى الوضع من زاوية أخرى، فاليمن لم يعد لديه ما يخسره، وعليه أن يجعل الآخرين يخسرون بمقدار ما خسر، وإلا لاعتقد البعض أن مغامراتهم مجانية. هذا هو الحل الوحيد الذي يعوضنا عن هذه الخسائر. يجب أن تدفع الإمارات والسعودية الثمن. ولنحقق هذا علينا المقاومة والردع، كلاً في جبهته.
فيمكن للجميع بل يجب على الجميع المقاومة والدفاع عن الأرض والإنسان كلا بطريقته ووسيلته الخاصة. فهناك البطل المجاهد في الجيش واللجان الشعبية يقاوم في الجبهات بسلاحه، والصحفي يقاوم بصوته وقلمه، والرسام يقاوم بفرشاته، والمزارع يقاوم بزراعة أرضه… يمكن لكل إنسان أن يقاوم الغزو والاحتلال والظلم والحصار على بلدنا. حتى الطالب يقاوم بدراسته وتعلمه. هذا هو ما يجب علينا جميعا، أن نوجه عملنا بطريقة عادلة وصحيحة لنسمو فوق الجراح ونؤسس يمناً قوياً حراً ومستقلاً.
وختاماً، نحن الآن نقارب نهاية العام السابع من هذا العدوان، سبعة أعوام من الدفاع المستميت عن السيادة والاستقلال في عالم ركبَ الشّيطانُ رأسَه وأكلَ الحقدُ قلبَه.
يحيا شعبٌ مكافح
وجيشٌ مُدافع
عن وطنٍ مظلوم
كان السّلامُ قلبَه وزمانَه
والأمانُ نبضَه ومكانَه
المجد لأرواح شهداء الاستقلال اليوم
كما غداً
وكما في الأمس
وفي كلّ وقت!
أحمد جحاف في سطور
- الاسم: أحمد عبدالله هاشم جحاف.
- من مواليد العبيسة - كشر - محافظة حجة، عام 1989.
- الإقامة: العاصمة صنعاء.
- العمل: إعلامي ومصمم جرافيك.
في الثلاثاء 22 فبراير-شباط 2022 10:01:44 م