|
أغلبية الجنس البشري يرتدون نظارات سياسية صاغ حساباتها وأرقامها وحركتها وتكتيكاتها أشرار البشر لضمان استمرارية مصالحهم وحكمهم وسيطرتهم، وعمموها على الأمم والشعوب والدول كمعادلة رقمية محسوبة بالقلم والمسطرة، يرون من خلالها الواقع، وقلة قليلة جداً من الناس هم من يخلعون هذه النظارات ليروا الواقع بنور الله وسنن الله في التغيير.
بدأت هذه الحالة بشكل واضح في الأحداث الأخيرة بين روسيا من جهة وتحالف الغرب وأمريكا من جهة أخرى، حيث نادراً ما تجد من يتناول الأحداث بهدوء، محاولاً أن يقرأ حتى سطور التاريخ وليس كتاب الله، لتتكشف له حقائق الحاضر، وباقي الغالبية من البشر تُفكر بالتمني، مع هذا الطرف أو ذاك، ويؤسفني القول إني لم أجد من يحدث الناس ويكتب لهم من خلال ارتباط وعيه بهدى الله وبقيم كتاب الله ومشروع سنن الله في التغيير بشكل واعٍ ومعقول وهادئ، سوى قلة لا تتجاوز في العدد أصابع اليد الواحدة.
هذه الأحداث متسارعة فوق قدرة خيال البشر على استيعابها، إلا من لديه الوعي الإيماني فإنه يعرف جيداً أن الله -سبحانه وتعالى- لديه سنن تغيير في الكون، وكل مخلوق خلقه الله من ملائكة وإنس وجن وحجر ونبات وجماد وهواء وماء، من أصغر ذرة في الكون إلى حركة الكواكب والمجرة الشمسية كلها، ما نراه وما لا نراه من مخلوقات الله، كل المخلوقات تعمل وفق مشيئة الله وقدرته لتحقيق سنن التغيير الإلهية. أما في سياسة تغيير البشر غير الواعية وغير المؤمنة بسنن الله في التغيير بهذا الكون، يحسبون كل شيء بالأرقام والخسائر والأرباح، لا وجود للملائكة والجن، لا في الشرق ولا في الغرب، المصلحة هي الهدف، وكل تحرك أو خطاب مجرد وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
إن لم يتوحد وعي الأمم والشعوب والدول العربية والإسلامية المقهورة والجائعة غير التابعة لعصابة الأمم المتحدة، لبناء تحالفات وتأسيس مؤسسات إقليمية ودولية وبوعي مرتبط بهدى الله وبقيم كتاب الله وبمشروع سنن الله في التغيير، فستضطر للعيش أحذية في أقدام أمريكا والصهيونية العالمية ردحاً من الزمن القادم حتى تستوعب وترجع لله. أما الاعتماد والاتكال على حسابات الأرقام وسياسة البشر، فها هي حسابات روسيا الآن تدفع ثمن تقاعسها عن مواجهة النظام المصرفي الدولي الصهيوني، وأصبحت اليوم مضطرة لتأسيس نظام بديل هي وكافة الدول المتضررة من عدوانية النظام الغربي بقيادة الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية ولو باستخدام النووي وتدمير الأرض كلها، هذا إذا لم تحصل تسويات مصالح لتعلن انضمامها إلى نظام عصابات الأمم المتحدة وتستمر الحكاية.
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 05 مارس - آذار 2022 07:10:28 م