|
منذ فتوته قبل أربعين سنة وحتى يوم 18 مارس 2015 وهو شعلة ثورية لم تنطفئ، حتى وإن قتلوه غيلةً بتوجيهات أمريكية «إسرائيلية» بأدوات الغدر والخيانة إلا أنه لايزال شعلةً لم تنطفئ كعادته، فقد ترك لنا خلفه ملايين الثوار الأحرار في كل ساحات وميادين الجهاد والثورة..
لم نعرف في حياتنا رجلاً عاش حياته كلها في مرحلة ثورية كالشهيد عبدالكريم الخيواني أبي الأحرار والثورة، وملهم الثوار، وأشجع كاتب صحفي.
لو عددنا مناقبه ما كفتنا الأوراق والكتب والمجلدات لعظيم وحسن ما صنع في حياته وجميل آثاره بعد استشهاده، ولو أنتجنا ما أنتجنا من الوثائقيات والمواد ما وفينا هذا الرجل العظيم حقه ولا وصفناه كما يجب، ويعلم الله وحده عالم السر وما يخفى أن علينا وفي ذمتنا لهذا الشهيد وكل الشهداء في سبيل الله فضلا لا ننساه ما حيينا ونوصي أولادنا وأحفادنا بحفظ الأمانة وحماية الثورة وما تحقق من مكتسبات وإنجازات لثورة الشعب التي كان لشهيدنا العزيز عبدالكريم الخيواني الدور الكبير والفعال والمؤثر في توجيه مساراتها العملية حتى أنجزها الله بأيدي الصادقين المخلصين وكان ما كان من انتصار إلهي عظيم عز نظيره في هذا الزمان.
ونحن نراجع المعالم المهمة والأحداث نتذكر بالأمس ثواراً أعزاء قاموا بما يجب عليهم على أكمل وجه ولا يريدون من أحدٍ جزاءً ولا شكوراً، أملته عليهم ضمائرهم الحية ونفوسهم الزكية فبذلوا أرواحهم الغالية في سبيل الله وفداء لهذا الشعب العظيم والحر والشجاع.
نتذكر الشهيد عبدالكريم الخيواني وكل الأحرار والشرفاء الذين آمنوا بالحق والعدل وانتصروا له بالبذل والعطاء، بالجد والاجتهاد، فقدموا أرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون في سبيل الله ونذروا لله نذراً لا يطيقه كثير من البشر، فبذلوا في سبيل تحقيقهما أعظم التضحيات لتتحرر البلاد من الوصاية الأجنبية ويظهر الحق ويدحض الباطل.
كان الشهيد الخيواني رمز الصدق والإخلاص والإباء في ثورة الشعب، فهو الصادع بالحق الناطق به، الصادق في القول والفعل في وقت الشدائد، والمخلص الذي لا ينسب لنفسه فضلاً بالرغم من عظيم ما صنع وعظيم آثاره إلى يومنا هذا ولايزال، ووحده الله العالم بما قدم من خير وآثاره على المجتمع.
وإننا إذ نحتفل اليوم بذكرى ثورة شعبية فإن الشهيد الخيواني كان من أعلامها ورموزها، ومحطاتها تشهد والصادقون والمخلصون، والتاريخ بالدماء يكتب، وأما الإباء فهو سمة الشهيد العزيز عبدالكريم الخيواني (رضوان الله عليه) وهو الزاهد في ما عند الناس الراغب في ما عند الله، والذي علمنا معنى الإباء والصدق والإخلاص، فالإباء هو ألا تنتظر أجراً أو مقابلاً عن جميل ما تصنع أو تفعل من خير ولا تأخذ حقك الطبيعي من الأجر والمكانة وتزهد في ما عند الناس وترجو ما عند الله فشهيدنا أبو محمد وآلاء وإباء وآية ومجد الدين ولؤي الذي سمى ابنته إباء ليحفظ هذه القيمة العظيمة ويؤسس لغاية سامية هي سمة كل الشهداء العظماء في ميادين الجهاد، فلا يوجد ثمن يساوي ما يقدمونه من تضحيات إلا الجنة، ولهذا لم ينل الشهيد الخيواني شيئاً من حطام هذه الدنيا الفانية وزخرفها فلا أجر مادي أو مكانة معنوية أو منصب رسمي قد يظنه البعض استحقاقاً طبيعياً لجهوده التي يبذلها كأحد رجال الثورة الأحرار الذين كان الشهيد عبدالكريم الخيواني لهم بمثابة الأخ والسند ولهذا يقال عنه أنه أبو الأحرار والثورة.
في أتون الصراع المباشر مع الأمريكي في مطلع العام 2011 في مرحلة ثورية حساسة كاد العدو أن يحرف مسار الثورة بعد أن صاغ السفير الأمريكي ومعه أركان النظام السعودي في اليمن نقاط «المبادرة الخليجية» لم يدرك الكثيرون مخاطرها الشديدة وانخرط البعض في المؤامرة جهلاً بحقيقة الأمور، ولكن الثوار والخيواني معهم كانوا مدركين خطورة الموقف وقرروا استمرار الزخم الثوري قبل وبعد انحراف كل القوى السياسية في البلد وانخراطهم في مؤامرة خليجية كانت بمثابة «حصان طروادة» للتدخل الخارجي والسيطرة الكلية على القرار السياسي باليمن وفرض الوصاية الأجنبية على من كانوا يعتبرون أنفسهم مجانين قصر غير قادرين على تدبير شؤونهم، ولكن الحكمة اليمانية وبركات السيد القائد والحكماء من أبناء اليمن واصلوا التحركات الثورية ولم يكترثوا لانخراط أغلب النخبة السياسية الفاشلة في الصفقة السياسية الخاسرة لبيع اليمن ورهن سيادته للأجانب، وكانت الأموال والمناصب ثمن شراء الرخاص من الناس، كما كان يردد الشهيد الخيواني. ومضى الأحرار في مساراتهم الثورية معتمدين على الله وقوة مبادئ الشرف العظيمة وكلهم أمل بالنصر الإلهي أو الشهادة المباركة وكان لهم ما تمنوه، وتحقق في 21 أيلول/سبتمبر 2014 النصر الإلهي والفتح المبين، وفي 18 مارس 2015 الشهادة المباركة لعلم من أعلام اليمن كان له والثوار الأحرار والشهداء الأبرار بعد الله الفضل في حرية واستقلال اليمن.
وفي الذكرى السابعة لاستشهاده، نقول صلواتنا وسلامنا على الشهداء السعداء سادة كل هذا الوجود، الشهداء أطهر بشر جسدوا معنى الحياة الصادقة، المجهولون في الأرض المعروفون في السماء، الصادقون الأوفياء، رجال الله الذين إذا أرادوا أراد.
كل العظماء الذين قضوا زهرة شبابهم وسني أعمارهم في ميادين الجهاد حتى بلغوا الحسنيين معاً النصر الإلهي العظيم وحضروا الفتح المبين ووفقهم الله لنيل الشهادة المباركة.
ولا يسعنا إلا أن نحمد الله ونشكره على جزيل نعمه علينا وعظيم رحمته ونقول خذ منا يا ربُ حتى ترضى.
• يأبى الله لشهيد الحرية والكرامة والتحرر والاستقلال إلا أن يشارك في قوافل الشهداء أطهر بشر، فهو عاش حياته كلها كالشهداء بروح ثورية وقلب سليم..
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 20 مارس - آذار 2022 10:43:40 م