|
«لا» تعيش المجزرة في بني حوات مع أهالي شهدائها.. رائحة الغارة الأولى
بشرى الغيلي / لا ميديا -
صورهم التي لما تفارق خيالاتهم، أجسادهم التي تناثرت وجمعوا أشلاءها من تحت الأنقاض، ماتزال عالقة في أذهانِ أهاليهم وأسرهم منذ سبعةِ أعوام، وها نحن ندخل في العام الثامن للعدوان، فيما الغارة الأولى للعدوان على العاصمةِ صنعاء تحكي تفاصيل الوجع والحقد الذي حملته طائراتهم على أحياء المدنيين العُزّل في بيوتهم وهم نائمون مطمئنون، بمديريةِ بني الحارث، حي بني حوات، حارة البلس الجنوبي. هذه المنطقة التي تقع جغرافيا بالقربِ من مطارِ صنعاء الدولي، مشاهد الرعب التي عاشوها، منهم من وجدوا أنفسهم على أسرّة المشافي وهم فاقدو الوعي، ومنهم لم يفيقوا أبداً.. التقت "لا" بعض من عايشوا تلك اللحظات.
رعب كبير
ياسر علي الحبشي، والد ثلاثة أطفال استشهدوا في أول غارة على العاصمة صنعاء التي استهدفت أحياء المدنيين، يصف المشهد لـ"لا": "رعب كبير عاشته أسرتي، كنّا نائمين ليلة سقط علينا الصاروخ، أصبت ودخلت في غيبوبة وأسعفت إلى المستشفى ولم أدرِ مصير بقية أفراد عائلتي إلا بعد فترةٍ طويلة، وبعد خروجي من المشفى وجدت المنزل أثرا بعد عين".
يضيف ياسر: "لم نتوقع أننا كنّا هدفا لطيران الحقد، على إثره فقدت ثلاثة من أطفالي عمار ياسر (17 عاماً)، وعلاء الدين ياسر (14 عاماً)، وعائشة ياسر (12 عاماً)".
لم تتوقف مأساة ياسر على فقدانه ثلاثة من أطفاله، فهو وبقية أفراد أسرته ممن كتبت لهم النجاة يعانون كسوراً وجروحاً جسيمة، ختم برسالة يوجهها لدول العدوان: "يكفيكم عبثا بأرض اليمن، وقتلا للأطفال والنساء والأبرياء، يكفي حصارا وظلما وتدميرا".
فقدنا منزلنا وصار ركاما
صورة أخرى يوثق مشهدها العدواني محمد الحضرمي شقيق أحمد الحضرمي الذي استشهد بأول غارة: "كانت ليلة 26 مارس 2015 بداية العدوان السعودي الإماراتي الصهيوأمريكي على العاصمةِ صنعاء وفي تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل قصف الطيران السعودي منزلنا المجاور لمطار صنعاء الدولي، واستشهد أخي أحمد محمد علي إسماعيل الحضرمي وكان تلك الليلة متواجداً في المنزل بمفرده".
محمد لم يكن حينها متواجدا بالعاصمة وكان بمديرية النادرة محافظة إب يوضح: "وصلنا نبأ استشهاد أخي الساعة الرابعة فجرا فتحركنا إلى العاصمةِ صنعاء وعندما وصلنا إلى حي المطار شاهدت منزلنا صار ركاما وأثرا بعد عين، وكان الشهيد أحمد محمد الحضرمي متزوجا ولديه ولد وبنت ويعمل في وزارةِ الداخلية، وحالياً فقدنا منزلنا ولا يوجد لنا سكن في صنعاء بعد أن تم تدميره كليا".
أخرجونا من تحت الأنقاض
نبيل المعلم هو الآخر من سكان حي بني حوات يصف كيف عايش المشهد: "لم نكن نتوقع ذلك، إنه قصف طيران على أحيائنا وأسرنا ونحن نائمون، كانت ليلة مرعبة أخرجونا من تحت الأنقاض إلى المشفى ولم نع شيئا، كنّا فاقدين الوعي تماما".
نبيل المعلم فقد والده، وشقيقته، والبقية يعانون من الشظايا التي اخترقت أجسادهم وسببت لهم معاناة مستدامة. ختم بحسرة: "ما فائدة الكلام بعد أن فقدنا منزلنا وكل شيء، وصرنا بلا مأوى".
غارات عدوانية همجية
أما فايز محمد السوات، عاقل حارة البلس الجنوبي ـبني حوات، فيتحدث لـ"لا": "في ليلة الـ26 من مارس أفاقت العاصمة صنعاء على دوي غارات عدوانية همجية عايشها سكان العاصمة، وهم نائمون مطمئنون في مساكنهم مع أسرهم وأطفالهم، وأدى ذلك إلى تشريد الآلاف من منازلهم تحت غارات العدوان، وكانت سببا رئيسيا في خلق المعاناة التي عايشتها الكثير من الأسر والتضييق عليها في معيشتها".
ختم السوات برسالته لدول العدوان: "ونحن ندخل عامنا الثامن مازال صمودنا أقوى يوما بعد آخر، وإنه كلما صعّد العدوان من غاراته واستهدافه للمدنيين في العاصمة وغيرها من المحافظات، لا يزيدنا ذلك إلا ثباتا، وعزما، واستبسالا في وجوه الطغاة والمستكبرين، وحفظ الله قيادتنا وشعبنا ولا نامت أعين الجبناء".
العام الثامن لصمود اليمنيين والعالم المتخاذل المنافق تجاه قضيتهم يقف موقف المتفرج بل والمشارك في قتلهم، وتدمير بلدهم وبنيتهم التحتية، والاستمرار في حصارهم، وإغلاق منافذهم الجوية، والبرية، والبحرية، رغم كل ذلك إلا أن صمودهم سيثمر النصر القادم لا محالة، كيف لا؟ وهم أهل الأرض والقضية.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 27 مارس - آذار 2022 07:03:25 م