|
ما يجري في الرياض ليست مفاوضات طالما المدعوون من نفس الطينة ويتم اختيارهم وإحضارهم بتأليف القلوب ومكافأتهم بسخاء مفرط، ناهيك عن لا جدوى في مكان انعقادها، ما يجري في ظل أوضاع كهذه إملاءات والبصم على قرارات يضعها المشتري، وبالتالي فإنها لا تفضي إلى حلول وحلحلة الأزمات الداخلية التي زادها العدوان والتدخل الخارجي استفحالاً.
قد تقود إلى حلحلة أزمة لدى بعض المدعوين، أما البلد والناس داخل البلد يظلون في أوجاعهم وآهاتهم وآلامهم. وتظن مملكة العدوان وتحالفها أن إطفاء الحرائق يمكن أن يكون عبر تجميع عدد من الأفراد الأعلى صوتاً والأكثر نجومية (النجومية الزائفة المصطنعة) وبالتالي فتح صنبور شيكاتها عليهم.
هكذا فعلوا في زفة حوار موفنبيك جمعوا معظم ناشطي الساحات وصرفوا لهم صرفا سخيا باليوم 200$ ولمدة تسعة أشهر أو يزيد، إن ذلك كان بمثابة إفساد للثورة وإطفائها بالمال الثقيل، وذلك بهدف إعادة تدوير نظام الفساد نفسه، إن ذهنية الإطفائي المتبعة لا تحل المشكلات السياسية، إنما تزيدها استعاراً ولهيباً. كما أن الترضيات بالمال تنتج أدوات سلطوية فاسدة يستحيل أن تكون رافعة لوضع سوي، ناهيك عن إصلاح وضع قبيح، ومن يعول على مفاوضات كهذه يكذب على نفسه، كما يمارس كذبا وتضليلا على الناس.
إذا رغبت المملكة وتحالفها أن ينزلوا من على الشجرة عليهم أن يغادروا أسلوب تعاملهم مع هذا البلد عبر الوصاية، ويدعوا أبناءه يقررون مصيرهم، ويتحملوا قبل ذلك كلفة مقامراتهم السابقة، ويقيموا علاقة حسن جوار وعدم التدخل في شؤون البلد الداخلية. أما إذا استمروا في مقامرتهم ومكابرتهم فإن الكلفة مع الوقت ستتضاعف كثيراً...!
نقطة نهاية السطر.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 03 إبريل-نيسان 2022 01:52:59 ص