الخائن بطلاً!
العلامة محمد أحمد مفتاح
العلامة محمد أحمد مفتاح
أسوأ رمضان عشته في حياتي هو ذلك الشهر الذي شن فيه حسين الأحمر غزوته العجيبة على حاضرة قبيلته وهجرتها رغم أنني كنت قد قضيت عدة رمضانات في السجون، بل في الزنازن الانفرادية تحت الأرض، بل ومع المجانين!
ومن عجائب الدنيا أن بطل هذه الغزوة الرمضانية لحاضرة قبيلته وهجرتها كان هو شيخ القبيلة وابن شيخها!
أنا مؤيد لقرار القيادة بالسماح بعودة جثمان حسين الأحمر ليدفن في بلده رغم جرائمه بحق بلده وأبناء بلده، ولكن أن يتحول إلى بطل وفقيد الوطن فهذا استخفاف بالبطولة وازدراء للأبطال.
ما استفاد أي شبر من الوطن أي فائدة من حسين الأحمر، بل قضى حياته في مغامرات واستعراضات وهنجمة وفتوات بائسة ليس أقلها غزوة "حوث الكبرى" التي سفك فيها دماء الأبرياء، وانتهك الحرمات، واختطف أعيان حوث وسجنهم في منزله، وعبث بممتلكاتهم وهتك حرمة بيوتهم، وأفزع الأطفال والنساء بقطعان مرتزقته المتوحشين، كل ذلك بذريعة أن شخصاً من حوث كان قد التحق بأنصار الله وجاء لزيارة والدته في حوث التي غاب عنها سنوات تحاشياً لبطش وطغيان حسين الأحمر وإخوانه ومرتزقته.
أنا مع تعزية لائقة للمتواجدين من أسرته بصنعاء بدون تلك المبالغة في الأدعية والابتهالات التي تضمنتها تعزية المجلس السياسي. نحترم قرارات القيادة، بل ونؤيدها، لكن كل شيء له حد وما جاوز حده انقلب إلى ضده.
لم يعلن حسين الأحمر اعتذاره ولا تراجعه عن جرائمه ولم ينصف من ظلمهم وسفك دماءهم وانتهك حرماتهم حتى يعامل معاملة فقيد الوطن.
الذي آلمني كثيراً أنني رأيت سيارة تحمل لوحة جيش وفوق اللوحة صورة لحسين الأحمر تمجده وتصفه بأنه فقيد الوطن! في الوقت الذي تتلقى فيه قبيلة العصيمات نبأ استشهاد أحد فتيانها الشاب المجاهد فضل عبد ربه فارع ملتحقاً بحوالي ستين شهيداً من قرية عنقان فقط، وهؤلاء من كان حسين الأحمر يحاربهم ويعمل ضدهم حتى داهمه الموت.
عزائي لأقارب حسين الأحمر، ونصيحتي لهم بأن يسعوا لإنصاف كل من ظلمهم واسترضائهم إحقاقاً للحق، والله من وراء القصد.
 

* نقلا عن : لا ميديا


في الأحد 03 إبريل-نيسان 2022 01:55:20 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=5159