|
سبع سنوات من الإجرام اللامحدود أكسبت المواطن اليمني خبرة عالية في معرفة أكاذيب عيال السوق المخادعين كـ»بعران الخليج» وأسيادهم الأمريكان، لكننا رغم ذلك نتأمل خيراً في هدنة الشهرين التي تم إعلانها مع إمكانية التمديد، فهي مؤشر واضح على انكسار شوكة التحالف المتعجرف أمام قوة اليمانيين.
أي أنها ليست النهاية، ولكن يمكن القول إنها بداية النهاية.
نحن لسنا أغبياء، ونعرف أن تحالف الشر لا يريد لنا أي خير، فسماحه بدخول سفن النفط وفتح مطار صنعاء مؤقتاً دليل قاطع على أنه من يقف وراء السبع العجاف التي ذقنا فيها المر موتاً وجوعاً، لذلك لن نرفع أيدينا عن الزناد.
توقيت الهدنة الذي جاء بعد عمليات كسر الحصار الثلاث، يؤكد أنها ليست نابعة من طيبة قلب «بايدن» أو حنان «المهفوف»، إنما هي فاصل وضعوه ليرتبوا أوراقهم من جديد ويلتقطوا أنفاسهم، ومن ثم يواصلون عدوانهم بوقاحة واستكبار أشد.
السعودية تشتري دفعات جديدة من منظومات الباتريوت الأمريكية والإمارات بدورها تسعى جاهدة لتقوية دفاعاتها الجوية الضعيفة، وخلال هذين الشهرين سيدفع بعران الخليج مليارات الدولارات مقابل منظومات أمريكية و«إسرائيلية» عاجزة، فهذا ديدنهم من زمان.
بعد أن يتم تثبيت المنظومات الجديدة في السعودية والإمارات، سيظنون أن منشآتهم النفطية والحيوية باتت في أمان، وأن الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لن تستطيع استهدافها هذه المرة، ليعودوا مباشرة لعدوانهم وحصارهم باندفاع هستيري غير مسبوق.
سيدشن تحالف الشر مرحلة تصعيدية كبيرة، وأمام هذا الغباء ستتكفل القوات المسلحة اليمنية بتعقيله وإعادته إلى صوابه.
عملية واحدة أو عمليتان صوب بترول «أرامكو» ستقتل آمال الأمريكي والسعودي والإماراتي، وسيعترفون حينها بعجزهم وفشلهم أمام الصواريخ والطائرات اليمنية، مهما نصبوا من دفاعات ومنظومات لا فائدة منها.
من المعلوم أن أمريكا صاحبة القرار في هذا العدوان، وهي غير مستعدة بتاتاً للتضحية بالمنشآت النفطية السعودية، خصوصاً مع الأحداث الأخيرة والغزو الروسي على أوكرانيا، فالنفط السعودي يعتبر ورقة أمريكا الرابحة أمام الضغوط الروسية.
سنرى الولايات المتحدة الأمريكية تسارع لإيقاف العدوان على اليمن نهائياً، وتصدر القرار بنفسها من مجلس الأمن الدولي، فلا خيار آخر لحماية النفط السعودي من ضربات القوات المسلحة اليمنية.
هذا أمر واضح، فالتحالف لا يكف عن خروقاته الوقحة وقريباً سيبدأ التصعيد، وفي المقابل نحن نضرب حساب كل شيء.
بعد كل هذه المعطيات تعجبت عندما سمعت وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» يدين عمليات كسر الحصار باتجاه السعودية.
أقسم بالله ما يستحي هذا الروسي.. يدين دفاعنا عن أنفسنا في الوقت الذي يغزو فيه أوكرانيا ويستخدم ضدها كل الصواريخ والقنابل بدون حُجة مقنعة، كاللص حين يحدثك عن الأمانة..!
المهم.. روسيا ذات الألف وجه والتي تكيل بألف مكيال، ستعرف قريباً أن مصلحتها ليست في عدن ولا في الرياض، وإنما في صنعاء الحرة المستقلة.
ورضوخ تحالف العدوان جزئياً سيلحقه رضوخ كلي وقناعة كاملة بأن لا إمكانية للنيل من سيادة اليمنيين وحريتهم واستقلالهم، وسيأتي الروس طوعاً لتحسين علاقتهم مع صنعاء.. والأيام بيننا.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 05 إبريل-نيسان 2022 05:22:38 ص