|
غازي المفلحي / لا ميديا -
خلال شهر رمضان المبارك تعرض القنوات الفضائية الوطنية عددا من البرامج التلفزيونية المنوعة، التي عدها كثير من الجمهور المتابع مميزة وتسجل نقاطاً متقدمة جديدة في الأعمال التلفزيونية اليمنية. بعض الأعمال نالت إعجاب الجمهور اليمني منذ إطلالتها في الحلقات الأولى. ويكشف رصد أجرته صحيفة «لا» لتفاعل الجمهور اليمني في مختلف المحافظات وآرائهم في ما تعرضه القنوات الوطنية من أعمال، أن الجمهور أعجب بشكل أكبر بعملين فنيين يعرضان على قناة «المسيرة»، وهما مسلسل «أبواب صنعاء» ومسلسل «تكتيك».
مسلسل «تكتيك»
«تكتيك» مسلسل بطابع حركة «أكشن» وممزوج بقصص وأحداث يمنية مثيرة ومشوقة، ويتحدث عن الصراع الدائم بين الخير والشر، وعن جوهر العمل لصالح الوطن، ويوجه رسالة عن ضرورة تغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية، وأن الوطن ملك للجميع ويجب الحفاظ عليه بالرغم من كل المغريات التي قد تصادفك ممن يسعون لخراب اليمن.
وفي المسلسل ظهرت شخصيات ووجوه جديدة من أبناء محافظة الحديدة. وهو مسلسل يعدهُ كثير من المتابعين نقلة نوعية في عالم الدراما اليمنية.
مسلسل «أبواب صنعاء»
«أبواب صنعاء» مسلسل يناقش قضايا واقعية ويعبر عن هموم أغلب اليمنيين، ويحكي عن الحياة الاجتماعية اليمنية، آخذاً مدينة صنعاء القديمة كنموذج عام مشابه لكل محافظات اليمنية وأهلها، والظروف التي يمر بها اليمن من عدوان وحصار وتدمير، وتأثير ذلك في واقع المجتمع اليمني. ويحتوي المسلسل على قصص مختلفة متقنة فنياً ومحاكية للواقع ومشاكله وإيجابياته وسلبياته. كما يظهر جماليات مدينة صنعاء القديمة وترحاب أهلها كنموذج لكل اليمنيين.
تطور فني جديد وحقيقي
أشاد كثير من المتابعين بفكرتي المسلسلين وأداء الممثلين وتقنية التصوير المتطورة، مؤكدين أن هناك قفزة فنية في التصوير والإضاءة والمونتاج والإخراج، والتي بدأت مؤسسات الإنتاج اليمنية (مؤسسة الإمام الهادي) العمل بها أسوة بالقنوات العربية والعالمية المتقدمة، وباستخدام طاقم مؤهل ومبدع وآلات تصوير ومونتاج حديثة.
مخرج مسلسل «تكتيك» أيمن الكبسي يقول لـ«لا»: «المسلسل جاء بجهد فني ويتضمن عملا دراميا حقيقيا سخرت له طاقات وإمكانيات ودعم ومشاركة رسمية، رأيت من خلالها بداية لاستيعاب الجهات الرسمية أهمية هذه الأعمال ودورها في تشكيل الوعي الوطني والقانوني لشريحة كبيرة من المجتمع، والتي لا تعتمد على الأخبار كمصدر لتشكيل الوعي».
وأضاف أن المسلسل خطا خطوات كبيرة في التخلص من رتابة المشاهد والحوارات، مبدياً إعجابه بتداخلات المشاهد ونقلاتها.
كما أشار الكبسي إلى نقطة مهمة اعتبرها بمثابة نقطة تحول في الإنتاج الفني اليمني، وهي بناء استوديوهات التصوير، وهو ما تبدو عليه مواقع التصوير في مسلسل «تكتيك»، مثل أقسام الشرطة وغيرها.
الحلقات القادمة أجمل
الممثل عبدالرحمن الخالد، الذي يلعب دور «القاضي نصار» وكيل نيابة البحث في مسلسل «تكتيك»، يؤكد في حديثه لـ«لا» أن «الحلقات القادمة ستكون فيها مفاجآت وستشد المشاهدين أكثر، وهناك أحداث أقوى وأجمل ومخالفة لتوقعات المشاهد، وهذا ما سيحبب المشاهد بالمسلسل».
وتوقع الخالد أن يكون «تكتيك» هو المسلسل الأول في نيل إعجاب الجمهور المتابع للأعمال اليمنية التلفزيونية هذا الموسم.
ويوضح الخالد أن إعداد المسلسل، الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، يتم بجهود كبيرة جداً، «رغم محدودية الإمكانيات نحاول إخراج المسلسل بأفضل طريقة ممكنة، ومخرج المسلسل محمد فاروق يهتم بأدق التفاصيل التي قد لا يهتم بها بعض المخرجين اليمنيين، وهذا ما سيلمسه المشاهدون».
وأشاد الخالد بدور وزارة الداخلية، الذي وصفه بالفاعل والكبير، بل واعتبر أن «وزارة الداخلية تعد شريكاً رئيسياً في إنتاج المسلسل، إذ إنها أرسلت أحد الضباط كمندوب ضمن فريق العمل ليكون مرشداً قانونياً للممثلين في تمثيل أحداث المشاهد ضمن السياق القانوني السليم لها، وذلك بهدف تعزيز الوعي القانوني للمشاهد، وهذا أحد أهداف المسلسل».
زوال التهريج
في أوساط الجمهور المتابع لمسلسلي «تكتيك و«أبواب صنعاء» هناك ارتياح من كثير من المشاهدين لما وصفوه بالتخلص من «ثقافة» التهريج وتصوير الشعب اليمني في الأعمال التلفزيونية والفنية كأنه شعب غبي ومتخلف، وتشويه صورة المواطن اليمني وإظهاره كإنسان أحمق ومثير للسخرية، ما كان يعكس صورة سيئة عند اليمنيين أنفسهم وعند الشعوب العربية الأخرى. وقالوا إن أعمالاً مثل «تكتيك» و«أبواب صنعاء» تقدم الإنسان والمجتمع والمؤسسات اليمنية في جغرافيا السيادة الوطنية، أمام اليمنيين أنفسهم والعالم العربي، بطريقة أفضل. وطالبوا بمزيد من الإبداع والتقدم في قادم الأعمال.
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 09 إبريل-نيسان 2022 02:18:27 ص