|
في محاضرته الرمضانية الخامسة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول أهمية الالتزام بمبدأ فريضة الأخوة الإيمانية، لأن الأعداء يعرفون أن هذا المبدأ يشكل عائقا لهم في السيطرة على عائدات وثروات الأمة، حيث قام العدو بتقسيم العالم الإسلامي إلى أجزاء ودويلات سياسيا و جغرافيا ، وعملوا بكل جهد لاستنساخ المذاهب وتشتيت الأمة ثقافيا وفكريا، بل ذهبوا لتشكيل ديانات جديدة، بهدف إزاحة الإسلام من شئون الحياة، وجلبوا لليمن البهائية و الأحمدية، ويشتغلون على فرقة الأمة بشكل مستمر، وتعزيز وترسيخ الضعف، ومن أبرز ما عمله العدو للفرقة هو (المد التكفيري) وتنشيطه وتوظيفه إلى أقصى حد، ودعموها ومولوها بواسطة المنافقين من بعض أنظمة الأمة، ويتحرك المد التكفيري لإثارة الفتن وتوسيع دائرة الفرقة على أوسع ما تكون، وهو توجه أساسي للأعداء ويوظفون له كل الجهد والإمكانيات اللازمة وهذا ما يجب استيعابه.
يعمل العدو على الاستثمار في المشاكل الدينية والاجتماعية لاستغلال الفرقة بين أبناء الأمة، ويعملون على الفصل الاجتماعي، يفصلون المرأة لوحدها والشباب لوحدهم، وهذا سعي لتفكيك الأسرة، يعمل العدو لتشتيت الأمة إلى أقصى حد، وتفريق الأمة في كل الاتجاهات، وضعف المسلمون وتجرا أعداؤهم عليهم، يعمل العدو وفق خطط وبرامج وأنشطة مدروسة على بعثرة الأمة في كل المجالات، ومن ضمن أعمال العدو للفرقة (استهداف وتجريم أي حركة مقاومة) تقف ضد سيطرة العدو على الأمة، وبعثرة أبناء وشعوب الأمة من حولهم ، وهذا ما حصل عندنا في اليمن، عندما اتجه شعبنا للتحرر من التبعية والارتهان، فتوجه العدو لاستهداف اليمن عسكريا واقتصاديا، ويستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه كل الأحرار، ويتجه ضد أحرار المقاومة، في اليمن وفي فلسطين ولبنان، وحملات دعائية مشحونة بالاتهامات والشائعات، لصرف أنظار الناس عن العدو الحقيقي، بالإضافة إلى توظيف أي سلبيات وإساءات وتحويلها إلى عناوين رئيسية، وتأجيج الخلافات، بهدف التفرقة وتوسيع الفجوة وإشغال وصرف الناس عن القضايا الحقيقية والأخطار الحقيقية والإعداء الحقيقيين..
البعض لديهم مصالح شخصية وعقد شخصية يتماهى مع العدو ويتجه مع العدو فالأعداء يتجهون لتفكيك الصفوف الداخلية، يرتكب العدو جرائم ويجعل الناس يتجهون باللوم على الأحرار، كما يحدث في اليمن، يحاصرون الشعب اليمني ويحملون المسؤولية من يقف ضد جرائم العدو ، العدوان يقتل الشعب اليمني ويحاصره ويريد من الناس ألا يغضبون ضده بل يغضبون ممن وقف ضده وضد جرائمه، ويتحرك معهم الطابور الخامس والمعقدون.
وفي فلسطين يتحرك العدو الإسرائيلي ويسخطون ضد المقاومة الفلسطينية، وفي لبنان كذلك يحرض العدو الشعب اللبناني ليقف ضد من حرر جنوب لبنان من العدو الصهيوني، وفي العراق كذلك ، وسياسة العدو سياسة مكشوفة، لكن عند البعض عقد وعمى في الأبصار والبصيرة، وفي الواقع الداخلي هناك استهداف كبير لمن يسعى لتحرير الناس ومن يتبنى موقف الحق يتوجه العدو بنشاط مكثف ضده، وهنا يجب أن نعرف أن سنة الاختبار هي تبيين الخائن من غيره، وفي مسيرة الحياة في كل زمن يأتي الفرز، وهناك من ينكشف زيغهم ومن ينحرفون عن موقف الحق، ويتخذون موقفا مغايرا سلبيا ضد من يقف موقف الحق..
الزائغون دائما هم دعاة للفرقة وصرف اهتمام الناس عن القضايا الرئيسية، ويتجهون بالناس لتبني مواقف عدائية ضد من يقف موقف الحق، هناك من يقف موقف الحق ولكنه يزيغ عن الحق، هؤلاء هم من قال الله عنهم (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) وهذا يحصل للكثير من الناس على مدى التاريخ وسوف يبقى إلى قيام الساعة، والبعض يبقى خبيثا لا يتزكى في طريق الحق، ويحفظ في قلبه خللاً تربوياً لا يستقيم معه الإيمان، ويتعارض مع الحالة الإيمانية، والله سبحانه وتعالى يقول ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) هؤلاء يفضحهم الله في أن يميز الله الخبيث من الطيب، ويجب أن يكون الناس على وعي من هذا، وان يتزكى ويسعى لصلاح النفس، وعلى الناس أن ينصحوا ويذكّروا الآخرين، ولنعرف أنها سنة الله في كل زمن يأتي هذا الاختبار لتمييز الخبيث من الطيب، وعادة ما يكون هؤلاء الزائغون لا قيمة ولا شأن لهم، ويجب أن يكون الواقع الداخلي محصناً بالوعي، ولا يكون ساحة مريضة لدخول الذين في قلوبهم مرض..
يقول الله سبحانه (وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيرًا) هؤلاء المتخاذلون والزائغون مصيرهم جهنم، أما المؤمنون يثبتون في موقف الحق، لا يزيغون عنه، أما الزائغون يبقون منبوذين. ومن حالات الفرقة، (حالات التذمر والمشاكل العملية) وهذه الحالات يجب التوجه لمعالجتها بأسلوب عملي إيماني تربوي أخلاقي ومسؤول، لنتخلص من المشاكل التي تزيد الفجوة بين الناس، والله حذر من تخريب حالات الأخوة، والله سبحانه يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) وحل هذه المشاكل لا يتم حلها إلا بالبر والتقوى ، لنصل إلى ما فيه الخير من الله سبحانه وتعالى والصالح العام..
في الجمعة 06 مايو 2022 08:24:09 م