|
تكاد تكون المرحلة الراهنة هي الأشد تدهوراً في جانب الأوضاع المعيشية للمواطنين في ظل تداعيات العدوان والحصار الخانق الذي زادت وطأته وبلغ ذروته نتيجة استمرار احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان ، وتلاعب مرتزقة العدوان بأسعار المشتقات النفطية وفرض زيادات سعرية مجحفة سبقت الزيادة العالمية التي خلفتها تداعيات الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا ، الزيادة التي قصمت ظهر السواد الأعظم من أبناء الشعب ، وأسهمت في إثراء تجار الحروب وصناع الأزمات من هوامير الفساد داخل ما يسمى بالشرعية، الذين ينهبون ثروات الوطن ويعبثون بخيراته ومقدراته ، ويمضون خلف إملاءات وتوجيهات المحتل السعودي والإماراتي وخدمة لمصالحهما ومشاريعهما التدميرية التآمرية التي لا خير منها يرتجى لليمن واليمنيين على امتداد الوطن الحبيب من صعدة إلى المهرة وسقطرى .
عملت السعودية على إنفاذ مخطط جديد يستهدف المحافظات المحتلة رسم ملامحه وأعده الحاكم بأمره لدى حكومة الفنادق المسخ السعودي محمد آل جابر سفير المهلكة السعودية لدى المرتزقة ، والذي نسف الشرعية المزعومة التي برر تحالف العدوان حربهم العدوانية على بلادنا من أجلها ، سبع سنوات من القتل والخراب والدمار والحصار من أجل استعادة الشرعية المزعومة ، عمل مخطط آل جابر على نسفها بالكلية من خلال إجبار هادي على إصدار قرار إقصاء الجنرال الفار علي محسن الأحمر من منصب كنائب له ومن ثم الإعلان عن تشكيلة ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي برئاسة عميل الإحداثيات رشاد العليمي والذي تم تشكيله من قبل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وطلب من هادي إعلانه وتفويضه لإدارة المحافظات المحتلة ، ليواصل هذا المجلس ما بدأه الدنبوع في تقديم قرابين الولاء والطاعة للسعودية والإمارات ، وتقديم المزيد من التنازلات السيادية للمحتلين الجدد ، الذين وعدوا من قبلهم بحياة رغيدة ومستقبل أفضل وأوروبا جديدة وغيرها من الوعود الوردية التي تبخرت في الهواء .
لا مرتبات ولا اقتصاد ولا معيشة هانئة ، أسعار جنونية وأزمات متلاحقة، والداهية الكبرى حالة الانفلات الأمني وارتفاع نسبة الجرائم وتحول المحافظات المحتلة إلى ساحات للصراع والاقتتال وحاضنة للجماعات التكفيرية ومليشيات الخيانة والعمالة والارتزاق ومراكز تحشيد وتجنيد لتجار الحروب لحساب المحتلين الجدد وأدواتهم في المنطقة ، وفي المقابل نشاهد المحافظات اليمنية الحرة ، تعيش حالة من الأمن والاستقرار ، رغم العدوان والحصار وانقطاع المرتبات ونهب الثروات والسيطرة على المنافذ والاستحواذ على الموارد النفطية من قبل مرتزقة العدوان إلا أن الأوضاع فيها مستقرة ، والأسعار مقارنة بما عليه الحال في المحافظات المحتلة شبه مقبولة ، والحالة الأمنية في قمة الاستقرار والطمأنينة، لا اغتيالات ولا تفجيرات ولا قلاقل أمنية ، الأجهزة الأمنية في حالة من اليقظة التامة والجهوزية المستمرة ، لمحاربة الجريمة قبل وقوعها ، والضرب بيد من حديد في حق كل من يحاولون تعكير صفو هذه الأجواء ، والإنجازات الأمنية في هذا الجانب كثيرة جدا ، تعكس هيبة الدولة وقوة وتماسك وفاعلية أجهزتها الأمنية والاستخباراتية ، الدولة التي قالوا عليها مليشيات ، هذا هو حالها وهذا هو الوضع فيها ، وحكومة الارتزاق وسلطة الفنادق التي قالوا بأنها الدولة والشرعية حالها كما أسلفنا يبعث على الحسرة والأسى .
بالمختصر المفيد شتان بين المحافظات اليمنية المحتلة والمحافظات اليمنية الحرة ، شتان بين محافظات مستقلة القرار والإرادة تنعم بالأمن والاستقرار وتحظى بشرف الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة بلا ثروات وبلا مرتبات ، ومحافظات تنعم بالثروات وتصرف فيها المرتبات خاضعة للاحتلال السعودي والإماراتي تديريها مليشيات تابعة للسعودية والإمارات ، محافظات تحولت إلى بؤرة للصراع وتصفية للحسابات بين أدوات العمالة والخيانة والارتزاق ، لا شك بأن الفرق كبير جدا ولا وجه للمقارنة ، وعلى أبناء المحافظات المحتلة أن يستفيقوا ويتحركوا لتغيير هذا الوضع المشين والعمل على تحرير محافظاتهم من دنس الغزاة ومرتزقتهم وقطع الطريق أمام محاولات السعودية ابتلاع حضرموت والمهرة وابتلاع الإمارات لسقطرى وشبوة والسيطرة على باب المندب وخليج عدن خدمة للصهاينة والأمريكان ، قبل أن يجدوا أنفسهم تحت الوصاية والتبعية للسعودية والإمارات وخداما لهما .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الإثنين 16 مايو 2022 08:14:42 م