|
كنا وما نزال وسنظل دعاة سلام ورسل محبة ووئام ، لا مصلحة لنا في الحرب ، ولا ناقة لنا فيها ولا جمل ، قلناها مرارا إن الحرب فرضت علينا فرضا ، وكان لزاما علينا أن نرد على عدوانهم الهمجي دفاعا عن وطننا و عن أنفسنا ، ومع ذلك لم تدخر قيادتنا الثورية والسياسية الحكيمة أي وسيلة أو طريقة للدعوة لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وإيقاف نزيف الدم وقدمت في سبيل ذلك الكثير من التنازلات ولكنها قوبلت بحالة من الصلف والرعونة والعنصرية والإصرار على الحرب والحصار والقتل والخراب والدمار من قبل السعودية قرن الشيطان وتحالفها الإجرامي، مستقوية بترسانة الأسلحة الأمريكية والأوروبية التي تمتلكها والتي ظنت أنها قادرة على منحها الغلبة والنصر والتمكين، فذهبت قدما نحو التصعيد ضاربة بدعوات ومبادرات السلام عرض الحائط معتمدة على أمريكا والانحياز والتواطؤ الأممي القذر الذي شكل لها ومن معها حصانة لها تحول دون تعرضها لأي مساءلة قانونية على خلفية الجرائم والمذابح والانتهاكات التي ترتكبها .
ومع تنامي قدرات أبطال الجيش واللجان الشعبية الدفاعية وتعاظم الإنجازات النوعية لوحدة التصنيع الحربي والتي أثمرت عن تطوير وتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والشروع في تصنيع عدد من الأسلحة والذخائر والآليات والمعدات العسكرية والتي كان لها أبلغ الأثر في تغيير موازين القوى في معادلة الصراع والمواجهة وعقب العمليات النوعية التي ضربت العمق الاستراتيجي السعودي والإماراتي وشكلت مصدر تهديد المصالح الأمريكية والأوربية فيهما وأضحت تمثل مصدر قلق للكيان الصهيوني الإسرائيلي الغاصب ؛ ذهب تحالف العدوان لاستجداء السلام عبر بوابة الأمم المتحدة من خلال الهدنة الأممية التي تضمنت قرابة الخمس فقرات في مقدمتها وقف كافة العمليات العسكرية داخل اليمن وخارجه ، الهدنة التي تعاملت معها القيادة بإيجابية من باب إلزام الحجة.
وعلى الرغم من تلكؤ قوى العدوان ومماطلتهم في تنفيذ مضامين الهدنة وعدم جديتهم في تنفيذها على الوجه الأمثل ، في ظل الصمت والتجاهل الأممي ، إلا أن القيادة الحكيمة أظهرت حالة من الصبر والتحمل رغم كل الاستفزازات والتأخير والعرقلة التي ما تزال مصاحبة للرحلات الجوية المتفق عليها عبر مطار صنعاء ، ودخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة ، وها هي اليوم بكل مسؤولية تدرس طلب تمديد الهدنة قبل أقل من أسبوعين على انتهاء مدتها التي تنتهي في الثاني من يونيو القادم ، وأنا على ثقة مطلقة بأنها لا تجد أي حرج في الموافقة على ذلك ، ولكن المشكلة اليوم لا تكمن في القبول بالتمديد أو رفض ذلك ، ولكنها تكمن في مضامين وأهداف وبرنامج هذا التمديد ، وما الذي ستقوم به الأمم المتحدة وقوى العدوان من خطوات عملية تصب في جانب استكمال تنفيذ مضامين الهدنة خلال ما تبقى من فترتها ، لتشكل حافزا على المضي قدما في تمديدها، على أمل أن تتضمن فترة التمديد خطوات عملية تسهم في تقريب وجهات النظر ومناقشة الملفات الشائكة والبحث عن حلول ومعالجات لها ، وتهيئة المناخات التي تساعد على خلق أرضية ملائمة لحوار يمني – يمني يفضي إلى حل شامل للأزمة اليمنية ومعالجة تداعيات العدوان والحصار بكل تعقيداتها وآثارها وانعكاساتها على مختلف المجالات والأصعدة .
بالمختصر المفيد، اذا ما تم تنفيذ مضامين الهدنة خلال ما تبقى من أيامها ، فأنا مع تمديدها شريطة أن تتجاوز الهفوات والعقبات والعراقيل التي صاحبت تنفيذ بنودها في مرحلتها الأولى ، ونتطلع أن يكون الدور الأممي في المرحلة المقبلة أكثر فاعلية وأن يتحلى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالمصداقية والشفافية وأن تكون هنالك ضمانات تكفل إلزام الأطراف المعنية بتنفيذ بنودها ، وخصوصا ما يتعلق بإيقاف الخروقات والانتهاكات التي يرتكبها العدوان والمرتزقة في الجانب العسكري ، والتي تشكل التهديد الأكثر خطورة، والذي قد يسفر عن تقويض الهدنة وخصوصا أنها ظهرت هشة وغير جدية خلال الأربعين يوما على دخولها حيز التنفيذ .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
في الجمعة 20 مايو 2022 10:37:27 م