|
كالعادة يظهر لنا بين الفينة والأخرى معتوه ما ليقول كلاما يتناول مقدسات المسلمين ويحاول النيل منها. وللأسف يكون الكلام ضمن مخطط مدروس بعناية، بينما ردود أفعال المسلمين لا ترقى لمستوى التحدي، ولا تؤدي لنتيجة؛ وذلك أولاً: لأننا غير متحدين، وثانياً: لأن جزءا كبيرا من المسلمين أصبح أمر الإسلام آخر اهتماماتهم!
بالتأكيد هذا المدعو “كومار” لا يهمني رأيه، وشخصه التافه وقذارة لسانه -فضلاً عن قذارته الداخلية ورائحته القريبة من البهائم- لا تعني لي شيئا؛ ولكني أعرف أن اليهود الأقذر منه سيتلقفون هذه التصريحات بفرح شديد، وسيجعلون من صاحبه شخصا مهما، وأراهنكم أنهم عما قريب سيكرمونه أشد التكريم، هذا إن لم يكونوا قد كرموه فعلاً، وهذا إذا لم يكونوا هم من دفعه لهذا التصرف لاستفزاز المسلمين المستضعفين في الهند؛ بينما نجد أن الأنظمة التي يقول عنها الصهاينة “معتدلة” سيلتزمون الصمت، بل وسيتم التنكيل بأي شخص لديه صفة رسمية قد يتجرأ ليرد على هذه الإساءة ولو بصورة شخصية!
لقد روضوا الشعوب على الخنوع، وشغلوها بالترهات، حتى وصل الأمر إلى تقبل الإهانات من شخص يقدس ويسجد لبقرة، في حين تطأطئ هذه الأنظمة رأسها لكل من هب ودب، بحسب ما تمليه مصالحها ومصالح مشغليها، وهي تتمسح برداء “الاعتدال”، إلا أنها تشجع وتدعم كل من يثير النعرات بين أبناء الأمة، ولا تفكر بـ”اعتدال” عندما ينتقد أي شخص مواقفها وفسادها وانحطاطها الذي أوصل الأمة لأدنى المراتب بين الأمم!
ما لفت نظري هو أن هذا التافه الهندوسي قد استخدم “بالصدفة” معلومات مكذوبة وموجودة بالفعل في كتب محسوبة على التيار الوهابي التكفيري، و”بالصدفة” فإن هذه الكتب هي التي استخدمها واستشهد بما جاء فيها من قبل كل من أساؤوا سابقا للنبي الكريم وللإسلام، و”بالصدفة” فإن المجموعات الإرهابية التي دعمها ونماها الغرب لتشويه الإسلام واستهداف المسلمين تنتمي لهذا التيار أيضاً، و”بالصدفة” فإن هذا التيار هو المفضل لدى الأنظمة التي تفضلها “إسرائيل” أيضاً “بالصدفة” وتطلق عليها “معتدلة”، وما أكثر “الصدف” في هذا الموضوع بالذات!!
التصريحات أمر جيد، ولكنها لا تكفي. والمقاطعة الاقتصادية سلاح مجد وفعال، وبمقدورنا أن نستخدمه متى نشاء وضد من نشاء. وبرأيي أننا يجب أن نوعي الناس لتفعيل المقاطعة ضد كل من يسيء لنا وضد من يدعمهم أيضاً، أي أن نضيف المنتجات الهندية إلى قائمة المنتجات الأمريكية و”الإسرائيلية”. وكما نتمنى على حكومتنا أن تفرض هذا الأمر وتمنع استيراد المنتجات الهندية (خاصة الأدوية المغشوشة)، فهذا أمر له آثار إيجابية حتى على مستوى انتعاش التصنيع المحلي.
يبقى هنا نقطتان هامتان: الأولى: أن يتم الإعلان رسميا عن هذا التوجه، ودعوة المسلمين كافة -ولو من باب إلقاء الحجة- لتحذو حذونا. أما النقطة الثانية فهي عمل دراسة لمعرفة المنتجات التي يصنعها رجال الأعمال المسلمون في الهند واستثناؤها من هذا الحظر؛ فهم إخوة لنا، وهذا الإجراء كفيل بأن يجعل موقفنا واضحاً وقوياً. الجانب المادي مهم جدا، وسلاح فعال، وميدان مهم في صراعنا مع أعداء أمتنا. يقول الله سبحانه في سورة الحجر: “إنا كفيناك المستهزئين”، وسننتصر بفضل الله في كل معاركنا معهم.
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 11 يونيو-حزيران 2022 11:21:48 م