|
عزيزي المواطن اليمني البريء، صباحك جميل كسريرتك النقية. وأنت داخل إلى السوق لتشتري حاجياتك، لا تنسَ أن تمتع نفسك بالفواكه المحلية ذات القيمة الغذائية العالية. صحيح أن بعض تجارنا جشعون؛ ولكن لو حسبتها صح ستجد أن منتجاتنا المحلية ما تزال أرخص بكثير من المنتجات المستوردة والمرشوشة بجميع أنواع المبيدات والمواد الحافظة المضرة بصحتنا.
مؤخرا، في بلادنا، بدأت حكومتنا بممارســــة حمائيــــة مشروعة لمصلحــــة المـــزارع اليمني، ولتسويـــق منتجاتنا الوطنية محليا في ظل الحرب الاقتصادية الإجرامية ضد بلدنا وشعبنا. وقد بدأت أبواق العدوان تنشر الشائعات ضد هذه الخطوة التي هي من حق أي حكومة حرة في العالم تحرص على شعبها، وضد المنتج المحلي عبر التشكيك في جودته! ولكي نفهم أبعاد هذه التحركات دعونا نفهم أهمية هذه الخطوة، ولماذا أثارت الأعداء؟!
اليوم نجد أسواق العالم الثالث غارقة بالمنتجات الزراعية المستوردة من أمريكا أو من دول أخرى تقع تحت هيمنة الشركات الأمريكية، وهذه المنتجات يكون سعرها رخيصا نسبيا، ولكنها -كما حذرت دراسات عديدة- ليست منتجات صحية تماما؛ وذلك لأن هذه الشركات تركز على الكمية والشكل على حساب القيمة الغذائية! ومن أجل استمرار هذه السيطرة ارتكبت الولايات المتحدة الكثير من الإجراءات الوحشية لسحق أي تهديد أو منافس لمنتجاتها.
عادة يحقق نموذج “الزراعة للتصدير” معجزة اقتصادية؛ حيث يرتفع الناتج القومي في الوقت الذي يجوع فيه الشعب؛ لأن التركيز يكون على زراعة المحاصيل المطلوبة للتصدير، وذلك على حساب المحاصيل المطلوبة للاستهلاك المحلي. وكلنا نتذكر مزارع المانجو التي نشطت في بلادنا قبل سنوات، ورغم أنها أدت لزيادة التصدير، إلا أن ذلك لم يسهم في زيادة الأمان الغذائي للبلد، ناهيك عن أن هذا النشاط لم يخرج من سيطرة شركات لها ارتباطات خارجية!
ما يهم السياسة الأمريكية هو ألا تصل إيرادات هذا النشاط إلى أيدي الحكومات الوطنية، فهذا الأمر يعني أن أمريكا لن تحصل على شيء من هذه الإيرادات؛ فالسياسة الأمريكية لا تنشط إلا في ظل الحكومات الدكتاتورية والتي لا يعنيها أمر شعوبها، لذلك حاربت الولايات المتحدة منظمات الفلاحين والجمعيات التعاونية والاتحادات والنقابات العمالية وحتى الجمعيات الكنسية التي تقدم خدمات اجتماعية للناس. كما حاربت الحكومات التي تهتم بجوانب الزراعة والتنمية والتعليم والصحة، فكل هؤلاء يمثلون خطرا على الهيمنة الأمريكية!
لقد قادت أمريكا انقلابات عدة في دول حققت مكاسب اجتماعية في بلدانها. ولعل أهم نموذج هو الانقلاب في البرازيل الغنية، والذي أدى لكوارث اجتماعية وصلت إلى حد تشريد أكثر من سبعة ملايين طفل أدمنوا الشحاذة (التسول) وتعاطي المخدرات! كما منعت من وصول أقلام الرصاص إلى أطفال كمبوديا لمنعهم من التعليم! والأمثلة كثيرة في دول عدة حول العالم تؤكد النشاط التخريبي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد كل بلد يتجرأ على التفكير في الاعتماد على نفسه!
المنتج المحلي خطوة نحو الاستقلال والحرية، وضمان لنا كي لا نجوع ولا نحتاج مساعدة من أحد، وهذا بالضبط ما لا يريده الأعداء! حريٌّ بنا أن ندعم هذه الخطوة وأي تحرك سيؤدي إلى أن نمتلك قوتنا ونتحرر من التبعية التي تريد لنا أن نكون أكثر فقرا وجهلا. لذا فحماية ودعم الجانب الزراعي سيتبعه أن تنهض جوانب أخرى كالتعليم والصحة والصناعة، وبذلك فهي ثورة ضد المرض (خاصة السرطان) والجهل والفقر الذي من أجله يحاربنا العدوان ومرتزقته.
* نقلا عن : لا ميديا
في الثلاثاء 21 يونيو-حزيران 2022 10:28:57 م