مقدمة الارتزاق
مجاهد الصريمي
مجاهد الصريمي
ينبري إعلامنا وناشطونا بقوةٍ ونشاطٍ غير معهودين للتعاطي مع كل خبرٍ يمس شرف العفيفات الطاهرات من نسائنا وأخواتنا وبناتنا وأمهاتنا اليمنيات، فلا يكادون يسمعون بوجود جريمةِ اغتصابٍ في المناطق المحتلة تعرضت لها امرأة يمنية، من قبل عناصر قوى العدوان والارتزاق والعمالة، إلا وجعلوه هو المنطلق والأساس والغاية والهدف من وجود الإعلام والناشطين في العالم الافتراضي والتوعويين، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال إلى وجود آثار سلبية في نفسية معظم المنخرطين بتلك الحملات، ولم يعد الأمر خافياً بخصوص تلك الآثار ولاسيما إذا ما توقفنا قليلاً للبحث عنها من خلال الرصد لطبيعة نتائجها التي نستطيع إدراكها في طريقة التعاطي مع أي خبر أو نشاط يخص المرأة، وطبيعة الأسلوب المتبع في ذلك، من قبل تلك النفسيات، التي باتت ترى المرأة اليمنية على أنها مصدر لإلصاق العار في جبين كل يمني، وأن وجودها ما هو إلا مجلبةٌ للخزي والمذلة اللذين سيطالان مادامت على قيد الحياة كل بيتٍ من بيوتات اليمن.
وللتدليل على حقيقة ما ذهبنا إليه دعوني أضع بين أيديكم مثالين لتجربة واقعية وملموسة، جميعنا عاشها في بداية هذا الأسبوع:
المثال الأول: هو تلك الحملة الكبيرة جداً التي حشد لها قطاع الإعلام لدينا بمختلف هيئاته ومؤسساته جميع قواه وطاقاته، والظاهر من تلك الحملة هو مواجهة الحرب الناعمة، عن طريق مواجهة المنظمات، ولكن لم تستهدف تلك الحملة المنظمات ولم تشنع عليها وإن بمستوى عشرة بالمائة، مقابل ما قامت به ضد المرأة، إذ وصلت الوقاحة لدى البعض ممَن يقدمون أنفسهم على أنهم علماء، أن يتهم كل امرأة تعمل في أي منظمة بقلة الشرف والعهر والانحلال، ولكن الصدمة أن كل هذه الحملة كانت مبنية على وهم، إذ إن المصدر الذي اعتمدت عليه لم يكن سوى صور فُتُشُب وهنا الكارثة.
المثال الثاني: وبموازاة هذه الحملة، كان هناك خبر عن فتاة يمنية فضلت الموت على الحياة، حفاظاً على شرفها وعفتها، إذ رمت بنفسها من على الباص الذي كان يسير بأقصى سرعة، وظن سائقه أنه قد نال مراده وحقق مبتغاه، ولكن هيهات، فمادامت الكرامة والعفة هما سلاح المرأة ودثارها فلن يبلغ وطره ولن يصل ذلك الحيوان إلى مبتغاه، ولكن هذا الخبر لم يرق لإعلامنا الموقر، ولا لناشطينا، لأنهم يبحثون عن نقائصنا وليس عن موجبات الكمال لنا كيمنيين ولاسيما في ما يتعلق بالمرأة، ولست أبالغ إن قلت: إن الاستهانة بالعرض هي مقدمة توحي بإيجاد مرتزقة جدد سيعملون على بيع الأرض غداً.
 

* نقلا عن : لا ميديا


في الجمعة 01 يوليو-تموز 2022 09:26:26 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=5564