خذِ العهدَ بقوة
مجاهد الصريمي
مجاهد الصريمي
لن تموت ثورتنا، ولن تذهب تضحيات وجهود مجاهدينا وأحرار شعبنا أدراج الرياح، لن يضيع ثباتُ الثابتين، وصبرُ الصابرين، ولن يتبدد نور الحق، ولن تضل جموع الشاهدين لله بالوحدانية والكمال المطلق، والقيام بالقسط طريقاً هداها الله إليه، وأبان لها معالمه، وأرشدها إلى مسالكه وألهمها الكيفية التي تمكنها من معرفة سبله، فنحن الواجدون في كل محطةٍ زمنيةٍ تحمل في طياتها عبق الرسالة، وترشد الذين يحيونها ويعيشون تفاصيلها إلى امتداد حركة ينابيع الوحي، لينطلقوا من خلالها نحو التمسك بالأصل الذي يعبر عن كمال دينهم، وذلك بتمسك بمنهجية رسل الله وورثتهم من قرناء كتابه العزيز، فتخرج أيام الله سبحانه، من حيز الذكرى الجامدة إلى حيز الفعل والحركة الواعية الجادة، التي تجد في رسل الله وأوليائه مقاماً لتحقيق توازنها وبناء روحيتها وواقعها، وإيجاد النماذج الكاملة التي تحتاجها في المجال التربوي القادر على إكسابها القوة التي تكفي لمواجهة كل التحديات التي تحيط بها والقوى التي تتهددها، هكذا يبدو حالنا مع أول أيام العشر الأول لشهر ذي الحجة الحرام، الذي تم لنا هلاله بدراً بطلة بدرنا وسيد ثورتنا أبي جبريل أيده الله، الذي رأينا بما يجسده من مواقف ويدعو إليه بالفعل والقول، ويعطيه من حلول ونصائح ويحمله من رؤى وأفكار، إنابةَ إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل وتسليمهما لله، وأخلاق ورحمة وعدل ومنطق رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، وصبر وحلم وعلم وبلاغة وروحية سيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، نعم لقد شرفنا الله بقائد جمع في روحيته روحية النبيين، لأن القرآن هو بانيها وموجدها والمقرون به كل تحركاتها، ومن هنا اتصلت بعليٍ اتصالَ قيمة ومنهاج أكثر بكثير من اتصالها به على أساس النسب، وإن كان لصلة النسب مقام تشريف وتكريم يتمناه كل مَن عرف علي وذريته، ولكن يظل الامتداد العملي لخط الولاية هو الأصدق والأجل، لكونه يريك علياً حياً في كل زمن وموجوداً مع كل جماعة أو أمة تسير وفق ما أراد الله وتهتدي بهداه، الجاعل لها من نفسها هادياً اختاره هو لها واصطفاه.
فهلم يا كل مالك، هلم إلى عبد الله علي العصر، قائد ثورتنا، فقد أمرك بحسن إدارة الموارد المالية، بالمستوى الذي يلغي الفوارق الطبقية، ويقضي على استئثار فئة من المجتمع بكل خيراته، بينما الغالبية تحت خط الفقر المدقع، هلم إليه، فلايزال يدعو إلى بناء الإنسان القادر بدوره إن تم بناؤه على جهاد عدوه وإعمار أرضه.
هلم إليه، فهو الآمر بتقوى الله، وإيثار طاعته، فلا مكان بعد اليوم في وطنك لعبدة السلطة، والمزهوين بالجاه، والذين تسكرهم المواقع والمناصب والألقاب والأسماء، فلا طاعة بعد اليوم سوى لله، ولا قيمة لأي شخصية مهما علت مكانتها إلا بقدر اتباعها والتزامها بكتاب الله وما فيه فرائض وسنن ونظم وأحكام، واحذر من المضيعين لهذا الكتاب بالقدر ذاته الذي يجب أن تتخذه تجاه الغافلين عنه أو عن بعض ما جاء فيه.
نعم يا كل مالك، فالطريق ليست مفروشة بالورود، لذا فأنت ملاقٍ من القوى والجماعات والشخصيات على امتداد الطريق مَن يرغبون بالباطل ويحمون كل مواقعه، وعليه يجب عليك استحضار واجبك ووعي دورك للجهاد في سبيل ربك في حركتك وأفعالك وأقوالك ومشاعرك وأحاسيسك ودوافعك وأفكارك ومعتقداتك، ولا تعبه بكل موحيات الغلبة التي يتظاهر بها الباطل، نتيجة وجود كثرة المسبحين بحمده والمتمسحين بآثار نعال صانعيه ورواده، فلا عزة إلا لمن أعزه الله، ولا بقاء إلا لكلمة الله، فخذ العهد بقوة.
 

* نقلا عن : لا ميديا


في السبت 02 يوليو-تموز 2022 06:45:04 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=5568