|
أيها المخمورون بـ«زبيبة»..بدأ العلاج فاحذروا الكَيَّ
إن إنهاء العدوان والحصار كلياً ـ في حال حدث فعلاً ـ لا يعني نهاية الصراع، فالعدو بعدوانه هدف ولايزال لإعادة الوصاية على شعبنا، ونهدف بالمقابل لتحقيق حرية واستقلال ناجزين عبر تحطيم أكبال الوصاية الناعمة لاسيما الاقتصادية منها وبلوغ كفاية تنهي حالة الاستلاب الوطني لسوق الهيمنة الكونية.
في هذا السياق تأتي خطابات سيد الثورة في لقاءاته مع أبناء المحافظات وعليه تركز، فالقيادة الثورية التي خاضت مع شعبها وبشعبها ولاتزال تخوض بجدارة، ملحمة التحرر في مواجهة عدوان كوني غير مسبوق تُعِد شعبها اليوم لخوض ملحمة النهوض المقتدر بمنأى عن الركون لهدنة، خَطّط العدو لأن تكون مصيدة ناعمة يقع المجتمع في هاويتها تحت ضغط أعبائه المعيشية الناجمة عن العدوان نفسه وحصاره المستمر إلى اليوم، فيتحول طموح شعبنا للحرية والاستقلال نكوصاً عند تبعات سبعة أعوام من المواجهة هي تتويج لـ6 عقود من الوصاية والهيمنة والاستلاب.. وبنتيجة هذا النكوص يتحول طموح النهوض الحر المستقل المقتدر إلى لهاث يائس في دوامة احتياجات يومية معيشية تحول دون أن تصب طاقة المواجهة الشعبية الفذة مع العدوان في خنادق النهوض الاقتصادي والفكري والاجتماعي بذات الزخم والدفق وتعيد تدويرها كخنجر مرتد في نحر الشعب والمشروع الثوري. يمثل الفساد والمظالم الموروثة والمحدثة ومساوئ الإدارة الحكومية وكساح الأداء الرسمي وانعدام الاتصال الحيوي الفاعل بهموم وآلام الناس... يمثل كل ذلك روافد غير مباشرة لكن فعالة لجهة تحقيق غاية العدو تلك من الهدنة المصيدة بعد أن أخفق وخاب في تحقيقها بعدوان كوني عسكري مباشر وحصار لايزالان مستمرين وإنْ بجرعات أقل نسبياً مما كانت عليه خلال أعوام المواجهة السبعة المنصرمة.
تقول خطابات سيد الثورة إنها -عسكرياً- فرصة لتشحيم السلاح وتذخيره بالجديد وتكتيل الزنود في خنادق المواجهة لا لإخلاء الخنادق وتسريح المقاتلين وإعطاء البندقية إجازة مفتوحة... وهي -أي الهدنة- أكثر من ذلك فرصة لاستنهاض الطاقات وتكتيلها في خنادق التحرر الاقتصادي وإنهاء حالة الاستلاب الغذائي والسلعي الوطني للخارج كغاية ثورية وفريضة إيمانية جهادية لا تجعل من البشر عبيداً يسترقُّهم طغاة العالم بكسرة خبز وقرص دواء وعلبة بسكويت كنتيجة لنكوصهم عن جهاد البناء والإعمار وتثمين الطاقات الظاهرة والباطنة التي وهبها الله لعباده بما يقيهم عبودية الحاجة وتأليه الطواغيت القابضين على أقوات البشرية المستلبة.
إن القيادة الثورية تجترح لشعبها آفاق رخاء أبعد من لحظة العوز الراهنة وتحذرهم من مغبة الغرق في دوامتها...
إنها لحظة عابرة يستميت العدو ـ بمؤازرة الفساد والكساح الرسمي وجور بعض المتسلقين باسم الثورة والوفاق- لجعلها لحظة مستدامة لا فكاك منها وتأبيد غرق شعبنا في وحلها عوضاً عن نهوضه وتحليقه في فضاء القضايا الكبرى واستشراف كينونته اللائقة ببصيرة نافذة وزنود تشق مجاهل التحديات الراهنة إلى فجر الكينونة.. أملاً مع العمل والبذل والتضحية وصبراً وإيماناً واعياً مع الحركة والفعل والثقة بنصر الله ووعده الصادق لمن استقام على سبيله.
سلسلة خطابات سيد الثورة أبو جبريل في لقاءاته بأبناء المحافظات هي تدشين واعٍ- لا يشوش عليه غبش اللحظة ولا ينقصه نفاذ الرؤية- لمرحلة الجدارة الشعبية بالحرية والاستقلال في ميادين صراع الإعمار والنماء كامتداد موضوعي لميادين المواجهة الحربية التي انتزع شعبنا إقرار العالم ببطولاته في خوضها وأصاب خلالها حسابات العدوان الكوني في مقتل وأربكه وألحق به خيبات لايزال يتجرع مراراتها ويحاول أن يتداوى منها بالهدنة على أمل انفساح ثغرة لمعاودة العدوان وتمرير غاياته...
هنا يستحث سيد الثورة المسؤولين والمجتمع الصامد لإغلاق المجال على كل مستوى أمام العدو بالوعي وإنهاء المظالم وبالانفتاح الصادق والصلة الوثقى مع الناس وقضاياهم والعمل التعاوني على قاعدة البر والتقوى في مجالات الزراعة والصناعة والإنتاج وشق الطرقات وتوفير مشاريع المياه بـ"صورة ملحة وعاجلة".
يدعو سيد الثورة المسؤولين والتجار طواعية إلى توجيه الجهود والرساميل صوب الزراعة والتصنيع السلعي الكفائي بما ينهي حالة العوز الوطني ويوفر العملة الصعبة المهدورة بالمليارات في مهب استيراد سلعي شامل يرفد مركز الهيمنة الاقتصادية العالمي ويقوض الاقتصاد الوطني.
دعوة كريمة لاتزال استجابة التجار والمستثمرين المحليين وعمل المسؤولين بمقتضاها أمراً متروكاً لخياراتهم الطوعية اليوم لكنها لن تكون كذلك إلى الأبد.
إن اعتساف خطابات سيد الثورة بالتأويلات المتطامنة لجهة إعفاء الحكومة من اللائمة أو ترك الحبل للتجار على غارب الهوى ليس من الحكمة إطلاقاً. فهذه الخطابات هي بمثابة لحظة تخيير إنساني واعٍ إزاء توجهات مصيرية ليست رهناً بهوى المُخيّرين بقدر ما هي إقامة حجة عليهم. وإذا اعتقد المعنيون بها غير ذلك فسيفيقون على تدخل ثوري قاسٍ لم تخلُ خطابات سيد الثورة من إشارات إليه كعملية كَيٍّ فيما إذا أخفق العلاج.
ليس من مصلحة الغارقين في السبات الرسمي ـ إذن ـ التعاطي مع إرشادات وتوجيهات سيد الثورة باعتبارها مواعظ موسمية من رجل يحترف الكلام ولا يتجاوزه إلى الفعل أو يرجئ حساب الظالمين إلى يوم الحشر..
عليهم ـ بالنقيض لذلك ـ أن يوقنوا تمام اليقين بأن السيد عبدالملك الحوثي هو (رجل قول وفعل) وأنه كان ولايزال قائد ثورة شعبية قبل المواجهة مع العدوان وخلالها واليوم وغداً وسيظل قائد ثورة تطرح ثمارها الوازنة في أكواخ المستضعفين والمسحوقين، لا رجلاً عابراً في مرحلة عابرة.
على الكساح الرسمي و"الرأسمال المحلي" أن يستشعر ذات الخوف الذي يستشعره مركز العدوان الكوني بمنأى عن تكويم خطابات سيد الثورة كوسادة للاستمرار في سبات اللافعل إزاء التحديات التي ينهض مستضعفو شعبنا الشريف بجل عبئها حباً وكرامة وإيثاراً بلا أثرة.
فليحذر النائمون في طريق السيل من أن تجرفهم الثورة -كما صرخ البردوني ذات يوم.
ثورة بقيادة أبي جبريل ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا ولن يبدلوا أو يتبدلوا الإيمان بالكفر في حق الله وحق شعبهم الشريف الصابر الصامد.
هكذا تكلم سيد الثورة وكذلك يفعل.
من تعز إلى حجة إلى ذي الحجة
حذّر سيد الثورة من مغبة المظالم والفساد والقطيعة الرسمية مع الناس في خطاباته من تعز إلى حجة..
وفي الأول من ذي الحجة وضع على رقاب المسؤولين عن سياسة شؤون الناس، "عهدَ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لمالك الأشتر". فهل تعيه أُذنٌ واعية ويرتقي المعنيون لمستوى صِدقية القائد؟!
أيها المخمورون بـ«زبيبة السُّلطة» اعلموا أن تمكين الله سيمتد بموثقه ورجاله الصادقين ليعم الجزيرة العربية وما عليها فما أحقر مكسبكم بميزان وعد الله وما أفدح العاقبة بميزان انسلاخكم عن موثقه الذي واثقكم به...
لقد شرع سيد الثورة في علاج سباتكم فلا تأمنوا الكَيَّ القادم!
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 02 يوليو-تموز 2022 06:57:06 م